أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بكر ناطق - الشكر في التقاليد الأميركية














المزيد.....

الشكر في التقاليد الأميركية


بكر ناطق

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 12:01
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تعد ظاهرة التمايز الثقافي بعيدة عن تصورات مجتمعاتنا الذهنية اليوم، ونحن نشهد تحولات كبيرة في عالم التكنولوجيا والانفتاح، الذي اختزل المسافات الجغرافية بأرقام وحسابات رياضية ليست معقدة، مما سهل عملية الانتقال الى بيئات متقدمة في أنظمتها اللوجستية والانسانية. والبعد الجغرافي لم يثني تقارب شعوب الأرض عن مسارها الطبيعي في العادات والطقوس. وأصبح استيعاب الحراك السريع وقيمة العامل الزمني متاحاً لكل من وطأت قدمه بلاداً تبنت مفهوم التنافس وتطوير المهارات والتقدم العلمي والتربوي في مختلف الحقول المنتجة، مقابل الركود وضياع الفرص في عالمنا النائم.
كان الرحالة في التاريخ يزدادون معرفة واستمتاعاً بما يشاهدونه خلال رحلاتهم ويدونون الأحداث المهمة التي تمر بهم. فهم استطاعوا الى حد ما أن ينقلوا لنا صوراً مفيدة للدراسة من الماضي، بسبب تفهمهم العميق للثقافات المختلفة، باعتبار أن التباين بين كائن بشري وآخر يعد تبايناً في المظهر لا في الجوهر.
اعتاد شعب الولايات المتحدة في الخميس الأخير من شهر نوفمبر من كل عام الاحتفال بعيد الشكر، الذي تحول تدريجياً عبر التاريخ الى عيد وطني، تغلق فيه الدوائر الرسمية ومعظم المحلات والأسواق. فهو يمثل عيد العائلة والأصدقاء، ويبرز فيه نجم الديك الرومي الذي يشكل الوجبة الأساسية لهذه المناسبة. وكتقليد متعارف عليه، قد يناله حظ الاعفاء بشكل رمزي عشية العيد من قبل رئيس البلاد. وتضع الولايات المتحدة أهمية كبيرة لهذا العيد في تقويمها السنوي على المستوى الرسمي والشعبي، من الاحتفال في المنازل الى عروضات الأسعار المدهشة في المحلات التجارية في اليوم الثاني من العيد أي الجمعة. ولا يستسلم عامة الناس الى العاصفة الثلجية التي تجتاح الولايات الأميركية هذه الأيام رغم الخسائر التي تسببها، بل يواصلون السفر والزيارات فيما بينهم ولا يضيعون متعة الاحتفال مع أحبائهم بهذا العيد التقليدي الذي ينتظرونه كل عام.
رغم أن هذا العيد يقام في بلد صناعي كبير، إلا أنه ليس ببعيد عن التراث الشرقي. فالشكر منذ القدم مرتبط بخصوبة الأرض ووفرة المياه ومصادر الثروات، وكثير من شعوب الأرض تعتمد عليه، لتسهيل حياتها الاقتصادية والاجتماعية بحسب معتقداتها.
تعود جذور الاحتفال بهذه المناسبة الى مجموعة من المهاجرين الانكليز في مطلع القرن السابع عشر، الذين وصلوا الى الساحل الشرقي لولاية ماساتشوستس، وبعد مكوثهم فترة من الوقت وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام قسوة شتاء دفعت بمعظمهم الى الهلاك. وبعد فترة من الوقت تدخلت إحدى قبائل الهنود الحمر بزعامة ماساسوت لانقاذهم من المعاناة التي لحقت بهم، وسمحت لهم بالزراعة والصيد في المنطقة.
قام المهاجرون الجدد سكان منطقة بليموث مع حاكمهم وليام برادفورد، بالاحتفال بأول موسم حصاد دعوا إليه الهنود في منطقة تاون بروك، التي شهدت وجبات طعام من لحوم الطيور والغزلان، ورقصات واستعراضات للأوربيين والهنود، استمرت ثلاثة أيام. وبمرور الوقت تحولت هذه المناسبة الى عيد شكر وصلاة خصوصاً خلال هطول الأمطار بعد موجة الجفاف وقلة المحاصيل.
رغم التأثيرات الدينية في تاريخ هذا العيد، إلا أنه يمثل عيداً اجتماعياً له أهمية خاصة في حياة الأفراد والعائلات باختلاف التوجهات الفكرية والاثنيات العرقية لأبناء القومية الأميركية. فالجميع يشارك ويعمل ويلتزم بالقوانين، والمواطنون يندمجون بثقافتهم المتنوعة التي تضفي رونقاً وقوة لهذه البلاد، لا تراجعاً وضعفاً كما في سائر البلاد العربية التي باتت اليوم في أمس الحاجة الى اصلاح كبير في جوهرها الثقافي واندماج أكبر بين اثنياتها المتنوعة.



#بكر_ناطق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرانق الجهل
- اغتراب العقل العربي
- مجالس بغداد.. تراث فكري يتجدد
- المارد العربي والصراع المذهبي
- إعلام للسلام وتحديات الواقع
- التبادل الثقافي والنزعة الإنسانية
- صقر قريش والهروب الى الأمام
- الفردانية وبناء المجتمع


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بكر ناطق - الشكر في التقاليد الأميركية