عاطف السني
الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 10:04
المحور:
الادب والفن
المسرح هو الفن اليوناني الذي لم يسبق بمثال .. ففي جوف البيئة غرس وعلى سطح العقيدة نبت وبين احضان الشعب توفرت له اسباب النماء .. وإذا قلنا المسرح اليوناني كنا كمن يقول التراجيديا الإغريقية وكنا كمن يشير إلى ثلاثة حملوا لواء هذه التراجيديا حملا .. أولهم اسخيلوس وآخرهم سوفوكليس وأخيرهم يوربيدز .. أولهم يمثل فجر المسرح الإغريقي والثاني يمثل ظهره والثالث هو عصره .. والثلاثة جميعهم يشبهون في كثير من الوجوه ثالوث الفلسفة الإغريقية .. سقراط وأفلاطون وأرسطو .
والتراجيديا الإغريقية لم تكن نصوصا تكتب ولا قواعد تتبع وإنما كانت حياة تمارس وواقعا يعاش .. كانت شعائر تؤدى وأساطير تحفظ عن ظهر قلب . فالإغريقي القديم عندما أحس بنفسه أحس أيضا بمن حوله .. أحس بالبحار والأشجار والجبال والعواصف والرياح وغيرها من ظواهر الطبيعة وكان لابد له أن يفسر هذه الظواهر فلم يجد لها تفسيرا غير الآلهة ولكن الآلهة نفسها يصيبها ما يصيب أفراد الإنسان وظواهر الطبيعة من حب وكراهية وقوة وضعف وصراع وإنهيار لهذا كان لابد لها هي الأخرى من تفسير كان لابد لها من قوة أعلى هذه القوة هي ( الأنانكية ) أو القضاء والقدر الذي يخضع له الكل لا فرق في ذلك بين آلهة وبشر وظواهر طبيعية بل أن ( زيوس ) نفسه وهو كبير الآلهة خاضع بالضرورة لهذه الضرورة .. وبذا كانت أساطير الإغريق تدور حول ركائز ثلاث هي : الإنسان والطبيعة والآلهة وكانت هذه الأساطير ملاذ قلبه وملجأ روحه يكشف فيها عن مكنون نفسه أو يعبر فيها عن أدق خلجاته وأخفى أحاسيسه ويبثها آلامه وأشواق حياته وأخيرا يسجل فيها أدوار كفاحه . نواصل
#عاطف_السني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟