أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر دوري - كيف تنتصر حرب العصابات ؟ مختارات من فانون -2-















المزيد.....

كيف تنتصر حرب العصابات ؟ مختارات من فانون -2-


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هناك أناس يقيسون الصراع الدائر بين المقاومة و الجيش الأمريكي بمقاييس مادية بحتة فيحسبون عدد الدبابات وعدد الطائرات و الجنود و قوة اقتصاد كل طرف علهم يعرفون مسار الصراع . و يستنتج هؤلاء سريعاً و استناداً إلى المعطيات السابقة ( حجم القوة العسكرية و الاقتصادية للطرفين ) . يستنتجون استحالة انتصار المقاومة فيصابون بالإحباط إذا كانوا طيبين ، أو ينتقلون إلى معسكر الأمريكان إذا كانوا غير ذلك .........
لكن الأمور في حروب العصابات لا تجري بهذا التبسيط . ........
إن الحرب الاستعمارية في المقام الأول بالنسبة للمحتل هي صفقة تجارية ، فالمستعمر أرسل جيوشه من وراء المحيطات كي ينهب البلد و يستولي على ثرواته . و في حالة العراق الحرب بالنسبة للأمريكان هي صفقة نفطية تجارية هائلة ، و إن المحتل كأي تاجر يتوقع الربح من أية صفقة يعقدها . فالحرب بالنسبة للولايات المتحدة و لكل مستعمر يجب أن تكون رابحة اقتصادياً و إلا أعيد النظر بها ...........
كانت الحسابات الأمريكية تقول إن الاستيلاء على النفط العراقي سيسد تكاليف الحرب و الباقي سيفيض كأرباح . بالإضافة إلى أن الإمساك بحنفية النفط العراقي سيجعل الولايات المتحدة متحكمة برقبة كل من أوربا و شرق آسيا و بالتالي تستطيع أن تفرض الأتاوات التي تريدها على الأوربيين و على بلدان شرق آسيا . و الهدف من كل ذلك إعادة إنتاج نظام أثينا العبودي ، حيث أقلية لا تعمل و تملك كل الثروات بينما العبيد يكدون بلا توقف دون أن يحصلوا إلا بالكاد على قوت يومهم . إن أمريكا هي أثينا المعاصرة ، بينما شرق آسيا و جزئيا أوربا هما مصنع العالم ، حيث ينتجون كل شيء لتستهلكه الولايات المتحدة..........
كانت الحسابات التجارية تقوم على أن يسدد النفط العراقي تكاليف الحرب مع هامش لا بأس به من الربح ، و مع الكسب الإستراتيجي السابق ( السيطرة على شرق آسيا و أوربا ) ستنهض الإمبراطورية الأمريكية العبودية .
لكن المقاومة عطلت هذا المشروع فمنعت الأمريكان من وضع يدهم على النفط فتحول الاحتلال إلى مشروع خاسر اقتصادياً . و من هذه النقطة بالذات سيبدأ تفسخ معسكر الحرب المكون من إيديولوجيين مهووسين يسمون المحافظين الجدد ، و من أصحاب شركات رأسمالية تبحث عن الأرباح ، و من المجمع الصناعي العسكري . و هنا سينشأ للمقاومة حلفاء أقوياء غير متوقعين و غير منتظرين . لكن من هم هؤلاء الحلفاء المفاجئون ؟
يقول فانون :
(( إن الصناعيين و رجال المال في البلد المستعمر ( بكسر الميم ) لا يرجون من حكومتهم أن تهلك السكان . و إنما يرجون أن تحمي (( مصالحهم المشروعة )) باتفاقيات اقتصادية . صحيح أن بعض العسكريين يستمرون على اللعب باللعب التي يرجع عهدها إلى أيام الفتح ، و لكن الأوساط المالية لا تلبث أن تردهم إلى أرض الواقع ))
كما يقول في مكان آخر :
(( ما من بلد استعماري يستطيع اليوم أن يتبنى ذلك الشكل الوحيد من الصراع الذي قد ينجح ، أعني الاستمرار في إرسال قوات احتلال كبيرة إلى غير نهاية . و البلاد الاستعمارية تعاني في داخلها تناقضات ، و تجابه مطامع تقتضيها استعمال قواتها البوليسية ، ثم إن هذه البلاد الاستعمارية هي على الصعيد السياسي محتاجة إلى جيوشها لحماية نظامها السياسي ))
بالطبع لن تحدث هذه التبدلات في يوم واحد لأن البلد المستعمر يعتبر محاولة قمع الثورة المسلحة ضده ، مهما كلفه ذلك مادياً في البداية ، نوعاً من الاستثمار الرأسمالي الذي سيعود بربح وفير . لكن مع استمرار المقاومة و مع استمرار النزف المالي يبدأ معسكر الرأسماليين بالتفسخ ، و في مرحلة تالية يلجمون صقور الحرب و يقرون بحق الشعوب . و خلال العامين الماضين كان بوش في كل مرة يتحدث فيها عن العراق يحاول طمأنة الرأسماليين الذين وظفوا أموالهم في مشروع الحرب بالقول لهم إننا على مسافة قصيرة من الانتهاء من هؤلاء المسلحين الذين يعيقون تدفق النفط و يعيقون افتراسكم للعراق و تحقيقكم الأرباح . و إن كلام نائبه تشيني الأسبوع الماضي عن انتهاء التمرد قبل انتهاء ولاية بوش الثانية يدخل في هذا السياق ، سياق طمأنة الرأسماليين الذين بدأوا يتململون .........
كما أن تثبيت الجيش الأمريكي في العراقي و الخسائر التي يتكبدها و إحجام الشباب الأمريكي عن التطوع ، مع عدم إمكانية العودة إلى التجنيد الإجباري يجعل هذا الجيش أمام خطر انهيار جدي . يقول بول كروغمان و هو أحد كتاب النيورك تايمز :

((والآن ومثلما هو متوقع، بدأت عملية توفير المتطوعين في التقلص، لتستصحب هذا السؤال المطروح: متى سنخرج من العراق، فيما لن تكون مهمة توفير المتطوعين صعبة ، علما بأن وجه المشكلة الجاد يكمن في حدوث هجرة واسعة للحرفيين ذوي الرتب الوسطى من الجيش، لأن إصلاح ذلك لن يكون ممكنا. ويقول ضابط لصحيفة ناشنال جورنال: «هذا هو ما حدث للجيش المحترف الذي أخذناه إلى فيتنام، ففي وقت ما قرر الناس عدم تحمل الانتشار الواسع للجنود». وها نحن قد بدأنا نسمع قصصا حول ضباط شباب يواجهون احتمال تكرار إرسالهم إلى العراق، للدخول في حرب عسيرة على التخيل، فبدأوا يعيدون النظر في ما إذا كانوا فعلا يريدون البقاء في الجيش.

وأخيرا فالثابت أن أميركا ظلت تعتمد على جيش تطوع ممتاز، للحفاظ على سلامتنا من أعدائنا، ومن احتمال وقوع كوارث طبيعية. فما الذي سنفعله إذا انهار هذا الجيش؟ ))

و يقول بوب هربرت و هو من كتاب النيورك تايمز أيضاً :
((ويقول خبراء عسكريون إنهم يواجهون هذا العام أصعب سنوات التجنيد منذ قانون الخدمة الاختيارية في العام 1973. فقد قضى الجيش عقوداً وهو يعيد بناء سمعته واحترامه لدى أكثرية الأميركيين بعد ارتباكات ومشكلات فيتنام. وجاءت حقبة رامسفيلد لتعيد الأمور إلى عهدها الأسوأ، فقد غزا العراق بأعداد قليلة من الجند، وكانت الحاجة ماسّة لأعداد أكبر. كما أن الجنود الغُزاة ما كانوا جيدي التسليح والتدريب. والقصص حول موت الشبان في ساحة المعركة بسبب الافتقار لإجراءات الحماية كثيرة وتدعو للأسف. ويبدو أن رامسفيلد فوجئ بالتمرد وحجمه وفاعليته مفاجأة تامة، إذ توقّع من قبل أن يفوز في معركة اعتبرها بمثابة نزهة أو سفر. والعسكريون اليوم في أزمة، فهناك كتائب منهم خدمت ثلاثة أضعاف مدتها، وهي تعبة ومُرهقة. وما تزال الانتفاضة قوية، والجيش العراقي الجديد حليف سيئ. وقد ذكرت نيويورك تايمز عن عسكري أميركي كبير قوله الأسبوع الماضي إنه ما يزال يعتقد بإمكان الفوز في العراق، لكن ذلك سيستغرق سنوات عدة.))
و يتابع :
((ليس هناك أميركي واحد وافق على حرب في العراق تستمر لأعوام عدة......))
و يختم محملاً المسؤولية لرامسفيلد :
((، لقد دفع رامسفيلد الجنود الأميركيين إلى حروب تستمر لسنوات. وليس هناك دليل على وجود طريقة مقبولة لديه للخروج منها((
إن إنكشاف أمريكا الإستراتيجي في العالم بات واضحاً للعيان . و يحدث هذا الأمر لأن جيشها مثبت في العراق . لقد بدأت الصين تتمرد و ترفع صوتها في مضيق تايوان مطالبة باسترداد تايوان ، و كوريا الشمالية تعلن بصراحة امتلاكها السلاح النووي ، و يمضي هوغو شافيز في طليعة أمريكا اللاتينية بعيداً عن هيمنة الولايات المتحدة . إن أصوات المقاومة تتصاعد في العالم كله .
إن العمل الأساسي الذي تقوم به المقاومة هو الاستمرار بضرب خطوط إمداد و تصدير النفط ، والاستمرار باستهداف الجيش الأمريكي عسكرياً لاستنزافه بشرياً و ماديا و جعل الحرب لعبة مكلفة للرأسماليين الأمريكان . و سيأتي اليوم الذي يقتنعون به أن الحرب لم تعد مجدية اقتصادياً و استراتيجياً عندها سيسحبون جيوشهم و يخرجون بكل بساطة .



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختارات من فرانز فانون
- الغول الأمريكي نحو مزيد من الغوص في الرمال المتحركة العراقية
- شياطين بلبوس ملائكي
- إعادة تشكيل المشرق العربي
- بسيطة كالماء ....... واضحة كطلقة المسدس*
- هل ضاعت البوصلة أم فقد القباطنة أبصارهم ؟
- الموت الرحيم على الطريقة الأمريكية
- مبدأ ساترفيلد و مبدأ مونرو
- فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟
- دليل تعلم صناعة الثورة على الطريقة الأمريكية في عشرة أيام
- الاحتلال القبيح و الاحتلال الجميل
- المحافظون الجدد : من لم يمت باليورانيوم المنضب مات بسياسات ا ...
- انتهى درس الحداثة الاستعمارية يا غبي
- استنساخ التجربة الاستعمارية من الجزائر إلى العراق
- سلاح الذاكرة في وجه القتلة
- .........ديمقراطية السجون
- بغداد : الماء يشبه السلام لا تدرك قيمته تماماً حتى تفقده ( b ...
- شيطنة العدو صناعة غربية بامتياز
- ميموري منسق الحملات ضد الشيخ القرضاوي
- ماذا ينتظر الأمريكان من اجتماع عمان ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر دوري - كيف تنتصر حرب العصابات ؟ مختارات من فانون -2-