فادي كمال الصباح
الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 22:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
متفرقات بنقد الدين والمتدينين, هي مجرد خواطر و أفكار لادينية متفرقة,دونتها على أوراقي على فترات متباعدة بلا ارتباط فيما بينها ,تجمعت مع الزمن وأحببت أن أشارك غيري بها , ولا تبقى سجينة قصاصات الورق.
يقولون أنه لولا نعمة عقل الانسان لما حاسبه الله او ابتلاه!، فالانسان غير الحيوان الذي لا عقله له. عظيم كلامكم لو كان الحيوان لا تصيبه الامراض و المعاناة و لا يموت من الجوع والعطش و البرد والحر و يكافح للبقاء.
أين الحكمة من الاطفال المشوهين و المرضى بامراض مستعصية و مزمنة ،الذين ما أن تتفتح أعينهم على الحياة فتستقبلهم بالالآم و المعاناة، هل يمتحن صبرهم و أيمانهم و هم غير مكلفين ؟!، أما اذا كان يمحتن صبر أهلهم و غيرهم فما ذنبهم ليعانون كل هذه المعاناة، ألا يوجد طريقة أخر أرحم من ابتلاء غيرهم بهم؟!.
تقرير عن الاطفال المصابين بالسرطان..واذا بك تسمع عبارة الحمد الله..يا الله ﻻ-;---;-----;--- تبلينا..عجبا من موصوف بالكمال المطلق وأرحم الراحمين يبتلي رضع واطفال بالسرطان.
عجبا من إله تغضبه نظرة ثانية لعيني رجل انجذبت لجمال مرأة، و لا نجد له غضبا أمام عيون ملايين الأطفال التي تعاني أو تحتضر من جوع أو مرض و نظرت إليه مليون مليون نظرة.
اوقات اضحك على نفسي، حينما اتذكر الجدالات البيزنطية الطويلة مع السنة ،حول وضعية اليدين بالصلاة ، و مسألة مسح او غسل الارجل بالوضوء ،...وغيرها من الأمور الهامشية،...كأننا أمام إله سخيف لدرجة تشغله وضعية اليدين و لا نبالي بمعاناة الأطفال الجوعى و المرضى هل تشغله أم لا !.
يقولون ان الله غني عن العالمين و لا تنفعه او تضره عبادة احد، لكنه سيسلك غير المصلين في سقر، و سيبررون ذلك بأن العبادة شكر على النعم لكن إن لم تشكره سيدخلك النار و هو غني العالمين.
يقولون ان الله عالم بكل شيء ولا يخفى عنه شيء عالم الغيب و ما تخفي الصدور، و لكنه يختبر الانسان و يبتليه ليعلم الصادقين والمجاهدين و الصابرين!.
يا للعجب من الاله الاسلامي !، الذابح يذبح ليكسب رضاه والمذبوح يقول له خذ حتى ترضى، و هو لا حياة لمن تنادي و لا يحرك ساكنا للايقاف هذه الفظائع لمرضاته.
مفارقة غريبة، أن ممارسة القتل بغض النظر عن المبرر هو السبيل الأقرب والأسرع لنيل مرضاة أرحم الراحمين لتكون كلمته هي العليا.
أنانية مرضية ما بعدها أنانية..بأن أفجر نفسي أو أسعى للإستشهاد رغبةً بالارتماء بأحضان الحور المقصورات بالخيام وسط الجنان و أترك خلفي زوجة تسيل لعابهم لاستغلالها و أطفال تحت رحمة من يتصدق عليهم بكفالة.
ذات مرة قال شيخ لي انه لا يوجد محرمات في الجنة و ماذا يريد الانسان يصير "لهم ما يشاؤون" كنت أريد سؤاله ماذا لو أن بالجنة رجل ينوي عليك هل تتركه يعمل عملته و اذا منعته يعني أنه غير صحيح ماذا ذكر القرآن لهم ما يشأوون, لكن فضلت عدم استفزازه.
كلمة ,لمن يقولون بأن الانتحاريين غير مسلمين و أنهم يهود, لا فهؤلاء مسلمون و فجروا أنفسهم إستناداً لآيات و أحاديث و سنن و شهوة بنكاح حور العين , أما اليهود فقد صاروا شماعة تعلق عليها المصائب التي حلت علينا بمجتمعاتنا الموصوفة بالاسلامية من الاسلامات و اسلامييها.
المسلمون مضى عليهم 1430سنة يقاتلون في سبيل الله لاعلاء كلمته و ينصروه لينصرهم, و مع ذلك لم نجد بعد هذه السنوات المديدة أن الله دافع عنهم أو نصرهم ليكونوا هم الأعلون و خير أمة أخرجت للناس .
بخصوص فرض الحجاب على المرأة لمنع الفتنة, الغريب ان القرآن لم يخبرنا عن افتتان الرجال بالنساء, بقدر ما استفاض بوصف افتتان النسوة بجمال يوسف لدرجة قطعن ايدهن عند رؤيته,و زليخة مزقت ثيابه لتراوده عن نفسه .
حتى الله لم يقل الا و لقد كرمنا بني آدم، و تعالى عن ذكر حواء معه.
حتى الله طلب من الملائكة السجود لأدم دون حواء وهي قربه.
ضحك الكثيرون على الحاج الذي انفعل و راح يضرب نصب الشيطان بالعصا، على أساس ان رمي النصب بالحجارة منطقي أكثر!
يجلس الفقير بالمسجد و يسمع الخطيب ،يرغبه بالزواج من حيث هو باب من أبواب الرزق و يدعوه للتكاثر و عدم خشية الاملاق فالله تكفل برزقه و برزق اولاده ، فيتحمس أخونا و يتزوج بعدما أشبع زوجته بالكلام المطمئن، فتلد له الولد تل الولد، و تزداد أحواله سوءا على سوء، و يجلس حائرا يتفكر بعلة ما اصابه، فيعود للشيخ شاكيا و يرجع حاملا امالا جديدة و عزما لمزيد من التقوى تخرجه من حيث لا يحتسب...ليعاود انتاج المزيد من المؤمنين الفقراء كي يباهي فيهم الامم بشجاعتهم على خوض البحار تحت جنح الظلام للوصول لاوروبا ارض الاحلام والكفار.
البعض من طيبته يصدق ان الاسلام كان محرر للعبيد، عبر ما يسمى بعتق الرقبة، نذكركم أنه مقابل كل عبد تعتق رقباته،كان يجلب الآف من العبيد و السبي لديار المسلمين، لدرجة أن الموالي الفرس كانت أعدادهم كبيرة جدا ،والمماليك الذين هم عبيد اساسا أقاموا دولة بعدما فاقوا ملاكهم .
مالمانع من ان تكون النصوص المقدسة واضحة صريحة مبينة لا تحتمل التأويلات المختلفة والتشابه ولا تحتاج لتفسيرات متضاربة من رجال الدين ؟، لماذا كثرة استخدام الالغاز و المجاز ؟،هل هي رغبة بإبقاء الامور ضبابية و خلق بؤر توتر لنشوب الخلافات ولتنشئ المذاهب و الفرق و التيارات فتحصل الصراعات و النزاعات،وفي المحصلة الأخيرة يلقى اللوم على قصور عقل الانسان عن الوصول للمعنى و الفهم الصحيح للنص!.
ألمسبب الرئيسي لتخدير البشر دينيا، فكرة القضاء و القدر، التي تنفي حرية الانسان بنسب متفاوتة بحسب اختلاف المذاهب، فأصبج يجد بها ملاذا للتكاسل و الخضوع بوجه صعوبة الحياة و غشاوة على عينيه من رؤية هدر حقوقه و إستغلاله، لو سنحت الفرصة للمعتزلة بانتشار فكرها لكان العالم الاسلامي بمصاف العالم الاول,
مشكلة المسلمين أنهم أمام كل مشاكلهم و تخلفهم و صراعاتهم ,ينتظرون ألله حتى يحلها , فتدوم مآسيهم الى ما لا يعلم حده .
نحن أبناء المجتمعات الأكثر تدينا وإيمانا و دفاعا عن ألهتها و حتى الراقصات في ملاهينا تزايد بالتعصب لمذهبها كمزايدة الشيوخ في مساجدنا، و مع ذلك نحن أبناء المجتمعات الأقل تطورا و ثقافة و أمانا و حرية و عدالة و مساواة و انفتاحا و تعايشا و استقرارا و اتحادا ،...
من الصعب ان تجد شخص في مجتمعاتنا يصدق بأنه مسؤول تجاه أي خطأ أو مصيبة أو فشل تعرض له، فدائما تلقى مسؤولية الأخطاء على الشيطان و الفشل على الله كابتلاء.
كان يسيطر على تفكيري أن الغرب يريد هدم الاسلام عبر الاستعانة بكتاب و مفكرين لبث الأفكار الهدامة، لكن مع الوقت وجدت أن هنالك بعض الجهات المسيحية تقوم بنقد الاسلام و حالها كحال الجهات الاسلامية التي تدير مواقع لنقد المسيحية. أما الغرب كدول واستخبارات فإنها تستغل الاسلام للإنجاح مشاريعها في العالم العربي والاسلامي بواسطة الاحزاب الاسلامية ورجال الدين فيها، لأن الدين من أسهل الوسائل للسيطرة والتحكم بالجماهير، فعبره يمكن تحريضهم لقتال فئة أخرى لعمالتها مع أمريكا و بعد حين يمكن جرهم للدعاء بأن تنصرهم أمريكا نفسها على الفئة الأخرى.
البعض يحاول تبرير نزوع بعض الشباب السني نحو التكفيرية و القيام بالعمليات الانتحارية الى الاحباط في صفوف الطائفة نتيجة سلسلة المشاريع الطائفية الخاسرة و بعض الهزائم العسكرية.نسي هذا البعض أن الطوائف و الاديان الأخرى عاشت محبطة طيلة التاريخ الاسلامي الذي طغت السيطرة فيه للسنة وحدهم، ولم يفجر احد نفسه بالسنة، بل تأقلموا و تعايشوا معهم.فعلى السنة الاقتناع بأن لهم شركاء بالعيش و المعاناة و أن الارض والدين و الحق ليست حكرا لاكثرية ولا اقلية، و أن على الجميع التعايش بسلام لامكانية العيش و أن الفوضى لن تعيد الماضي والمجد السليب.
المجتمعات الاسلامية و بالأخص السنية لديها عطش غريب للتطرف , لماذا كل مساعي المفكرين و المعتدلين لا تجد لها إلا القليل من القبول أما شيخ متطرف واحد قادر على جذب قبولهم و تحويلهم لمتطرفين بقدرة قادر و بمدة وجيزة؟
مفتاح الحل لتنوير العرب يجب ان يكون بيد الجميلات المثقفات , فهن وحدهن القادرين على منافسة شيوخ السلفية باعداد المتابعين و المعجبين , لأن اهم المثقفين و الاصلاحيين من الرجال مهما كان مشهورا و صاحب منطق و رؤية غير قادر على نيل نصف ما يناله شيخ سلفي او جميلة من متابعين .
لماذا المسلم المعتدل من الصعب أن يقتنع بالسلفية التكفيرية ، والسلفي التكفيري من الصعب أن يقتنع بالاعتدال الاسلامي؟ لأنه لكلاهما آيات قرآنية صريحة و أحاديث تؤيد فكره، فالقرآن ليس حمال أوجه بل له أوجه، فينتج أوجه من التيارات الاسلامية التي تستند لوجه و تأول وجه أخر بحسب المصالح والدوافع والنزعة النفسية.
أيها المسلم المعتدل ,كيف تريد ان تقول للتكفيري لا تذبح و لا تمثل بالجثث، و أنت و هو تقدسان آيات تجد بها مصطلحات، ضرب الرقاب، تقطع ايديهم و ارجلهم من خلاف، يصلبوا،و ليجدوا فيكم غلظة.
مسألة عويصة لا اقدر ان اجد لها حلا، ما هي افضل طريقة لاضعاف شيوع الفكر التكفيري بين الشباب، اذا أردت أن تلهيهم بالدنيا فهم أكثر رواد المواقع الاباحية و تفكيرا بالجنس ، و اذا كلمتهم بمنطق العقل فهم أشد الناس تسخيفا لمنطقه، واذا اتيت بنصوص دينية معتدلة أتوك بأضعاف من نصوص وآيات معاكسة تساندهم، واذا قاتلتهم افسحت المجال لينموا كالميكروبات في أفضل بيئة ليتكاثروا بها حيث الفوضى و الجنون الدموي و الغرائزي.
اقتراح ان تخصص بقعة واسعة من الارض،كالربع الخالي او الصحراء الاسترالية،لاقامة دولة الخلافة ليذهب كل من يتوق لتطبيق الشريعة اليها،فليقطعوا وليرجموا وليجلدوا وليصلبوا كما يشاؤون وليرضعوا كما يستلذون،عسى ان نرتاح.
قديما كان بإمكان أي سلطة حاكمة أن تلغي أديان وأفكار من الوجود و التداول بين الناس، يكفي بأن تحرق الكتب و تقتل رجال الدين او الفكر ،لينمحي او ليندر بعد وقت قليل في ظل نسبة أمية عظمى بين الناس، كما حصل مع الاديان الوثنية و الفرق الدينية كالمعتزلة و اخوان الصفا و غيرها.لكن اليوم من المستحيل إلغاء اي فكر او التقليل من شيوعه، لذلك سنظل نعاني لمدة طويلة جراء شيوع التيار التكفيري الارهابي و تمكنه من استقطاب المزيد في ظل مجتمعات منغلقة فكريا تحركها الغرائز و احتكار الحقيقة.
في ناس هاوية فلسفة فارغة و فذلكة ...بفذلكتها أنه من الخطأ مواجهة الارهاب التكفيري فهذا إنجرار الى الفتنة الطائفية!...على أساس الارهابي التكفيري بينفع معه حوار العقل و إبداء حسن النوايا !...مجموعة وحوش دموية حكمت على غيرها بالذبح و السبي و التهجير ,بماذا تواجهها بالورود !
مرة و انا بسيارة التاكسي, و كان السائق يستمع الى برنامج ديني شيعي, وكان الشيخ يتكلم عن أسلحة المؤمن بمواجهة الشيطان والمصائب و منها سلاح التسمية بالله إن قال بسم الله فإنها تقسم ظهر الشيطان قسماً, ففلق رأسي السائق بإعجابه بالسلاح القاسم لظهر الشيطان.أردت أن أقول له لماذا هذا السلاح لم يقسم ظهر شيطان التكفيريين عندما يريدون ذبح بريء بعد أن يوسوس لهم و يزين ذبحه بأعينهم, حيث أنهم يسمون باسم الله على ذبيحتهم و يمهدون للذبح بتلاوة آيات و آيات من القرآن عدا عن اطلاق التكبيرات من كل حدب وصوب , و مع ذلك يذبحونه و لا يستيقظون من وساوسات شيطانيهم , فأكتفيت بأن أتبسم له تصنعاً متزيناً بقول , سبحان الله !.
التطبير الذي هو احداث بعض الشيعة جرح صغير بالرأس لإسالة الدماء في ذكرى عاشوراء, هو من المسائل الخلافية لدى مراجع الشيعة الذين أغلبهم لا يجيزونه .
لا نختلف مع الوهابية بإستنكارهم لهذه العادة الدموية البشعة, إلا أنه من المثير للاستغراب أن رهافة الشعور الوهابية أمام التطبير لدى بعض الشيعة ,تنعكس إفتخاراً بمشاهد حز الرؤوس أمام الأطفال و اعتزازاً بتعليمهم قطعها بالسواطير..يا للعجب.
بناءاً للعقلية الدينية الغيبية التي تؤمن بأن النصر من عند الله ,أتوقع أن يعيد بعض من التكفيريين النظر بحقيقة عقيدتهم و مدى تطابقها مع التجربة في الميدان, نظراً لمسلسل الهزائم الساحقة التي تتوالى عليهم من سنين على يد من يصنفونهم كفرة و مجوس و نصارى, و عند كل هزيمة يواسيهم شيوخهم بمعركة أحد, فكم أُحد تنتظرهم ليستيقظوا من أوهاههم.
لا يتوهم احد في ظل نشوة النصر في معركة,أن ذلك دليل على أحقية معتقداته الدينية ,فمعظم المعتقدات الدينية يمكن القول أنها لا تختلف عن بعضها جوهريا من ناحية الدواعي والاسباب التي أوجدتها و الذهنية التي أمنت بها, فلا يمكن من ناحية عقلانية تقديم التشيع على التسنن و لا الاسلام على المسيحية و حتى البوذية, وهذا ما لايمكن أن يدركه العقل المكبل بسلاسل الدين و المجتمع...لكن لا يمكن الموازنة بين معتقدات تصنع أناس متوحشة معتدية تتعطش للدماء و تنتشي بقهر و إقصاء الأخر و تنشر الكراهية و الخراب و الدماء أينما حلت, و مع معتقدات مسالمة منفتحة على الغير لا تعتدي إلا دفاعا عن النفس.
على الشيعة أن يعلموا ،أن قتال الارهاب التكفيري ليس قتالا للسنة، و على السنة أن يعلموا أن التكفيري الارهابي لا يمثلهم و هو عدو لهم كما هو عدو للإنسانية.
هنالك اناس تهوى الفلسفة فارغة و الفذلكة ...بفذلكتها أنه من الخطأ مواجهة الارهاب التكفيري فهذا إنجرار الى الفتنة !...على أساس الارهابي التكفيري بينفع معه حوار العقل و إبداء حسن النوايا !...مجموعة وحوش دموية حكمت على غيرها بالذبح و السبي و التهجير ,بماذا تواجهها بالورود !
من أبرز القيادات الفذة الاستثنائية التي طالها تشويه وتسقيط الجماعات الاسلامية في أذهان الناس ,أتاتورك و عبد الناصر, اللذين كانا سابقين عصرهم في معرفتهم بحقيقة جماعات العصور الوسطى و بمحاربة مشاريعها المتخلفة للسيطرة على عقول البسطاء من الناس .
#فادي_كمال_الصباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟