أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قصة طوكيو1953(ياسسوجيرو أوزو): أليست الحياة مخيبة للآمال...؟!














المزيد.....

قصة طوكيو1953(ياسسوجيرو أوزو): أليست الحياة مخيبة للآمال...؟!


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 18:13
المحور: الادب والفن
    


قصة طوكيو1953(ياسسوجيرو أوزو): أليست الحياة مخيبة للآمال...؟!
بقي هذا المخرج مخلصا للسينما الصامتة لفترة طويلة،وأغلب أفلامه الأولى كانت عبارة عن تقليد للأفلام الأمريكية إلى حد كبير،إلا أنه حاول أن يعكس في افلامه اليابانية الواقع الياباني حيث يطلق عليه بانه اكثر من مخرجين اليابان قربا من الشعب الياباني،ويعتبر هذا الفيلم اشهر فيلم عرفه الغرب من خلاله..
فيلم قصة طوكيو هو الفيلم الأكثر قبولا من بين كل افلام هذا المخرج ضمن فيلموجرافيا عالية جدا(54 فيلم) لا يعرف منها الكثير على الرغم من تقليدية الحكاية...
افلامه بشكل عام تحاكي تفاصيل الحياة اليومية فهذا الفيلم عن زوجان مسننان اسمهما (شوكيتس وتومي) يسافران من موطنهما لزيارة أولادهما واحفادهما في طوكيو فيجدان ان هناك لأودهم حياة مليئة بالأحداث ويدركان على الفور بانهما لا ينتميان إلى هذا العالم...
إذا اوزو يروي تفاصيل حياة بسيطة وهو لا يعمد إلى تكثيف درامي معين بل يلتزم سرديا مع ابراز اختلاف الشخصيات بشكل تلقائي،وهذا الذي قصده المخرج الألماني (فيم فندر) عندما قال:
إن الصورة عند أوزو تروي اكثر مما تقول،بما معناه أن اوزو يقول كل شيء من خلال الصورة،والمخرج الألماني المذكور هو من كبار المعجبين بهذا المخرج...
علينا القول ولو بتحفظ أن كيراساو قدم افكارا اكثر اشكالية وقريبة أحيانا من الفلسفة،وهذا جعله ربما مقبولا اكثر عند الغرب،بل ان البعض اطلق عليه لقب (متغربن) وهذا سسنوه اليه في حينه عندما نقف وقفة مطولة مع المخرج الياباني الكبير اكيرا كيراساو...
يتوقف اوزو وبشكل متكرر على مشهد مداخن لمصانع عملاقة ينبعث منها الدخان...
المشهد كناية عن النقلة التقنية والتي رافقتها نقلة حضارية كبيرة كان من اساسياتها التأثر بمفهوم غربي للعادات والتقاليد...وأوزو هنا لا يقدم انتقادا بقدر ما يرثي عائلة يابانية قديمة مع عاداتها...
هذا التغير نلحظه عند اول حفيد لهما يمران به...
إذا يصح أن نقول عن القصة بانها عن(انقلاب حضاري) وهناك تلميحات في هذا السرد التقليدي عن انحسار جيل وبداية جيل جديد مختلف محمل بافكار عن عصرية سريعة لا تؤمن كثيرا بالقيم العائلية والموضوع هنا ليس عن تتابع اجيال ابدا،وهنا نكرر عنوان فيلم التوت البري لبيرغمان:البساطة عندما تصنع فيلما خالدا....
بالنسبة للأولاد فهم يتقشفون على الآباء خاصة بالنسبة للطعام ولا يمنحونهما الكثير من وقتهما،والتقدير المميز الوحيد يجدونه من الكنة(نوريكو) زوجة ابنهما المتوفي منذ 8سنوات(شيجي) وهنا تكون هذه الرحلة هي رحلة نهاية العمر...
يعود الوالد الى الشرب...إلى ايام خوالي ماضية...إلى مغامرات لا بد أن تكون غير محسوبة،ونستطيع القول أن اوزو غارق في رومانسية بل كان في بعض المشاهد على وشك السقوط بالميلودرما ولكنه كان يستدرك الموقف في كثير من الأحيان...الفيلم عن تتابعات حياة ..عن قصة بسيطة تشكل انعكاسا للحياة برمتها ومن يعتقد أن اوزو سوف يقول غير ذلك فهو مخطئ بشدة....
هو محبط من ولده عندما اكتشف بانه مجرد طبيب صغير ولكننا لا نستطيع ان نطلب من أولادنا الكثير،الوقت قد تغير علينا ان نواجه هذا...
قد يكون الفيلم خالي من حبكة مركزية بالمعنى الحرفي للكلمة،والحبكة المركزية(سفر الوالدين) قادت الى احداث تقليدية(عندما يعود الوالد سكرانا الى بيت اولاده مشهد كان معتادا ومالوفا ومكررا في الطفولة وهم كانوا يكرهون ذلك...التكرار هنا عبارة عن نزوة...عبارة عن تذكر واسترجاع اكثر منه نزوة...
يستقبلون خبر ان الام تموت ببرود شديد ويعتقدون ان الرحلة الى طوكيو كانت سببا في ذلك....
هنا الصورة تقول وتخبر الكثير وعلينا ان نستنتج أن موت الأم لم يكن سببه الجهد من الرحلة إلى طوكيو بقدر الصدمة من اولاد لم يكونوا لطيفين معها كما كانت متوقعة...بقدر غضبها وضعفها في مواجهة الجيل الجديد الذي جعلها تشعر بانها ليست في مكانها الصحيح أو بعبارة اخرى ان زمنها انتهى بعد 68 عاما
يقول الأب:هذه النهاية إذا...إذا هو مسار الحياة التقليدي وفي ظل صعوبة انتظار الموت يتابع الأب الطقس في الخارج..أخشى بأننا سوف نعاني من يوم حار آخر...ويأتي الابن الأصغر بعد الموت
طقوس موت الام تمر بتقليدية وبعفوية مع شيء من التفصيل والابنة الكبرى لا تتحفظ على رغباتها عندما تقول:
كنت اتمنى أن يموت قبلها....
سوف يغادر الجميع ويبقى الأب وحيدا...يحرك مروحته وهو يعتقد أن الأيام القادمة سوف تكون طويلة ...
سيبتعد ذلك القارب من امامه ملخصا المسار الزمني للحياة
أليست الحياة مخيبة للآمال...؟!
نعم الحياة مخيبة للآمال وهو التسلسل الروتيني المنطقي للحياة في أي زمان ومكان...
ضياع الحبكة المركزية وخلو الفيلم من العقدة الحاسمة جعل من الفيلم حالة فنية محضة ينقصه التشويق والمتعة وبذلك يكون هذا الفيلم موجه إلى فئة معينة من الجمهور ولكن هذا لا يعني أن الفئة الأخرى ربما قد تجد فيه ما يدفعها للتأمل بسرد حياتي مقبل....
بلال سمير الصدّر 25/3/2013



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمساح 1996(للمخرج الكوري كيم كي دك):بازوليني السينما الكور ...
- ليلة عربية1974 (بيير باولو بازوليني):توظيف لعالم الف ليلة يب ...
- حكايات كانتربري 1972(بيير باولو بازوليني): قصص لاتستدعي ابدا ...
- ديكاميرون1971(بيير باول بازوليني) :عن الف ليلة وليلة الايطال ...
- حظيرة الخنازير 1969(بيير باولو بازوليني): قصة لاداعي لها وخا ...
- ميديا 1969(بيير باولو بازوليني): قصة عن الفروسية وعن الملك و ...
- الحب والكره 1969(فيلم لخمسة مخرجين):عن اللامبالاة وعن الألم ...
- توريما 1968(بيير باولو بازوليني): تشريح انتقادي خفي وغامض لل ...
- مانوخوليا 2011 لارسن فون تراير:الحياة ليست ضمن مسارها الطبيع ...
- 1963 RO GO PA G بازوليني صنع فضيحة من فيلم متدني المستوى الف ...
- عقدة اوديب 1967(بيير باولو بازولييني): البداية الابداعية الس ...
- يوميات قس قي الارياف 1951(روبرت بيرسون): هل على الانسان اليأ ...
- ماما روما 1962:التزام بازوليني بقواعد في لعبة لم يتقنها بحذا ...
- فيلم الخريج للمخرج البريطاني ميك نيكولاس:التبشير بسينما طليع ...
- الحياة المزدوجة لفرونيكا 1991(كريستوف كيسلوفسكي):من هي فيرون ...
- كيسلوفسكي وتأكيد الحالة الذهنية:فيلم قصير حول الحب
- أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة ا ...
- الخطايا العشرة(كريستوف كيسلوفسكي) 1988: كيسلوفسكي يضع الحقائ ...
- الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج ك ...
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - قصة طوكيو1953(ياسسوجيرو أوزو): أليست الحياة مخيبة للآمال...؟!