أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب














المزيد.....

آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب


سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4290 - 2013 / 11 / 29 - 07:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب

معنى "آمون" في القواميس المصرية, يدور بين الخفاء والباطنية, عوالم الأسرار, أو الغيب!
وفي كتب علم المصريات, "آمون" هو الرب المتخفي, ملك الملوك, رب الممالك والعصور الذهبية, تأسست ببركاته مملكة الأمنمحات وممالك الأمنحتب, ثراء فنون وآداب الدولة الوسطى, وإمبراطوريات الدولة الحديثة!
بداية ظهور "آمون" في المشهد المقدس, كان مع ثامون الأشمونين, وهو مجمع ربوبي فلسفي يرعاه "تحوت" رب الحكمة, ويترأسه الزوج الخفي (أمون وأمنت).
أظن الحكاية أعمق وأبعد من ذلك كله, إنها حكاية الأمس واليوم والغد, الماضي والحاضر والمستقبل, كل الأحاجي تكونت من تلك المعاني الثلاثة, وكل الأسئلة دارت حولها!
غريزة الحنين إلى الماضي, والسعي الحثيث لإحضاره أو تحضيره, ليكشف ويعالج علل الحاضر, ويؤمن المستقبل, كما إستثمرها المنجمون والمتنبؤون!
سادت عقيدة "رع" أركان الوجود, لوضوحها وضوح نورها الشمسي الساطع, حين تشرق تدور عجلة الحياة, ينمو الزرع, وتدب الحياة في الكائنات, يُغرد الطير, يحبو الطفل وليدًا ثم يشب فتيًا وفتاة, وتتقافز الحيوانات, فله المجد في الأعالي. ظاهرًا وضاءًا, نورُ وحياة.
وكما سادت عقيدة النور بأشكالها المختلفة في حضارات أركان الأرض الأربعة, كانت الأوزيرية هي الوجه الآخر الملازم لتلك السيادة!
بعد نور النهار البهي ليل حالك السواد! كما الموت والحياة!
الحيّ الغني "رع" يمنح الكائنات نوره بلا مقابل وبلا شروط, بينما القادر القابض "أوزير" يحكم مملكة الليل وينظم حركتها, ويضمن أمان الهاجعين!
الظلام هو المقابل الملازم للنور, كما الحزن والحبور, وجهان لعملة واحدة, كلاهما أزلي وحاضر وجوبي في حياة الإنسان.
إذن الحياة "رع", والموت "أوزير", هما قدر الإنسان, بل قدر كل كائن, تلك هي فلسفة الكون والوجود ببساطة!
أيقن العقل البشري أن الحقائق المؤكدة لا تحتاج إلى إثبات أو تبرير, فالحياة تلمسها الأيادي والموت تتذوقه النفس, إذ كل نفس ذائقة الموت.
إذن ليس مطلوبًا, والأمر كذلك, سوى الإيمان, لتنطلق عجلة الحياة, ولا تعطل مسيرتها بذور الشك, وتحبط الريبة حماستها, ويربك التردد خطواتها, لابد من مقاومة ذلك الوسواس الخنّاس!
الخطر يتهدد المستقبل, ولابد من علاج!
كان الحل العبقري في الإيمان بالغيب, وتجسيدًا لتلك القيمة ظهر الجميل "أمون", هكذا هو إسمه, الخفي الباطن, علام الغيوب, شابًا وسيمًا وليس عجوزًا خرفًا, طيبًا حكيمًا وليس شريرًا نزقًا, مفسرًا لما كان, وما هو كائن, وما سيكون!
حقق الحضور الآموني أمانًا بشريًا, إذ تقبل الإنسان القديم خوارق الأساطير, وإستسلم لقدره إستسلام الأسير, لم تعد قيود الماضي ترهق فكره وتعيقه عن تحسين حاضره وتأمين مستقبله!
أصبح الإيمان بالغيب, حقيقة الوجود, تمامًا كما الحياة والموت, إذا الغيب ليس الماضي والحاضر المشهود, إنما هو المستقبل المجهول, واجب البحث والتوقع ومن ثَم التحسب والتجهز والعبور إليه بالتخطيط!
لا أحد يعرف ما سيحدث غدًا أو بعد غد, لكنه زمن قادم آتٍ لا ريب فيه, ذلك ما قصده المصري القديم من "آمون" الإيمان بالغيب, فأول علامات السبق الحضور, وأول دلائل الخيرات الشكور الصبور .. آمين .. أمان .. آمون.



#سامي_حرك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواصف دستور الخماسين
- التمييز الإيجابي .. بوليصة تأمين
- اللغة العربية في حالة الموت السريري
- بنتكلم مصري ؟
- مصر جزء؟؟؟ صياغة كارثية للمادة الأولى
- مصطلحات وأنواع الرياضة المصرية القديمة
- كتابة التاريخ بالإنجازات
- الكنانة: قصة التكوين
- -السُبوع- و-الأربعين-, مناوبة بين الربّات الحاميات
- الرقص
- إنها -مصر-, يااا لجنة الخمسين!
- التنمية الثقافية للآثار, إقتصاد المليارات!
- أرباب أم آلهة؟
- قُل: قبطي مسيحي, ولا تقُل: قبطي مصري
- هنحتفل فين السنة دي؟
- ذكرى توحيد القُطرين
- ليلة توت 6251


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي حرك - آمون المستقبل .. الإيمان بالغيب