أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - قوقعة غزة














المزيد.....

قوقعة غزة


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 18:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


الكل يتحدث عن غزة و حصار غزة و معاناة مواطني غزة و كهرباء بيوت غزة و أطفال غزة ومرضى غزة و طلبة غزة و صيادي غزة والقائمة تطول و الشكاوي لا تنتهي و لن تنتهي....

إن غزة التي لا تتجاوز مساحتها 360 كم مربع و الذي يقترب عدد سكانها من مليوني نسمة لفتت أنظار العالم بكوارثها الغير طبيعية و مصائبها السياسية التي تعتبر بمثابة فوائد عند البعض الذين يسعون للحصول على التمويل و الدعم الخارجي ، فبكل بساطه مصائب قوم عند قوم فوائد.

لقد أدى اهتمام العالم بقضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي إلي توليد مشاعر قوية لدى الفلسطينيين و خاصة الغزين بأنهم هم مركز الصراع العالمي و أن الدول الكبرى تحسب لهم ألف حساب في تكتيكاتها السياسية و العسكرية ، فأصبح الفلسطينيون يشعرون بأنهم قوى إقليمية مؤثرة في الشرق الأوسط خاصة عندما يتم الحديث عن حركات المقاومة الفلسطينية التي تستطيع أن تغير من قواعد لعبة الشطرنج السياسية في المنطقة و التي يتنافس فيها جنود الملك الأبيض " رمز السلام " و جنود الملك الأسود "رمز الحرب " .

وبالرغم من كثرة المشاكل و النقم المتوالية التي يعاني منها أهالي قطاع غزة باستمرار إلا أن هناك بعض المزايا الايجابية المحدودة و التي يتمتع بها بعض مواطني القطاع لكنها لا تنال تقدير و امتنان معظم الغزين فعلى سبيل المثال :
لا أحد يُدرك في غزة أن ميناء غزة المتواضع يشبه بجماله الكثير من موانئ الصيد المتواجدة في دول العالم الساحلية و السياحية.
ولا أحد يُدرك في غزة أن نساء غزة لديهن القدرة على الثورة و الانتفاض على واقعهن المرير و التعبير عن أرائهن بحرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من النساء العربيات في بعض دول الخليج العربي البترولية.
ولا أحد يُدرك في غزة أن شباب غزة لديه اختراعات علمية لم يتم اكتشافها بعد و تكاد توازي اختراعات شباب آخرون في دول العالم ينعمون بالرفاهية و الحرية.
ولا أحد يدرك في غزة أن مستوى المطاعم و المقاهي السياحية في غزة تكاد تضاهي مستويات بعض المطاعم الأمريكية و الأوروبية ذات النجوم الثلاثة المتواجدة في دول العالم.

لقد تعود الغزيون أن يتقوقعوا في قطاعهم لدرجه أنهم أصبحوا يُنكرون أو لا يُقدرون أي تقدم و تطور بسيط يحدث للمربع الصغير الذي يعيشون به ، بالرغم أن بعض المشاكل الاقتصادية التي يعانون منها تعتبر بمثابة مشاكل اعتيادية تعاني منها أكبر دولة نامية مستقلة في أفريقيا.

لقد اعتبر الغزيون أنفسهم بأنهم يعيشون في سجن كبير محاصر أمنياً من كافة الحدود ويُقيد حقهم في الحرية و التنقل لذا فقد حاولوا أن يزينوا هذا السجن بأكبر قدر من ألوان و تصاميم الحياة العصرية و الرفاهية المتواجدة في العالم الخارجي و التي لا ينعم بها إلا أفراد الطبقة الميسورة بالقطاع و لقد تم ترك الفتات فقط إلي أبناء الطبقة الفقيرة المهمشة ، الذين يُعتبرون هم الضحايا الحقيقيين للحصار وكوارث الحروب.

فالأغنياء بغزة يزدادون ثراءً من تجارة الحصار و الفقراء في غزة يزدادون فقراً من التجارة بآلامهم و معاناتهم دون ايجاد حلول جذرية لمشاكلهم الحياتية اليومية.

إن ما ينقص الغزيون بالفعل هو الشعور بالحرية و بالسلام الداخلي و العدالة الاجتماعية و الاستقرار السياسي ومستقبل آمن بعيداً عن التقلبات الإقليمية و الحروب. فقد اختبر أهالي غزة العديد من الحروب و الصراعات الداخلية و الخارجية التي أثرت سلبياً على نفسيتهم و زادت من الفجوة الاجتماعية و الاقتصادية بين الأغنياء و الفقراء. وقد نال القطاع ما يكفيه من الخسائر البشرية و المادية وسالت الكثير من الدماء التي أرهقت مستشفيات غزة وحرمت أطفالا من آبائهم و أمهاتهم و أفقدتهم الأمل بالعيش ضمن حياة أمنة و عادلة.

لذا لقد حان الوقت أن يخرج الغزيون من القوقعة التي يعيشون بداخلها و قد آن الأوان أن يتحمل هؤلاء المواطنون مسئولية اختياراتهم السياسية و أن يعترفوا بقدرتهم على تغيير أوضاعهم وظروفهم السيئة بأنفسهم بعيداً عن الاكتفاء فقط بالتعبير عن مشاعر السخط و الانتقام و الاعتمادية على الغير و التقمص الدائم لدور الضحية . فبكل بساطه العالم ليس غزة و غزة ليست العالم .



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
- اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
- المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية
- غزة عام 2020 ، ناقوس يدق في عالم النسيان ...
- أبعاد انضمام فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة


المزيد.....




- هاريس: ترامب سيدخل المكتب البيضاوي بـ-قائمة أعداء- إذا تم ان ...
- سكارليت جوهانسون تدعو -المنتقمون- لحشد الناخبين للتصويت لكام ...
- هل يستمع نتنياهو لتصريحات قادة الجيش الإسرائيلي عن-تحقيق أهد ...
- لتسريع الشفاء من الإنفلونزا.. إجراءات بسيطة عند بداية المرض ...
- السويد.. اكتشاف -أسطول- الآخرة للفايكنغ
- كيف تتحكم المشاعر المكبوتة بالإنسان؟
- يحدث ليلا.. غارات على بيروت وإسرائيل تعترض مسيرات وأوستن يها ...
- نفط العراق ... وقود التنين الصيني
- مصر تصدر بيانا جديدا بشأن -سفينة ميناء الإسكندرية-
- زلة -القمامة-: هل قدّم بايدن الرئاسة لترامب على طبق من ذهب؟ ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - قوقعة غزة