أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - فيصل القاسم وراء القضبان














المزيد.....


فيصل القاسم وراء القضبان


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 19:34
المحور: كتابات ساخرة
    


كم من الذنوب ارتكبها وكم من السيئات جناها الدكتور فيصل القاسم وهو يعبث بالمشاهد حينما يجلس على كرسي المحاكمة ويعلن بصوت عال أن برنامجه جاء ليثبت الحق، سماه الاتجاه المعاكس وأنا أسميه الاتجاه المشاكس، فلا تكاد تخلو حلقة من حلقاته من السباب والشتائم والعراك والخصام وكأننا في حلبة صراع أو مصارعة، لم يستطع الحكم أن يسيطر على المباراة لأن ثرثرته طغت وطفت على السطح فصارت كالزبد الذي يذهب جفاء، وليس بالشديد الذي يكظم غيظه ويمسك نفسه عند الغضب فيثير القلاقل والزوابع، ويستفز ضيفيه بأنواع من الأسئلة التي لا فائدة من ورائها، يريد الإطاحة بالخصم بأي حال من الأحوال إن كان ذلك الخصم عنيدا أو يحتقره إن كان ضعيفا، فيمزج أسئلته بسخرية جارفة وأحيانا جافة يسخر المشاهد نفسه منها.
كان برنامج الملايين فأصبح برنامج المشاكسين، لا يتفرج عليه إلا القليل، ولا يذكرون من فيصل القاسم إلا مشاغباته وثرثرته وهرجه ومرجه وهو يقف أمام الشاشة وعلى الهواء مباشرة ويتحكم في المباراة أقصد في الحلقة كما لو أنه يفضّ نزاعا بين شخصين متخاصمين وعنيدين، والأدهى أنه يحرص على أن يستضيف من لا يعرفون أدب الحوار ولا يكترثون بحالة المشاهد وهو يحاول أن يستوعب ما يجري أمامه من تصرفات صعاليك الشاشة وكأنه أمام مسرحية المشاغبين في لون جديد.
لا أدري ما الفائدة التي تجنيها قناة الجزيرة من وراء هذا البرنامج، فإن كانت هناك فائدة فهي أن تخرج المشاهد من عقله وتجعله يستدبرها من هول ما يرى من برنامج نجس غير طهور يريد إثارة البلبلة في القلوب وهمه تأجيج المشاعر والأحاسيس وتهييج الأعصاب والنفوس، وإبعاد المتفرجين عن الحقيقة الناصعة، وإلهاؤهم بهذا الهرج المصطنع والتمثيل على الهواء مباشرة، مواضيع تافهة وحوارات عقيمة وسباب وشتائم وأحيانا عراك بالأيدي وانسحاب من البرنامج برمته، فلا أدري لماذا يأتي الضيف للبرنامج وهو يعلم أنه سيتلقى صفعات ويسمع صيحات وربما يرتكب سيئات ويخرج من الاستوديو بكدمات وحسرات.
ما يفعله الدكتور فيصل القاسم هو النميمة بعينها، يوسوس لهذا وذاك ويطرح المشكلة على غير ما وضع لها، ولا يهدأ له بال إلا بعد أن يمسك الحبال ويهدّ الجبال، ويوجه النّبال، وينتهي البرنامج إلى وبال، نميمة حرّمها الإسلام الدين الحنيف وتوعّد من كان يفعل ذلك بالعذاب الأليم، توعّد من يفرق بين المسلمين، ومن يكون سببا في الخصام والعراك والتشابك بالأيدي، توعّد من كان سببا في تفريق الصاحبين، وتشتيت الشمل بسوء ظن وكلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
هو دكتور ولا أدري من أين تعلم آداب إدارة الحوار، نريد حوارا هادئا مقنعا، وهادفا، يقدم معلومات مفيدة لا تثير النعرات الطائفية ولا المذهبية ولا القبلية، فنحن اليوم يكفينا تشتتا وتمزقا، يكفينا ما نرى من دمار وخراب سببه مثل هذه البرامج الرديئة التي لا تقدم ولا تؤخر، بل تؤخر أكثر مما تقدم، وتجعل المشاهد يأسف لما يرى ويسمع من خزعبلات وأوهام ومشاهد مؤلمة أحيانا يزدريها وأحيانا أخرى يستغربها أن تكون في برنامج الدكتور فيصل القاسم، أنا أحترم شخصه وليس بيني وبينه عداوة وكنت من الحريصين على متابعة برنامجه الذي اشتهر في البداية أنه يقدم المعلومة المفيدة ولكن وبعد أن تراءى أمامي الحالة الهيستيرية لضيفيه وهو يحاول تهدئتهما بكل السبل والوسائل أقسمت على نفسي أن لا أشاهده مرة أخرى، ولا شك أن القارئ الكريم يشاطرني الرأي، فبرنامجه أضحى يوتر الأعصاب ومليئا بالهرج والمرج والفوضى العارمة، ولا فائدة منه ترجى بل حركات بهلوانية ومواضيع تافهة وتحريض على العنف وتهديد للسلم.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها
- تونس تبحث عن حل
- الزهايمر يضرب الدوحة
- السعودية تعاقب الشعب التونسي
- الصراحة في زمن المجاملة
- قناة العربية في الهاوية
- أردوغان... كما تدين تدان
- معذرة ... الأشياء في أماكنها
- أمريكا تمارس الإرهاب الخفي
- سوريا على خطى النصر
- كل من تآمر على سوريا وقع في الجُبّ
- العربية قناة تافهة


المزيد.....




- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - فيصل القاسم وراء القضبان