|
أحمد زيادة يكتب: مصر أم الأوطان، بس مش أم الشعب!!
أحمد زيادة
الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 21:01
المحور:
كتابات ساخرة
مصر أم الأوطان، بس مش أم الشعب!!
مصر هى النقطة التى تتوسط العالم، تتميز بموقعها الجغرافى الاستراتيجى، و مناخها المعتدل صيفاً، الدافئ شتاءاً، و هى ذات الحضارة الأقدم و الأعرق فى العالم؛ بها الأهرامات، و المعابد الفرعونية، و التراث العالمى الذى احتضنته منذ قديم الأزل، و بها قناة السويس المجرى الملاحى الأهم فى العالم.
هذا ما درسناه فى كتب التاريخ فى المدرسة، و لكن ما لم ندرسه هو أن بها شعباً يتميز بخفة دمه، و جداله الدائم، و يضم 90 مليون فيلسوف!!
و بعد ثورة 30 يونية، تحولت كل أطياف الشعب لمحللين سياسيين متفقهين و دارسين و خبراء استراتيچيين؛ هذا ما يظنه كل فرد يتحدث فى هذا المجال الذى أدعى أنه لا يوجد فيه خبير بنسبة 100٪-;---;-- ، و لا عراف كما يدعى بعضهم، لأن السياسة ببساطة هى لعبة قذرة تجول أنحاء الكرة الأرضية بأكملها، و تُخفى أسراراً دُولية إن ظهرت فليس قبل نصف قرن من الزمان!!
النتيجة: شعب انقسم إلى شعبان، مصرى انقسم على نفسه ليصبح اثنان، سواءاً بإرادته نفاقاً، أو غفلةً منه؛ و النتيجة النهائية مصر فى الدرك الأسفل من نار العذاب و المعاناة!!
جدال دار بين شعب و شعب آخر، هو هو نفس الشعب!!
ثورى حر كما أطلق على نفسه يخاطب إخوانى ثورى كما أطلق على نفسه أيضاً، فكان حوارهما هكذا:
الشعب الإخوانى: انتوا انقلابيين، و سرقتوا الثورة بتاعتنا، الله يسامحكوا.
الشعب الثورى: سرقنا إيه؟ دى ثورتنا من الأول و انتوا اللى ركبتوها بكذبكم و نفاقكم.
الشعب الإخوانى: ركبنا إيه الله يهديك!! هوة مين اللى جعل مبارك يمشى؟ لولانا مكنتوش عملتوا حاجة!!
الشعب الثورى: على أساس انك نزلت 25 يناير؟؟ ، مسبتنيش أنزل، و ركبت لمة اطمنت إن الوضع الأمنى أمان ليك، فنزلت، و قلت انك صاحب الثورة؟!
الشعب الإخوانى: و مين اللى اتقبض عليه أيامها؟ مش قيادتنا؟ أولهم الرئيس الشرعى مرسى اللى خنتوه؟!
الشعب الثورى: اتقبض عليه فى قضية تخابر، جاسوس يعنى!!
الشعب الإخوانى: و لمة هوة جاسوس انتخبته ليه؟ و غيرك انتخبه ليه؟!
الشعب الثورى: أنا منخبتش حد، و اللى انتخبه عشان شفيق رأس الفلول ميكسبش، و نعيد نظام مبارك؛ عصر ليمون يعنى، و يا ريته كسب بشرف، ده بعد تهديداتكوا بحرق البلد لو مكسبش، و توزيع الزيت و السكر.
الشعب الإخوانى: لو بتفهم حتعرف إن الإخوان بيوزعوا زيت و سكر من زمان، و بيعملوا خير!!
الشعب الثورى: فى المناسبات، مش وقت الانتخابات. طب يا عم كسبت عملت إيه غير انك قلت أهلى و شعبى و عشيرتى، و خليت الناس تاخد وعود، و منفذتش!! و طلعت قصدك أهلى و عشيرتى يعنى الإخوان بس!! كفرتونا و عذبتونا و دمرتوا البلد.
الشعب الإخوانى: يابنى ده كان عصر الحرية، حتى باسم يوسف برنامجه متقفلش زى ما حصل دلوقتى!!
الشعب الثورى: و الناس اللى ماتت فى العباسية و محمد محمود اللى انتوا قلتوا انهم يستاهلوا، حرية برده؟!
الشعب الإخوانى: دول بيخربوا البلد، و بيدمروها.
الشعب الثورى: و انت اللى بتصلحها دلوقتى؟ ما العمليات الإرهابية و التخريب شغالين الله ينور، انت ناسى اللى انتوا عملتوه فى ذكرى محمد محمود من كام يوم؟
الشعب الإخوانى: و احنا كنا نازلين نحتفل! مش مصريين زينا؟!
الشعب الثورى: يابنى ما انت لسة قايل إن الناس اللى ماتت كانت بتخرب البلد و تدمرها؟
الشعب الإخوانى: آه.. ما احنا نزلنا ندافع عن الشرعية، و نرفع إشارة رابعة، و نقول للعالم احنا الشرعية!!
الشعب الثورى: تقوم تخرب و تكسر و تضرب و تولع فى علم مصر؟! و تقول علية أنا مخرب؟!
الشعب الإخوانى: علم مصر رمز العسكر دلوقتى، و لازم نحرقه!
الشعب الثورى: آه صح، مانا نسيت انك حتزعل لو حرقت علم إسرائيل، يا متأسلم!
الشعب الإخوانى: متحاولش تبين ان الجيش حلو، انت نسيت اللى عملوا فى فض اعتصامنا فى رابعة؟ و الناس اللى ماتت؟
الشعب الثورى: عشان حذرك تفض الميدان و توقف بهدلة للبلد و تكسير رصفان، و أرف!!
الشعب الإخوانى: و اشمعنا سابك انت فى التحرير و الإتحادية؟! و لا حلو ليك، و و حش لية؟
الشعب الثورى: علشان أنا كنت سلمى، مش زيك، مجرم!!
الشعب الإخوانى: و السلمية انك تمشى رئيس معاه شرعية 3 سنين، و الجيش يقتل مناصرين الشرعية و الاستقرار، يا قاتل؟!
الشعب الثورى: على أساس ان مبارك مكانش ليه شرعية 6 شهور؟! و متكلمتش لمة مشى؟! و الجيش اللى مش عاجبك ده انت قلت انه أعظم جيش فى العالم أيام طنطاوى؟! ولا نسيت يا منافق؟!
الشعب الإخوانى: آه ده انت فلول بقى، انت عايز إيه، يا خاين؟
الشعب الثورى: عايز أعرفك انك خروف!
الشعب الإخوانى: أنا خروف يا ابن دين "لفظ نابى" يا "لفظ نابى آخر"!!
الشعب الثورى: بتسب الدين يا صهيونى يا منافق انت لازم تت.... على الفاضى و المليان!! "ألفاظ نابية و قبيحة كتير"!!
و ينتهى الحوار فى النهاية، بأبشع و أشنع الألفاظ، و قد يتطور إلى المشاجرة و التدمير و الخراب للممتلكات العامة لمصر و شعبيها!! و أخيراً ينتهى بمقتل بعضاً من هذا الشعب و بعضاً من الآخر..
و مصر تبكى من شدة الألم، و يزيد نزيفها، و تتدهور بين أقرانها من دول العالم؛ بيدنا نحن!!
احنا آسفين يا مصر يا أم الدنيا فقط، فأنتى لستى أماً لنا طالما وصل بنا الحال لأن نؤذيك و ندمرك، فنحن نستحق أن نصبح بلا أم!! حتى نقدر قيمتك، و جنتك!!
تلك الرسالة لنا جميعاً ساكنى أرض هذا البلد شعباً و مسؤولين حكومةً و إعلاماً؛ و أبناءاً!!
Twitter: @AhZeyada https://www.facebook.com/Zidooo [email protected]
#أحمد_زيادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحمد زيادة: السيسى فى خطابه: الزمالك قادم!!
-
أحمد زيادة يكتب: ثورة مصر ما بين التمنى و الإدراك!!
-
قضية كرامة وطن منسية!!
-
الشيخ أبو لحية كِلبسات!!
-
أوباما عضواً فى تنظيم الإخوان العالمى!
-
الحرب العالمية الثالثة!!
-
أحمد زيادة يكتب: أنصار مرسى بيخبطوا على الحِلَلْ، تطلَّع نار
...
-
الشباب مشاكل وحلول
-
لماذا لا يشارك الشباب في عملية التغيير المجتمعي من خلال المؤ
...
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|