ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 4291 - 2013 / 11 / 30 - 15:21
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
إياكم ثم إياكم ، لأن بنية هذا النظام ليست عادية بل مركّبة تستمد أسباب وجودها من الأزمات . لو استعرضنا حكم البعث ( الحزب ) منذ انقلاب 1963 وازمة 1964 الى انقلاب 1970 حتى 2011 مرورا بحرب تشرين التحريكية 1973 ، واتفاقية وقف اطلاق النار 1974 بشقيها العلني والسري ..ومواجهات 1979 مع التيار الاسلامي ومجزرة تدمر ثم مجزرة حماة ....دخول لبنان وتصفية المقاومة الفلسطينية . الحرب العراقية الايرانية ، الحصار الاقتصادي على سوريا ، حرب تحرير الكويت والمشاركة بتدمير العراق ، تخلل كل ذلك الشعارات البراقة الكاذبة التي تؤسس لكل ذلك من (ثورة 8 آذار) الى (الحركة التصحيحية) و( حرب تشرين التحريرية ) ، ( بطل الحرب ) ( التوازن الاستراتيجي ) ( دولة المواجهة الاولى ) ( دمشق قلب العروبة النابض ) ( بطل التشرينين ) ( محاربة الارهاب ) ( بطل الحرب والسلام ) ( المقاومة والممانعة ) . المستعرض لكل خطابات القيادة السورية منذ انقلاب حافظ الاسد الى سقوط مشروعية ابنه الوريث بشار في 18/3/2011 ، يجد ذلك التأسيس لبقاء النظام القمعي على كاهل الشعب بذريعة المواجهة والحرب والخطر القادم من الغرب ..للفت الانظار عن حقيقة الخطر القادم من الشرق ..اعتماداً على ذلك كان كل شيء مؤجل الديموقراطية ، الحريات ، حقوق الانسان ، الانتعاش الاقتصادي ...الخ تحت ظل قانون الطوارئ سيء السمعة ، الذي جثم على صدور الشعب . ومع الاعتياد والتعود حول هذا النظام الازمة الى متلازمة لا تفارق مخيال الناس وشغلهم برغيف الخبز المدور مع تغيير بنيوي في المجتمع السوري وقيمي في المفاهيم والقيم . كل أزمة حقيقية كانت تمر بالبلاد تقوّي النظام وتنبهه الى مثالب وخفايا الخطر المحدق بوجوده . وفي حالات التململ الثوري الخجول لبعض القوى كان يفتعل الازمات ليوجد مبرر لزيادة قبضته الامنية ...لم يخلوا الامر من بعض الوجبات الدسمة التي ترفع روح الحماس لدى البعض والامل بتغير الظروف كما حدث في ربيع دمشق . ليعاجل بقمعها بعد ان كشفت ذاتها المكشوفة اصلا ً والمخترقة . كما يقول المثل الشعبي (( الضربة التي لا تقتلك تقوّيك )) ، لم يتوقع النظام ان الثورة التي فجرها اطفال صغار بعيدا عن توقعات الجميع ستوجّه له صفعة ستزلزل كيانه من حيث لايدري ..ماذا سيحدث لو انهزمت الثورة لا سمح الله بأي شكل من الاشكال عسكري او سياسي او حالة احتواء ؟ جواب مخيف لايمكن توقعه ولا يمكن وصفه الا بالقول على الدنيا السلام ...لذلك كله لابد ان يسقط هذا النظام ...إياكم ألا تفعلوا .
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟