|
السيستاني يفتي حول الكهرباء، والدوري يريد إعادة صدام إلى الرئاسة ..هَزُلَت !
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نحترم عقائد وإيمان ومشاعر شعبنا على اختلاف مذاهبه وطوائفه ومراجعه ، وكجزء من هذا الاحترام حافظنا حتى اللحظة على الأسلوب اللائق في طرح وجهات نظرنا المختلفة والمتناقضة مع الموقف السياسي العام الذي عبرت عنه المرجعية النجفية "السيستانية" ممثلة بالمراجع الأجانب الثلاثة السيستاني والفياض والنجفي . وحين نقول "الأجانب " فإنما نشير إلى حقيقة عدم حيازتهم الجنسية العراقية واحتفاظهم بجنسياتهم الأصلية ولم نقصد التشهير والقدح كما سينط بعض النطاطين والمشتغلين بالقطعة لدي المليشيات الطائفية إلى الاستنتاج . وحين نتصدى لمن وضع نفسه في الموضع السياسي و التاريخي الخطأ – مع احترامنا لمكانته الدينية - عبر دعوته لإنجاح مؤامرة الانتخابات ناقصة الشرعية والتي قسمت الشعب العراقي وقصمت ظهر وحدته الوطنية لزمن قد يطول ، فنحن نمارس حق الدفاع عن النفس و عن وجهة نظر تتبناها الملايين من العراقيين الرافضين للاحتلال و المؤيدين للمقاومة الوطنية والإسلامية التي تستهدف الاحتلال ومن يقاتل في صفوفه . أما مع المراجع ورجال الدين العراقيين وبغض النظر عن أصولهم القومية ، والذين أضحوا قادة وزعماء لأحزاب سياسية وميليشيات مسلحة متحالفة مع الاحتلال فلنا الحق في أن تكون الأساليب الرافضة لسياساتهم أكثر شدة وقسوة وأعمق فضحا لأن هؤلاء عراقيون وليسوا أجانب أولا ، ولأنهم أكثر ضررا وتدميرا لقضية الشعب ومثله وتقاليده التسامحية التي يحاولون اليوم تلويثها بالطائفية البغيضة والعنصرية الممقوتة اللتين صارتا الأساس الدستوري لنظام حكمهم الهش والمسنود بدبابات الاحتلال ثانيا . ومع ذلك ، وضمن الاصطفاف الوطني العام ، ومع تشرفنا بالانتماء الى معسكر رفض ومقاومة الاحتلال وعملائه ، فلا يمكننا الركون إلى النظرة "المانوية" التي يختصرها شعار ( يا أبيض .. يا أسود ) الذي يكرره بعض بلطجية القلم والسياسية ، بل ينبغي التسلح بالرؤية النقدية الصارمة والبحث المنهجي بمنتهى الحرص عن تدرجات الألوان الأخرى في لوحة الحياة العراقية المعقدة خدمة لقضية حرية الشعب والاستقلال الوطني الحقيقي . وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يَسْلم من النقد الموضوعي المستند إلى الحجج والتوثيقات والمنهجية العلمية أي طرف من أطراف اللعبة " المأساة " التي تطحن الشعب العراقي اليوم ومن تلك الأطراف : التيار التكفيري المتسلل والذي دس نفسه في جسد المقاومة وشارك أجهزة المخابرات التابعة للاحتلال والحكومة العميلة في المجزرة القذرة التي استهدفت أبناء شعبنا من المدنيين الأبرياء في تفجيرات عشوائية مدمرة لم يقتل فيها من المحتلين أكثر من ثلاثة بالمائة مقابل مَن قتل مِن العراقيين الأبرياء وهم بعشرات الآلاف ..صحيح إن هذا التيار التكفيري طارئ ولا جذور له في المجتمع العراقي ، وضعيف التأثير عسكريا وسياسيا في الوقت الحاضر ولكن السكوت على ممارساته وأفكاره التكفيرية المعلنة والمنسوبة إليه لا يمكن تبريره . ومن تلك الأطراف أيضا والتي يجب أن تلفحها نار النقد الجريء تلك الجهات الحزبية وخاصة تلك التي تسيطر عليها فلول وبقايا الأجهزة الأمنية والمخابراتية للبعثيين الصداميين الذين جعلوا من إعادة صدام حسين الى الرئاسة وإرجاع الوضع على ما كان عليه قبل التاسع من نيسان شرطا لا محيد عنه . صحيح إننا نرفض وبحزم سياسة الاجتثاث والتصفيات الجسدية والحظر السياسي والفكري ، وصحيح إننا نرفض المساواة بين حزب البعث بفكره وتاريخ تجربته وبين صدام حسين ومجموعته التي يقود بقاياها اليوم عزة الدوري غير إننا نؤكد أيضا رفضنا لأولئك الملطخة أيديهم بدماء مئات الآلاف من العراقيين ومن بينهم مئات البعثيين .وإن أولئك "الصداميين" الذين تسببوا في وصول العراق إلى ما وصل إليه من كارثة شاملة حين يُخوِّنون ويهددون بالقتل اليوم كل من ينتقد أوهامهم وكوابيسهم وسياساتهم البلهاء ، وهذا هو ديدن الصداميين دائما إزاء من ينتقدهم ويعترض على حماقاتهم ، إنما يشاركون عن قصد أو بدونه في مهمة تدمير العراق وتطويق ومن ثم خنق المقامة الباسلة ويدمرون أي مستقبل ودور محتملين لحزب البعث ذاته في العراق الديموقراطي المستقل إن استمرت الحال على ما هي عليه الآن . لقد فشلت سياسة الاجتثاث الجلبية التي حاول الاحتلال من خلالها القضاء على حزب البعث بخيره وشره ، بعجره وبجره ،بفكره القومي الاشتراكي وممارساته الفاشية الدموية ، ولكن زخة البيانات الصدامية التي راح عزة الدوري يحبرها مؤخرا ستجتث وبسهوله هذا الحزب وستكون أخطر على المقاومة ومستقبلها والطموح إلى انتشارها في عموم العراق من صواريخ وقنابل الأمريكان وعملائهم لأنها سترعب العراقيين من احتمال عودة نظام المقابر الجماعية وعلى رأسه صدام حسين ذاته . ومن الأطراف الأخرى والتي سنتوقف عندها اليوم بالنقد والتعرية السياسية المرجعيات الدينية وتحديدا " الرجعية النجفية السيستانية " والمرجع الأول فيها السيد علي السيستاني : لقد ألقت هذه المرجعية بنفسها في حمأة المتحالفين مع الاحتلال والراغبين في "تمشيته " سياسيا عبر انتخابات شبحية رفض المشاركة فيها 42بالمائة من الشعب العراقي باعتراف مفوضية الانتخابات التي شكلها الاحتلال .كما لا يمكن السكوت عن صمت المرجعية وخاصة صمت المرجع الأول فيها السيد علي السيستاني عن المذبحة التي تجري اليوم على أرض العراق فلم نسمع شيئا صدر عن هذه المرجعية بخصوص : -ضرورة استعادة السيادة أو تحديد سقف زمني لانسحاب المحتلين بعد عامين ونصف تقريبا من الاحتلال وتدمير الدولة تدميرا كاملا . - ولا عن سرقة نفط العراق وأرصدته المليارية من قبل حكومات الكويت وإيران والسعودية .. الخ . - ولا عن حل جيشه وبيع أسلحته للدول المجاورة . - ولا عن تدمير القطاع العام وإلقاء الملايين من الشغيلة والعلماء في جحيم البطالة . - ولا عن المجازر والمداهمات وتدنيس دور العبادة وهتك المحرمات . - ولا عن نهب وتدمير مؤسسات الدولة وعقاراتها وأراضيها من قبل زعماء الأحزاب والميليشيات . - ولا عن تسميم المواد الغذائية التي ينالها المواطنون بشق الأنفس في الحصة التموينية . - وعن الممارسات المتخلفة والمعادية للمرأة والتحضر وحقوق الإنسان بعامة . - ولا عن أضرار اليورانيوم المنضب الذي يزرع الموت في البشر والشجر والحيوان . كل الذي تناهى إلى أسماع الناس خلال الأشهر الماضية أن السيستاني أصدر فتوى حول ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء وأخرى عن تحريمه أخذ الرشوة من المواطنين المحرومين من قبل موظفي حكومات الاحتلال الكارتونية ..وللإنصاف نذكر أيضا فتوى مهمة قيل أنه أصدرها وأمر فيها بإعادة أربعين مسجد وجامع للمسلمين العرب السُنة استولت عليها مليشيات بدر الطائفية وشقيقاتها وهذا مما يسجل ويحمد له – للسيستاني - ولكن ماذا بخصوص العراق المشتعل وهل تكفي هذه الفتاوى الثلاث وما شابهها مما لم يبلغ علمنا لإنقاذه ؟ نعم ، صحيح أن ترشيد الكهرباء في بلد النفط وحيث معدل درجات الحرارة يصل الخمسين صيفا أمر مهم ، وصحيح أن امتصاص دماء العراقيين وسرقته لقمة خبزهم عن طريق الرشا أمر سلبي وينبغي تحريمه ولكن الأخطر والأهم هو حياة الناس وبقاء الوطن العراقي وسلامة الشعب بملاينه الخمسة والعشرين من السقوط في كارثة الحرب الأهلية الطائفية ومشاريع الفدرلة والتقسيم والنهب والهيمنة والصهينة ؟ حين اشتعلت معركة النجف الثانية ، وقبل أن تبلغ الذروة وحاول الاحتلال تصفية الانتفاضة الصدرية جسديا وتدمير الحضرة العلوية ، حينئذ ، انتقل السيستاني بلمح البصر إلى لندن " للاستشفاء وإجراء عملية "قسطرة سياسية " واختفى المراجع الآخرون أيضا ثم عاد السيستاني لترتيب عملية نقل رأس الحركة الصدرية إلى المحتلين على طبق من نحيب ولطم وتم تهميش الحركة وزُجَّ ببعض وجوهها في السجون والبعض الآخر في لعبة الانتخابات الشبحية ...واليوم وقد بلغت المجزرة ذروتها وأصبح صوت السيستاني أكثر فأكثر خفوتا ، أ فليس من المنطقي والعاجل والمفيد أن يبادر أهل العراق و العرب الشيعة من مقلديه خصوصا ويطلبوا من مرجعهم الديني المحترم أن يرحل معززا مكرما إلى بلده الأصلي مع ضمان إرسال " حقوقه الشرعية " إليه و " فوقها حبة هيل وبوسة " ، ويتركهم يصفون حسابهم مع الاحتلال الأمريكي ومع عصابات القتل المتنكرة بأقنعة باتت لا تخفي ملمحا وينقذوا أنفسهم ووطنهم ومستقبلهم ، هذا المستقبل الذي يراد له أن يكون أمام خيارين أحلاهما علقم : فإما الاحتلال بحكومة عراقية كسيحة من المخانيث والحرامية وإلا فالطاغية صدام محاطا برفاقه في مفارز الإعدام الدموية ؟
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هيئة العلماء المسلمين وقضية كتابة الدستور العراقي الدائم .
-
لماذا انتخب الطالباني في ذكرى تأسيس البعث وأحضر صدام لمشاهدة
...
-
تقنيات السرد المتداخل والبنية الزمنية في رواية - غرفة البرتق
...
-
مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !
-
الإرهاب والتهديد بالانفصال وجهان لعملة الاحتلال الواحدة
-
الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض
-
تأملات في النموذج السويسري للديموقراطية المباشرة والدولة الا
...
-
تصاعد التفجيرات الإجرامية وواجب المقاومة العراقية الجديد .
-
الانتخابات العراقية بين استراتيجيتي بوش والسيستاني
-
مجزرة الخميس الدامي وسياقات اتفاق السيستاني الصدر .
-
أياد علاوي تلميذ نجيب في مدرسة الكذب الصدامية !
-
نعم ، نعم ، لآية الله الكبرى الطفل علي إسماعيل إماما وقدوة
-
المعركة هي بين الاحتلال والحركة الاستقلالية وليس بين مقتدى و
...
-
تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !
-
حلبجة النجفية بدأتْ ..سلاماً للمقاومين الزينين ،واللعنة على
...
-
نص الرد الذي نشر في مجلة الآداب البيروتية على اتهامات جماعة
...
-
لمعركة الكبرى لم تبدأ بعد :بوش يريد الصعود إلى الرئاسة على ج
...
-
توصيات التقرير وخلط السم الأيديولوجي بالدسم العلمي ./قراءة ف
...
-
/قراءة في تقرير المعهد الدولي للعدالة الانتقالية 6لكي لا ننس
...
-
كيف ينظر العراقيون إلى مأساتهم وجلاديهم وقضائهم /قراءة في تق
...
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|