أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - لا يمكن-تطهير- كتب التراث..... تعقيباً على الأستاذ أشرف عبدالقادر














المزيد.....

لا يمكن-تطهير- كتب التراث..... تعقيباً على الأستاذ أشرف عبدالقادر


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأستاذ أشرف عبدالقادر من كتاب إيلاف المتميزين وأنا واحد من الذين يتابعون كتاباته بشغف. وقد أجاد في مقالته الأخيرة (هل الأخضر هو مؤلف المجهول في حياة الرسول؟ ) في إيلاف يوم 4/6/2005، حيث فضح فقيه الإرهاب راشد الغنوشي رئيس منظمة (النهضة) الإسلامية الأصولية، الذي ألصق تهمة تأليف الكتاب المذكور بالمفكر الكبير العفيف الأخضر. والقصد من هذه التهمة الباطلة، بطبيعة الحال، تحريض الإرهابيين الإسلاميين على قتل المفكر وهو على فراش المرض. كما أحسن الكاتب باستشهاده بالآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" (الحجرات 6). وكذلك أثبت بالأدلة الدامغة التي تنفي كون الأستاذ العفيف هو مؤلف الكتاب (المجهول في حياة الرسول) ولا ينكر هذه الأدلة إلا من كان في قلبه مرض مثل فقهاء الإرهاب ومن يتبعهم من الإرهابيين الضالين.
إلا إني أختلف مع الأخ الكاتب عندما يوجه نداءً " إلى علماء الإسلام بأن يطهروا البخاري ومسلم ومسند أحمد بن حنبل من هذه الأحاديث الكاذبة والمؤذية للإسلام ورسوله والتي اعتمد عليها القس مؤلف الكتاب والتي تطعن الإسلام ورسوله وأم المؤمنين عائشة في الصميم.".
أولاً، من الصعوبة بمكان أن يثبت لنا أن الكتاب المذكور وكتب أخرى ذكرها السيد الكاتب من تأليف القس، وفي هذه التهمة خطورة كبيرة خاصة لحساسية الموقف في مصر حيث عانت الطائفة القبطية كثيراً من تعسف الأصوليين الإسلاميين. فقد يتخذ المتطرفون هذه التهمة ذريعة لتفجير الوضع ضد الأقباط.

ثم يتوجه الكاتب بندائه : (لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي بأن يؤلف لجنة من المفكرين المسلمين المستنيرين، لتنظيف كتب الحديث والتفسير من جميع الأحاديث التي اعتمد عليها المبشر مؤلف كتاب "المجهول في حياة الرسول" وغيرها من الكتب المعادية للإسلام التي تتجاوز الأربعة عشر كتاباً....).
أعتقد هناك خطورة كبيرة في هذه الدعوة. فالبخاري إمام كبير محترم وموثوق به من قبل جمهرة واسعة من المسلمين وقد انتقى الأحاديث الشريفة من بين مئات الألوف من الأحاديث المشكوك بصحتها واختار منها حوالي سبعة آلاف حديث، وسمي كتابه بصحيح البخاري، وهو أحد الصحاح الستة المعتمدة عند معظم المسلمين ومن جميع المذاهب، السنية والشيعية. وكذلك صحيح مسلم ومسند أحمد بن حنبل الذي هو إمام ومؤسس مذهب الحنبلية. فهل يصح لأبناء هذا العصر أن يسطوا على جهود أئمة فجر الإسلام ويتلاعبوا بكتبهم وصحاحهم لأن هناك من يستغل هذه الأحاديث لأغراض لا تلائم مزاجيتنا؟ وإذا وافقنا الأخ أشرف على دعوته هذه، فأين ستقف عملية تطهير وتنظيف الكتب هذه؟
إن هذه الكتب تبحث في التراث العربي-الإسلامي، وتعتبر من المصادر الإسلامية المهمة الموثقة في الإسلام، وليس من حق أبناء أي جيل آخر التلاعب بها. لأن كتب التراث أشبه بالآثار التاريخية القديمة. فهل يحق لمهندس معماري معاصر أن يغيِّر بعض المعالم الأثرية في مصر أو العراق لأن هذه الآثار لا تلائم ذوق معماريينا المعاصرين؟
في الحقيقة، ليس هناك أية جهة مخولة وتملك الحق لإجراء أي تغيير أو تعديل أو "تطهير" على كتب التراث والسيرة والتفسير، وبالأخص الصحاح الستة التي انتقت الأحاديث الشريفة من بين أكوام من الأحاديث المشكوك بصحتها، بغض النظر عن طريقتهم في اختيار هذه الأحاديث.
نعم يمكن للأستاذ أشرف عبدالقادر أن يطالب بشيء واحد وهو أن تقوم لجنة بجمع الأحاديث التي تؤمن بصحتها في كتاب حسب (المعقول والمنقول) وفق معايير هذا الزمان وأن يطلقوا على هذا الكتاب أي اسم من عندهم، ولكن بدون أن يمسوا كتب الصحاح أو أي كتاب تراثي آخر، لا من قريب ولا من بعيد،.

هناك اعتراض آخر، فأين ستقف عملية التطهير والتنظيف هذه؟ إذ ليس هناك إجماع على معظم الأمور في الإسلام. فبإمكان أي شخص إثارة الشكوك ضد أغلب الأحاديث، أو إعطاء تفسير مختلف للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، ولذلك هناك مذاهب متعددة في الإسلام وكل فرقة تدعي أنها هي وحدها الناجية.
ثم ماذا عن القرآن الكريم، ففيه عشرات الآيات التي تسمى بآيات السيف والجهاد والتي يعتمد عليها الإرهابيون في ذبح الأبرياء في العراق والجزائر ومصر والسعودية وغيرها. فهل نطالب ب"تطهير" القرآن من آيات السيف، معاذا الله؟ علماً بأن فقهاء الإرهاب يقولون أن آيات السيف نسخت آيات الرحمة واللين مثل لا إكراه في الدين... وغيرها.
من هنا نعرف أن مطالبة الأزهر أو أية جهة إسلامية بتنظيف كتب التراث من الأحاديث "الكاذبة" تعتبر مطلباً غير واقعي وغير عادل ومخالف للمنهج العلمي، ولا يمكن تطبيقه.

إذنْ ما الحل: اعتقد أن الحل يكمن ليس بتطهير كتب التراث مما لا يعجبنا، فهذا مخالف للأمانة العلمية، بل في التوعية ونشر ثقافة التسامح ومحاربة ثقافة العنف والكراهية التي اعتمدها الأصوليون في كراهية كل من يختلف عنا في الدين والمذهب. المطلوب هو قراءة التراث بروح عصرية وبعقلية منفتحة لا بروح التعصب والانغلاق وتكفير الآخرين. أما الافتراءات على هذا النبي أو ذاك وهذا الدين أو ذاك فهي ليست جديدة، لأنها حصلت منذ نزول الوحي على نبينا محمد (ص) إلى يومنا هذا ولم يستثنى نبي منها، و يجب أن لا نتطير منها لأن في نهاية الأمر وكما جاء في القرآن الكريم «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول الدستور الدائم
- الماركسية وأفق البديل الاشتراكي
- الدكتاتور عارياً!!
- انتصار المرأة الكويتية ترسيخ للديمقراطية
- أزمة قوى التيار الديمقراطي في العراق
- مخاطر الحرية المنفلتة
- شاكر الدجيلي ضحية القرصنة السورية
- الفتنة أشد من القتل... تضامناً مع العفيف الأخضر
- تحليل نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة
- حكومة الوحدة الوطنية وإشكالية المحاصصة
- فوز بلير التاريخي انتصار للديمقراطية
- المحاصصة شر لا بد منه!!
- حملة الانتخابات البريطانية والقضية العراقية
- محنة العراق وبن سبأ الإيراني
- فتنة المدائن صناعة بعثية
- هل البعث قابل للتأهيل؟؟؟
- ملاحظات سريعة في ذكرى سقوط الفاشية
- مغزى عولمة تشييع البابا يوحنا بولس الثاني
- علاقة سلوك البشر بالحيوان في الرد على بن سبعان
- لماذا الأردن أخطر من سوريا على العراق؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالخالق حسين - لا يمكن-تطهير- كتب التراث..... تعقيباً على الأستاذ أشرف عبدالقادر