|
حقيقة تنظيم أنصار بيت المقدس
رياض حسن محرم
الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 01:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتقد بعض الباحثين فى الحركات الإسلامية أنه لا وجود لما يسمى بجماعة أنصار بيت المقدس وعلى رأس هؤلاء الباحث عبد الرحيم على أن من يطلق عليها أنصار بيت المقدس ما هى الاّ منظمة وهمية أعلنتها منظمة حماس للتغطية على ما تقوم به كتائب القسام وهذا ما يفسر كمون الحركة الطويل منذ 2011 وعودتها للنشاط بعد سقوط مرسى، بينما يتبنى آخرين ومنهم الكاتب محمد الكردوسى أن بيت المقدس منظمة أسستها المخابرات المصرية للقيام ببعض عمليات مدبرة تمهيدا للقيام بعملية عسكرية ضد حماس وتشبه "منظمة سيناء العربية" التى أنشأتها المخابرات العسكرية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلى لسيناء بعد حرب 67 ، لكن الواقع الملموس ينفى تلك الآراء و يؤكد أن أنصار بيت المقدس كيان حقيقى موجود فعليا، وعليه فما هى حقيقة هذه المنظمة؟ أول ظهور لجماعة بيت المقدس إعلاميا جاء بعد ثورة 25 يناير وخلع حسنى مبارك وذلك من خلال مجموعة متواترة من تفجير خط الغاز فى سيناء، و كانت بداية هذا التنظيم بعد دخول عناصر تكفيرية من قطاع غزة عبر الأنفاق تسمى نفسها " أنصار بيت المقدس"، وبعد حوار مع تنظيم "التوحيد والجهاد" الذى أسسه طبيب الأسنان السيناوى "خالد مساعد" فى العريش فى 2001، و الذى تبنى التفجيرات الإرهابية فى شرم الشيخ ودهب وطابا بين أعوام 2004 – 2006 ضد السائحين الأجانب"، وقرر التنظيمان الإندماج معا تحت لواء وإسم "أنصار بيت المقدس"، وأعلنت المنظمة الجديدة عن نفسها بتفجير خط الغاز الممتد الى إسرائيل لعدة مرات خلال عام 2011، وتوقفت التفجيرت بعد وصول مرسى والإخوان الى السلطة فى 30 يونيو 2012، واختفى صوت هذا التنظيم لفترة ثم أعلن عن تبنى إطلاق صاروخ على إيلات فى 20 نوفمبر 2012، بعدها أعلن عن إطلاق صاروخين جديدين على إيلات ونشر فيديو للعملية يظهر إصابة الصاروخين مخزنا للوقود ومجمع سكنى. وبعد سقوط مرسى تحول التنظيم الى العمل داخل مصر بالتنسيق مع جماعة الاخوان المسلمين، وبدأ إستهداف الأكمنة الأمنية والمؤسسات الشرطية وتحول الى إستخدام السيارات المفخخة وإطلاق الصواريخ التى تدرب أعضائه عليها فى غزة، وتبنى التنظيم عملية محاولة إغتيال وزير الداخلية بواسطة ضابط متطرف فكريا تم فصله من القوات المسلحة فى 2005، وكذلك قتل المقدم محمد مبروك و تفجير مديرية الأمن بجنوب سيناء وإستهداف مبنى المخابرات العسكرية بالاسماعيلية وغيرها من العمليات النوعية، وتكرر نشر فيديوهات مسجلة على قناة الجزيرة مثل الفيلم الذى تتصدره عبارة " إذا عدتم عدنا" الذى أعدته مجموعة " الشموخ الجهادية" التى تصدر شرائط القاعدة، وبثت من خلالها مقاطع لزعيم القاعدة " أيمن الظواهرى" يمدح فيها أعمالهم. يطلق هذا التنظيم على أعماله مسميات "فتح" و"غزوة"، وقد إستمر هذا التنظيم فى إستقطاب قوى جديدة بإعلانه إنضمام تنظيم " أكناف بيت المقدس" و"شهداء الصخرة" اليه، ويبدو أن ذلك يتم بالتنسيق والإشراف من تنظيم القاعدة، ويضم التنظيم أعدادا من شباب سيناء التابعين لقبيلتى السواركة والترابين، ويتركز انصار بيت المقدس فى الشريط الحدودى بين مصر وغزة خاصة فى قرى المقاطعة والمهدية والظهير، وتضم المنظمة عناصر أجنبية من جنسيات متعددة أهمها الفلسطينيون الذين يشكلون من 20 الى 30% من تشكيلاته وأيضا اعدادا أقل من العراقيين واللبنانيين والليبيين كما يقول البعض بوجود أفغان وشيشان بين صفوفه، ونقل شهود عيان أن هذا التنظيم لديه أسطولا من السيارات المسروقة وكميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ وراجمات القنابل. فى سبتمبر 2012 تم إغتيال أحد قيادات أنصار بيت المقدس فى قرية خزيزة بوسط سيناء وهو الارهابى " إبراهيم عويضة" وبعد أقل من إسبوع قام التنظيم بخطف "منيزل سلامة" من بيته وقتله بعد تسجيل فيديو له يعترف بأنه عميل للموساد وقيامه بإستئجار شخصين آخرين لتسهيل إستهداف عويضة بواسطة قوة إسرائيلية تسللت الى سيناء، وبعد ما نسب من إعترافات لمنيزل تم إستهداف الشخصين الذين ذكرهما، واستطاع التنظيم إغتيال "سليمان حمدان" بينما إستطاع "سلامة العوايدة" الفرار وذكر أن إسرائيل وفرت له الحماية، وفى التاسع من أغسطس 2013 قامت طائرة إسرائيلية بدون طيار بإستهداف مجموعة من الجهاديين من أنصار بيت المقدس فى منطقة العجرا بسيناء والذين كانوا يعدون صواريخ لإطلاقها بانجاه إسرائيل فقتلت 4 منهم وأصابت خامس، بينما أعلن الناطق بإسم القوات المسلحة المصرية أن الذى قام بالهجوم طائرة أباتشى مصرية، بينما أعلنت المنظمة أن الطائرة إسرائيلية وقامت بمهمتها بالتنسيق مع المخابرات العسكرية المصرية، وكان هذا هو السبب فى القبض على المراسل الصحفى "أحمد أبو دراع" الذى أكّد الرواية الإسرائيلية، وعلى إثر ذلك تم تبادل الإتهامات بين بيت المقدس والسلطات العسكرية وتصاعد المواجهات بينهما، على إثر ذلك عمدت القوات المسلحة الى قصف قرية التومة وتم قتل بعض العناصر التى وصفتها بالارهابية بينما التنظيمات الجهادية الأخرى اتهمت القوات المسلحة بقتل مدنيين. بعد إختطاف الجنود السبعة بمنطقة رفح والحديث المشهور للرئيس المعزول عن سلامة الخاطفين والمختطفين بثت جماعة أنصار بيت المقدس شريطا مصورا للجنود وهم مكبلين و يناشدون الرئيس بالإفراج عن المعتقلين والمحكومين من أعضاء التنظيم وتم بعدها مباشرة الإفراج عن المخطوفين بعد صفقة لم تتضح معالمها بعد، وبعد العملية بفترة تم بث شريط من التنظيم يظهر فيه أحد الجنود المختطفين بعد قرارهم الافراج عنه وهو يوجه الشكر لتنظيم بيت المقدس. تعتمد أنصار بيت المقدس كغيرها من التنظيمات السلفية الجهادية على الأفكار التكفيرية منذ سيد قطب حتى الآن، وتضيف الى برامجها التثقيفية كتابات أخرى حديثة ككتاب " إدارة التوحش" لمؤلف يكنى بأبى بكر ناجى وصادر عن جهة مجهولة تدعى "مركز الدراسات والبحوث الإسلامية"، وهو كتاب صغير يتكون من حوالى 100 صفحة وغيرها من الأدبيات، وتقوم أفكار التنظيم على شقين، أولهما عبادة الله وحده لا شريك له والدعوة اليه وتكفير أى شخص لا يؤمن بذلك، وثانيها تعبيد الناس لله بالدعوة والقوة فى حال عدم الإستجابة، وتحكيم الله فى كل شيئ ولا خيرة لبشر فى ذلك، وعلى ذلك فإنها تكّفر الحاكمين والمحكومين الذين لم ينقلبوا على حكامهم الطواغيت الذين يقدمون الديموقراطية وهى حكم البشر على تطبيق الشريعة وهى حكم الله، ويدعو التنظيم الى قتال الجيش المصرى لا بوصفه فئة ممتنعة ولكن لكونه كافرا. رغم أن جماعة "أنصار بيت المقدس" هى الأقرب الى أفكار تنظيم القاعدة فى سيناء، وكذلك مبايعتهم للشيخ "أيمن الظواهرى" زعيم القاعدة وتضمينهم لمقاطع من أحاديثة التى تمدح بعض أعمالهم، الاّ أنه وحتى الآن لم تعترف بهم القاعدة كفرع رسمى للتنظيم فى مصر، ويبدو أن زعيم القاعدة يتريث فى ذلك لعدم إستعداء باقى الفصائل التكفيرية وربما يسعى لتوحيد جميع تلك المنظمات تحت راية انصار بيت المقدس أولا حتى يضمن كل الصيد فى دفعة واحدة.
#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإخوان وأردوغان والأزهر
-
مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى – 2
-
مساهمة فى تجديد الفكر الماركسى
-
علاقة الإنقلاب الثورى بالجيوش الوطنية
-
الإرهاب فى سوريا يعيد تلميع وجه الأسد
-
محمد عبد السلام فرج..مهندس تنظيم الجهاد
-
أيمن الظواهرى ومصر التى فى خاطره
-
على نويجى .. الحكيم الذى لم أعرفه كثيرا
-
مصر والسيناريو الجزائرى ..هل تتكرر العشرية السوداء فى مصر؟
-
اليسار المصرى ..الوحدة ولا سبيل آخر
-
الإختلاط..أقصر طريق للفضيلة
-
بين الولىّ الفقيه ومرشد الإخوان
-
القضية الوطنية فى مصر الحديثة
-
كوم أمبو .. مستوطنة صهيونية على أرض مصر
-
الدكتور خالد مساعد ..مؤسس أول تنظيم جهادى فى سيناء
-
جين شارب .. الإمبريالية فى أحدث أشكالها
-
المرشد السرى
-
الإخوان والعنف .. صراع وجود
-
السلفية الجهادية فى سيناء
-
إشكالية المادة الثانية
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|