أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إعتراف الريماوي - !!-بئس هذا النموذج يا أهل -نهاية التاريخ















المزيد.....

!!-بئس هذا النموذج يا أهل -نهاية التاريخ


إعتراف الريماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 08:50
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تندفع السياسة الأمريكية الإمبريالية في العالم من منطلق تسترها بوهمية صلاحيتها كنموذج لباقي الإنسانية ، هذا الشعور والفهم للإمبريالية الأمريكية تعمق وازداد في سلوكها وممارستها بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية العالمية ، لتعلن ذلك على الملأ أن التاريخ وصل الى نهايته بإنتاج النموذج الأمريكي من أجل خلاص الإنسانية وسعادتها ( كتاب "فوكوياما" نهاية التاريخ) ، وعليه فهذه الإمبريالية "المتوحشة" دخلت حالة من جنون العظمة ، وأخذت تتستر بهذا الفهم لتحقيق مصالحها ومحاولة فك أزماتها المتشعبة والمختلفة.
صحيح أن التجربة الإشتراكية العالمية منيت بالفشل ، واستطاعت الإمبريالية تحقيق نصر مؤقت عليها ، ولكن من حقنا أن نتطلع على "المنتصر" ونرى ماذا يقدم لنا؟! ماذا يصنع بالعالم ؟! ما هي الحلول الإقتصادية والسياسية والقيم الأخلاقية التي يحاول ترسيخها؟! أين هي مؤشرات سعادة الإنسانية القادمة من "أرقى أجناس بني البشر"؟! كما تدعي الإمبريالية الأمريكية...
إذا ألقينا نظرة عامة على العالم ، نلمس زيادة حادة في معدلات البطالة والفقر في العالم بشكل عام ، وتعميقا للفجوة ما بين دول الشمال والجنوب في العالم ، وإتساع رقعة مناصري مناهضة العولمة الإمبريالية لما خلقته من وقائع إقتصادية وإجتماعية وسياسية ، استخدام الإمبريالية الأمريكية ومعها من يتبعها لوسائل التدخل السياسي والعسكري المباشر في مختلف أنحاء العالم بهدف السيطرة وتحت عناوين مضللة مثل الحرية والديمقراطية...الخ .فإذا كان هذا هو مظهر العالم بعد أقل من عقد ونصف على "النصر الأمريكي" وإنتهاء "الحرب الباردة" ، وكل القضايا آخذة في التأزم ، فأين يكمن مصدر سعادة البشر؟! وهل تستحق هذه الإمبريالية لقب النموذج الأرقى؟!!

هذه سمات عامة عالمية ناتجة عن تحكم الإمبريالية في العالم ، وإدعائها قيادته نحو الخلاص ، ونحن كعالم عربي يغرق في سبات عميق ، ليس بخارج هذه الدائرة من التأثر بهذه السياسة الإمبريالية الأمريكية، بل نحن من ندفع ثمنا باهظا في هذه الفترة ، فالمنطقة العربية هي هدف راسخ في وعي ومخططات الإمبريالية للسيطرة عليها كمكان إستراتيجي قي قلب العالم وكمصدر للنفط والطاقة ، ولجعلها سوقا للمشروع الإمبريالي الصهيوني فيما يسمى "بالشرق الأوسط الكبير". ولتحقيق هذه الأهداف الخاصة بمشروع الإمبريالية الصهيونية بالمنطقة ، نشهد ما حصل ويحصل بالعراق ولبنان وفلسطين وسوريا والتدخلات والضغوطات هنا وهناك...
في هذا السياق أود التركيز على إبراز السياسة الأمريكية الإمبريالية في المنطقة خصوصا ، دون التطرق بتفاصيل عن الأنظمة العربية الرجعية والتابعة للفلك الأمريكي ، ولا أريد أن أفهم اني أدافع عن أحدها فهي جميعا ومع الفوارق النسبية بينها لا تستحق الدفاع عنها.
جاءت الدبابات الأمريكية لتبشر العراق بالحرية والتحرر والديمقراطية ، وتم إسقاط النظام العراقي وتم أيضا بموازاته تنصيب أزلام وموالين ومكملين لهذه الخطوة . فوصف النظام السابق بالدكتاتور لا يختلف عليه إثنان ، لكن الدبابة الامريكية ليست بأفضل منه ، والأهم من ذلك ، كل يوم يقع العديد من الشهداء العراقيين برصاص الأمريكيين ، وفضائح سجن أبو غريب لا توحي بأن الأمريكيين أصحاب رسالة إنسانية بالمطلق! ، وحصار المدن والقرى العراقية وحملات الإعتقال اليومية لا توحي إلا بإحتلال للعراق لا تحريره ، ثم أن هدف الأمريكيين كان الوصول لأسلحة العراق، وعندما تبخرت هذه الكذبة صار الهدف إسقاط النظام وتحرير العراق منه ، وقد تم إسقاط النظام فماذا بقي للأمريكيين غير إحتلال العراق والسيطرة على ثرواته كركيزة للسيطرة على المنطقة العربية ككل؟! ام هم الآن يودون إستتباب الأمن ؟! هل نسوا أن الأمن يتحقق إذا زال الإحتلال فقط؟! أم نمسك بكذبتهم مواجهة القاعدة ومحاربتهم "للزرقاوي" ؟ فأمريكا دوما تبحث عن حجة تعلق عليها أهدافها الحقيقية المبيتة.
فهذا هو الوجه الحقيقي لمخلص العراق من الدكتاتورية ، وقضية الديمقراطية أكثر بشاعة كما يحاول تطبيقها المبشر الأمريكي ، فالعراق يقسم ، كجغرافيا وكأعراق ، وتهدف الحملة الأمريكية بتحويله الى مكان مجزأ بين الأعراق والطوائف والمذاهب والعشائر ، وخلق مصالح خاصة لكل منهم مرتبطة بالأمريكيين ، لتضمن سهولة السيطرة عليه من خلال الرموز التي ستنصبها ، أو على الأقل لابقائه ضعيفا في المستقبل لا يقوى الا على التقاتل الداخلي وحسب. فما هي الديمقراطية التي تقسم البلاد وتعود بالعقلية الى القبيلة والطائفة؟! أم هي المصلحة الأمريكية في السيطرة على العراق تقتضي تفصيلا خاصا للديمقراطية؟! فالعراق حقيقة يواجه إحتلالا بشعا يتستر بعنوابن مزركشة ، ويختفي قليلا وراء تصريحات المرتزقة من الرموز العراقية التي لا تعرف الحياة الا من خلال هذا الحال... لكن صور القتل والهدم والحصاروسجن أبوغريب وتمزيق العراق لا يمكن أن تغطيها جبروت المبشر الأمريكي بالخلاص ، والتاريخ سيكتب ، حقبة سوداء عمن إدعى النموذجية!.
وإذا أزحنا نظرنا قليلا عن العراق ، نجد الرسول الأمريكي يمعن فتكا ، فلبنان والمقاومة اللبنانية ، ولأهداف امبريالية صهيونية ، يصبح مباحا للتدخل في شؤونه ، وقد إستصدرت الإمبريالية الأمريكية من مجلس الامن الدولي الذي لم يبق منه إلا الإسم (فهو أمريكي بالفعل ودولي بالإسم) قرارا يهدف لطرد "الإحتلال السوري" من لبنان ونزع سلاح المقاومة في الجنوب اللبناني ، هذه مفارقة غريبة ، فالإحتلال الصهيوني يحتل فلسطين ومزارع شبعا والجولان وهناك العشرات من قرارات مجلس الأمن ولم تنفذ بعد ، وأمريكا هي التي ترعى الكيان الصهيوني وتوفر دعمه بكل الأصعدة وتسميه دولة ديمقراطية تواجه "الإرهاب الفلسطيني"؟؟!!والوجود السوري في لبنان هو وفق"اتفاق الطائف" ، وبالمحصلة هو شأن لبناني سوري داخلي ، ومع هذا يسمى إحتلالا ويفرض على سوريا عقوبات وقرارات ، والكيان الصهيوني في فلسطين هو ضحية "الإرهاب الفلسطيني" ، هل هذه هي النظرة الأمريكية لإعادة صياغة العالم وتعريفه وقيادته؟؟ ، يا لها من رسالة امريكية إنسانية لتحرير الشعوب ! تفتقد لأدنى القيم والأخلاق بين بني البشر!
العراق ولبنان وسوريا ليس بمعزل عن نفس المخطط الصهيوإمبريالي في فلسطين ، بل هي حلقات ومراحل تهدف لنتائج محددة متصلة ومترابطة ، في بسط السيطرة والهيمنة على المنطقة ، فالنضال الفلسطيني ضد الإحتلال الصهيوني يضحي في قاموس الإمبريالية الأمريكية ومن يتبعها "إرهابا " تجب مواجهته وإدانته ، فالجزار "شارون" يضحي رمزا للسلام والفلسطينيين "إرهابيين" ، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين يضحي أمرا غير عقلاني في تصورات "بوش وشارون" ، وفتح أرض فلسطين للمستوطنين الصهاينة "حق طبيعي" ، وإضطهاد الفلسطينيين العرب في المناطق المحتلة منذ عام 1948 يضحي من متطلبات تأمين الحياة "للدولة الديمقراطية اليهودية" ، وإقامة الجدار العنصري يفسر أمنا للإحتلال وليس فصلا عنصريا ، والترسانة النووية الصهيونية لا أحد يذكرها ، بينما مواجهة الإحتلال بأي عمل كان توفر له الرعاية الأمريكية كل وسائل الشجب والإدانة والعقوبات...الخ.
هذه نظرة سريعة لبعض تجليات السياسة الامريكية الإمبريالية في العالم وخاصة في العالم العربي ، وأن صناع هذه السياسة يدّعون ويفخرون بأنهم أرقى نموذج يقدم للحياة ، وأن التاريخ يحتفل بهم ويحملهم رسالة لباقي البشر . نقول لأمريكا : انها ربما سعادتكم ولكنها تعاسة الآخر، فساديتكم التي إكتسبتموها من تجربتكم ، ووجودكم على أنقاض وأشلاء الهنود الحمر ، وإمبرياليتكم الوحشية ، ربما كل ذلك ترك لكم نفسيية في رغبة الحرب والقتل والتسلط ، ولربما أنكم أحوج الناس ليبحث عن مخلص ونموذج للحياة ، فالإنسانية بحاجة للخلاص منكم أولا ، لتصوغ بعدها تاريخاً في الحقيقة لا يصل إلى نهاية ، ولكنه سيلفظ الإمبريالية وعمرها الأسود لتسجل في صفحات الإعتذار للإنسانية.



#إعتراف_الريماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دهاليز التسوية الفاشلة ، إلى متى؟


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إعتراف الريماوي - !!-بئس هذا النموذج يا أهل -نهاية التاريخ