أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 2















المزيد.....

ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 2


داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)


الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 2
داود سلمان الشويلي



المشروع الشعري الجديد والهم الاكبر:

* وحشتيني ، وحشتيني،
عمر واتعدت ايامه وجيتيني،
اجيتيني على غفلة .. وندهتيني
مثل تايه لكه دربه ... لكيتيني
بعد ما ضاعت سنيني
لكيتيني ... على تراب العمر لَمّن
جِزَ وكتي ، و لمّن ذِبلَت رياحيني
اجيتيني وانا احلم .. يناسيني
اجيتي و الصبا موَذّح(8)
و لا واحد يواسيني
تراني شاعر ملوّع
تعالي ...لو ذكرتيني
زماني العَرَّفج بيَّ وعرفتيني
بعد ما عتكت (9) ايامي ... لكيتيني
مثل طير اهتده إلوِكره
اهتديتي لي .. بعد غربه وبعد هجره
اهتديتي لي .. وانا مسودن (10) كضت (11) عمري سواديني(12)
اهتديتي للهوه ، وإذعنتِ لامره
وهذاك آنه لَمَن جيتي
ويا محله حنين الحلوه للعشره
" تمايزتي " بقاياي واشفقتِ(13)
على ما فاتني منها لتغريني
فأسلمتِ لسلطاني
وفي عينيك الحاحٌ.. ترى ماذا
وراء الناس في هيكلها الطيني؟
وهذا المنزوي خلف حناياه؟
اذا حنّ... فلا طهري يزكيه
ولا رجس الشياطين
وقد جئتِ كمن يبحث عن شيء
توارى في دجى الماضي
وفي اشلاء سبعيني
وها قد مرت الايام .. لا انتِ
ولا صوتك يأتيني
فأين الالق الساجي؟
وتلك الاعين الوسنى؟
-------
------- الخ (14)
***
طلب مرة مني ان اكتب مقدمة لقصيدة (اسم الله) ذات النمط الشعري الجديد (لغة وافكارا وبناء).
كانت القصيدة تنتقل فيها اللغة (والافكار) - اذا جاز لنا ان نسمي اللهجة المحكية لغة - بين مقطع واخر ، ودار نقاش طويل بيني وبينه ، كنت من مشجعيه في ابداع مثل هذه النصوص ، وكان هو مهووسا بها ، واكبر هم كان يشغله ان لا يرى مشروعه هذا النور قبل وفاته ... وعدته ان اكتب تلك المقدمة ... فمما كتبت : ((يستدعي - النوع الجديد - الذي بدأ يكتبه الشاعر رشيد مجيد اكثر من وقفة ، ويطرح اكثر من سؤال .
فالشاعر رشيد مجيد ، له تجربة طويلة تمتد على مساحة خمسين عاما من الشعر ، وله دواوين ستة مطبوعة ، وضعف العدد مخطوطا .
اذكر انه سألني قبل اكثر من اربعة اشهر عن كيفية تدوين (الشعر العامي) ... وقد دار حديث بيننا بهذا الخصوص ، وقتها سألته ان كان يزمع كتابة (القصيدة العامية) فأجابني قائلا : انتظر .
وانتظرت اياما ، حتى فاجأني بقصيدة تجمع بين اللغة الفصحى ، وبين اللهجة العامية التي هي الاخرى تتصف بقربها من الفصحى والتي اثير حولها قبل اكثر من عقدين من السنين نقاش طويل ، وسميت وقتها بـ (اللغة الثالثة) ، او لغة الصحافة ، او لغة المثقفين ، والتي تتصف ببعدها عن حوشي الكلام واعجمية اللفظة والمفردة ، وتركيبها (النحوي والصرفي) القريب من التركيب اللغوي الفصيح .
انه (نوع جديد) يختلف عن النوع الذي سمي بـ (الشعر الملمع) ، اذ ان هذا النوع يستدعي عمود الشعر الذي يبدأ صدر بيته فصيحا ، فيما يكون عجزه باللهجة العامية ، ومثل هذا الشعر له غاية محددة ، هي (الهزل).
ان قصيدة رشيد مجيد (الجديدة) والتي يحاول نشر بعض نماذجها على اساس انه اول من كتبها - كما يدعي - ستبقى مجالا لابداء الرأي حولها ... ونحن في هذه السطور اذ نقف عند هذا الحد ، فأننا نطالب الزملاء الشعراء والنقاد والمهتمين بالادب الى دراسة هذه (القصيدة الجديدة) وابداء الرأي والملاحظة حولها)) .
سألته مرة عن مشروعه هذا ، فأجاب قائلا : (( لا ادري هل يحق لي ان اسميه مشروعا ؟او انها محاولة قد يكتب لها البقاء ، او انها تموت ساعة ميلادها ؟ ومع هذا ، فهي لا تخلو من انها محاولة كبقية المحاولات التي استطاعت ان تقف على قدميها رغم كل المعوقات وهذا ما اتمناه ، واذا لم يتحقق ذلك ، فهي على الاقل لا تخلو عن كونها محاولة ، وانها ستبقى من خصوصيات الشاعر ، ومع الايام فقد تجد لها منفذا لتطل به على القراء، علما بأن للادب الشعبي ، كما للادب العربي قراؤه ، وقد يلتقي القارئان مع هذا النموذج من الشعر )) .
وظل الشاعر يكتب هذا النوع من الشعر ، حتى اصبح له منه اكثر من ديوان مخطوط .
***
((اسم الله ، اسم الله))
(( ما اسرع ما تتردد على فمنا هذه الكلمة عندما يتملكنا الخوف على من لا نريد ان ينتابه اذى ، او يصيبه مكروه ... ))
*( اسم الله ... اسم الله )
كلمة خوف تنسل الى شفة امرأة
يتملكها الاشفاق ، فلا تتذكر ((غير الله))(15)
من غير استئذان خرجت ،
وبغير استئذان دخلت ،
قلبا اغلقتُ منافذه ،
تلك الكلمة ، ما اعذبها؟
وهي تطل على شفتيك .. ((اسم الله ، اسم الله))
----------------------
------------------------
يا محلاها من تتخطى ابخوف ورغبه
يا محلاها بياقوت الفم ،
خمره بكاس القبله العذبه ،
يا محلاها ، ويا مِسعَد ذاكَ اليشربها ،
ويطفي النار المستعره ابكلبه وملتهبه ،
يمته اشوفج يمته؟ واشوف الدنيا ابعينج؟
-------------------
---------------------
هذا الصوتُ الدافئُ والهمسة والنجوى،
والبوح المتلفتُ في شفتيك ...
***
الشاعر والمرأة :
كتبت عنه مرة : (( تشكل المرأة عند رشيد مجيد حضورا شاملا وكليا ، ليس على مساحة شعره الواسعة فحسب ، بل وفي تفكيره وسلوكه الحياتي ... وهذا الحضور الواسع للمرأة ، رغم المساحة الصغيرة التي شغلتها في مجاميعه الشعرية الستة المطبوعة ، الا انها تشكل ظاهرة بارزة في شعره .
ان ظاهرة حضور المرأة في الخطاب الشعري للشاعر رشيد مجيد ، تأخذ فرادتها من كونها :
آ - ان المرأة عند الشاعر هي : الحبيبة// المعشوقة فقط ، ولا وجود لاي صنف آخر عنده ... حيث ان بنية الحب // العشق ، تتشكل بين الشاعر والمرأة فقط دون سواها من البنى ، ويكون الخطاب الشعري عند ذلك موجها - اساسا - اليها ، اذ يفتقر شعره الى المرأة / الام ، والمرأة // الابنة ، والمرأة // الاخرى.
ب - ان العلاقة التي تربط الشاعر بالمرأة ، حياتيا ، هي علاقة يمكن وصفها بأنها علاقة عذرية ، على الرغم من ان مثل هذه العلاقة هي المهيمن الكبير على حبه للمرأة خارج النسق الشعري ، ولا شيء غير ذلك .
ان الحب عند الشاعر - في الواقع - هو حب روحي ، استجابة روحية بين (روحين ) ، اذ تصبح هاتين الروحين عند ذاك واحدة في جسدين.
ج - رغم عذرية الحب ، الاان الشاعر يجعل من خطابه الشعري موجها - اساسا - الى ما هو حسي ، فيقع التناقض بين الخطاب الشعري ، وما هو خارجه في حياة الشاعر المعاشة ، فتأخذ النظرة ذات الطابع الحسي للمرأة مساحة واسعة من ذلك الوصف ، عندها ينتقل ذلك الحب العذري ، من خطاب الروح الى خطاب الجسد ، وتتحول بنية العلاقة من بنية روحية الى بنية جسدية ، حسية.
ان التناقض هذا ، مرده الى ذلك التعفف الذي يبديه الشاعر امام المرأة // الحبيبة = المعشوقة ، حيث تسكت جميع الحواس امام تلك المرأة سوى حاسة البصر التي تطوف في الوجه المليح ، والقد المياس ، والبسمة الفاتنة ، وعند انتهاء لحظة المواجهة الروحية هذه ، تأخذ باقي الحواس بالعمل ، ليس على جسد امرأة حقيقي ، بل على ما هو متخيل ، وما هو متخيل ينتقل مباشرة الى الخطاب الشعري ، الى كلمات وجمل وقافية وبحور شعرية ، على الرغم من قوله في احدى قصائده :
*انني لا املك طهر القديسين
ولا مارست احابيل الشيطان. (16)
مرة كان يجلس معي في مكتبتي ، فدخلت علينا صبية جميلة ، لون حمرة شفتيها غامقا ، وكانت تضع خاتم الخطوبة في يمناها ، سألته : ماذا اوحت لك ؟ فأجاب بخط يده بتاريخ 15 / 6 / 1994 : (( كانت جميلة حقا ، وانها تسترعي الانتباه ، غير انها لم تمكث طويلا في الذاكرة ، وهل ذلك يعود لعدم التحدث معها وسماع صوتها ؟ لذا فهي لم توح لي بشيء )).
ولهذا الكلام دلالة كبيرة لمن يقرأ شعر رشيد مجيد في المرأة وعنها ، اذ ان المرأة عنده ، ليست صورة جميلة حسب ، بل صوت ، وحديث ، وجسد متشكل امامه ... كل ذلك مجموعا امام ناظريه ، لهذا ، فعندما سألته ، بتاريخ 10 / 5 / 1992 عن علاقته بالمرأة اثناء فترة الطفولة والصبا، اجاب : (( ليست لي علاقة مع ابنة الجيران ، وان كنت قد احببت كثيرا في حياتي قبل الزواج ، غير انه حب سرعان ما ينتهي ، لانه بلا امل )) .
وفي لقاء معه تم بتاريخ 2 / 5 / 1992 م سألته عما اذا كانت قصائده عن المرأة هي عن تجارب متعددة ومتنوعة ،ام انها عن تجربة واحدة عاشها ، اجاب : (( اكثر قصائدي كتبت عن تجربة واحدة مع امرأة واحدة ، وبعضها - القليل - مع اكثر من امرأة )).
وعندما قلت له - وقتها - انه متهم من البعض بأنه يكتب عن المرأة بلا تجربة ، اجاب : (( كل ما كتبته عن المرأة ، وفيما يتعلق معها ، كان صحيحا الى ابعد الحدود ، لم اتخيل الموضوع ، ولو تخيلته لكانت القصيدة هزيلة ، فكل الذي كتبته عنها هو حصيلة تجربة اعيشها بكل مفرداتها ، وبكل ما فيها من ملابسات ، ومن تناقضات ، اما اني اكتب القصيدة بلا تجربة ، فهذا حطأ كبير ... ان هذا الموضوع ، هو الذي اكتب عنه بكل احاسيسي )) .
في صبيحة يوم 8 / 11 / 1992 ، وبعد خمسة اشهر من اقامة اتحاد ادباء ذي قار حفلا تكريميا له ، زارني الشاعر في مكتبتي ، وبعد حديث طويل ، بثني اشواقه ، وحبه الاول ، فسألته عن (ليلى) التي ذكرها شاعر سوق الشيوخ ، وزميله ، الشاعر الكبير جميل حيدر، في قصيدته التي القاها في حفل التكريم و التي يقول فيها :
*اللحن الرهيفِ عريشُ نجـــــوى سوى عرش الجمال بمن تسامى
سلوا: ((ليلاه)) كيف له افاضت مفاتنها وكيف بـــــهن هـــــــاما
سلوه : هــــل لغير القدس صلى وهـــــــــل حفظت له فيها ذماما
اهاجته على (ذي قار) برقــــــا وزوبعت المدى فيها قتــــــــــاما
تــــــــــــــألق حبها وطنا فغابت بـــــــــــــــه عنه وخانته التزاما
استعاضت من يهودا وجه حــقد ونازلت المحب بـــه خـــــصاما
وظل العاشق العربــــــــي فيها برغم الحقد ينشدها الســـــــلاما
عندها غاب عني قليلا ، فيما عيناه تنظران الى كفيه المشتبكتين في حضنه ، وفجأة خاطبني قائلا : اكتب .
كنت دائما - عندما تضمنا جلسة مثل هذه - اضع ورقا وقلما امامي لاستخدمهما في تدوين ما يقول ، فكتبت هذه القصيدة وهو يمليها علي من حافظته ، وكانت ردا على قصيدة الشاعر الشيخ جميل حيدر:
انت اذكيت بقايا جــــــذوة اوشكت تخبو ولـــكن ما خبت
من مدى اي زمان جأتــها والــــــــــــــى اي زمان بُعثت
اربعون اقتحمتني وانتهت وصدى ذكرى هواها ما انتهت
هي ليلى منذ ان كانت هنا وهي ليلــــى يا اخي واغتربت
هي ليلى رجعُ انغام الصبا والتعــــــــــــلات التي ما نفعت
اودعت في شفتي علقمــها ليتها تعـــــــــرف ماذا اودعت
اتراها يا (جميل) اعتذرت ام تناست مـــــــن انا ام نسيت
اين مني لحظات الملتـــقى عفت الريح خطاها ومـــــحت
فلم اخترت معاناتي بــــــها وتخيرت عــــــــــــهودا سلفت
عندما لمّحت عن ليلى معي كنت قاس ٍ معها اذ رحـــــــلت
قلت عن ليلى مقالا ظالــــــــــــــــــــــــما انت ادرى لِمَ ليـــــــــــــلى هـــــــجرت

ونحن نتساءل بدورنا : لِمَ ليلى هجرتك ايها الشاعر ، ومن هي ليلى ؟
وراح الشاعر يستذكر ليلاه ، فقال :
(( ليلى فتاة يهودية ... القصة غريبة ، لكنها حقيقية وليست من نسج الخيال ... هناك صورة في ذهن اي شاب عن فتاة ما...صورتها ، صوتها ، نبرته ... فوجأت امام فتاة في يوم ما فيها كل الصفات التي كنت احب ، حتى رنة الصوت ... احببتها دون معرفة ، سألت ، قالوا : انها يهودية ، طالبة ، كان ذلك في نهاية الاربعينات ... احببتها بعنف دون ان تشعر هي ، ومن خلال مراقبتي لها ، ونظراتي ، وابتساماتي ، شعرت هي بحبي لها .
احد الشباب اليهود سمع بقصتي من احد الاصدقاء ، فأخبرها بحبي و ما كتبته عنها من شعر ، وفي مرة ، التقيت بها في الشارع ، سلمت عليها ، ابتسمت ... بعدها ، طلبت من احد الشباب اليهود ان يأتيها بقصائدي التي كتبتها عنها ، وبعد فترة ، اوقفت انا ثلاثة اشهر بتهمة سياسية ((الانتماء للحزب الشيوعي)) وبعد ان اطلق سراحي ، لم ار صاحبتي ، اذ انها قد ارتحلت مع اهلها الى اسرائيل ... وكانت قصائدي عندها ، خاصة (ملحمة ليلى) فسلمتها هي الى احد الاصدقاء ، وطلبت منه ان يخبرني بأننا سوف لن نلتقي مستقبلا .
انها الحب الاول ، وهي الصورة المثالية التي كانت في ذهني .
ان ليلى هي (لوشا) اليهودية ... لهذا خاطبتها مرة :
* كنيت عنك بليلى غير ان دمي يضج بأسمك من آن الى آن.
***
كانت قصيدة الشيخ جميل حيدر بين يدي ، وهو امامي جالسا على كرسيه ، فيما كفيه متشابكتين - كعادته - في حضنه ، فرحت اقرأ له :
* وما كانت "نهال" غـير كرم تنضرت الكؤوس بها مُداما
اقام على اعتكاف الراح منها فتيمه السراب بها اوامـــــا
ومهما زاغــــــت الرؤيا لديه فمراى الحسن عنه ما تراما
وريشته التـــــي راشوه عنها ستكبر من تراشقهم سهاما .
فسألته عن (نهال) ... لا اعرف فيما اذا كانت حركة يده وهي تنتزع نظارته من على عينيه كانت طبيعية ام انها جاءت بفعل الذكرى ؟... عندها سحبت ديوانه (العودة الى الطين) ورحت اقرأ له قصيدة "نهال" فيما هو ينصت الى صوتي ... وبعد ان انهيت قراءة القصيدة ، ظل هو صامتا ينظر في وجهي ، فسألته : ما هي قصة هذه الفتاة التي شاكسك بها الشيخ جميل حيدر ، اذ رحت تخاطبها في قصائدك لها بـ (يا اختاه)؟
بعد لحظات اجابني : (( في مهرجان قطري في البصرة ، قرأت قصيدة " وجه بلا هوية " التي حازت على الجائزة الاولى ، وبعد عودتي الى الناصرية ، جاءتني ابنتي "ذكرى" وكانت طالبة في الثانوية - وقتها- برسالة من مدرستها "نهال" فيها تحية واعجاب بالقصيدة تلك ، وطلبت نسخة منها ، فأرسلتها لها ، ثم دعوتها الى البيت ، وكانت جلسة عائلية جميلة ، وتوطدت العلاقة الاخوية بيننا ، وكثيرا ما زارتنا هي ووالدتها .
لـ "نهال" ديوان منشور بعنوان "شيء اخر للحب" ، ولها اخر معد للطبع .
" نهال" فتاة حساسة ، وكان اشد ما يؤلمها ويحز في نفسها ، نظرة عائلتها لها كشاعرة ، حيث لا تقبل بأن تكون ابنتهم شاعرة ... وكذلك كان ما يزعجها النظرة (المريضة) لبعض الادباء المحلقين بها ... حيث انها تعتبر الاديب قائدا للمجتمع ولا يمكن ان يكون مخادعا وكذابا او مرائيا ... وكذلك كان ما يزعجها ، هو قطع اطراف اصابع كفها بعد ان اصيبت بـ "الغنغرينا " .
استشهد اخيها "عماد" في القادسية ، وكان الوحيد في العائلة الذي يفهمها كشاعرة ... وقد كتبت ُ عنه قصيدة نشرت في ديوان " يحترق النجم ولكن ")).
القصيدة :
(( الى روح الشهيد الرائد عماد حسن العبيدي ))
*حدثتني (نهال) امس عن عماد ،
لكنني لم ار غير مرة واحدة وجه عماد
كنت احس ان شيئا يتصدى لعماد ،
وان صوتا وراء الغيب ، مخنوق الصدى ...
ما انفك يدعوه ، ينادي ... يا عماد .
وان افقا ازرقا،
اقرأ ما يقرأه الشاعر في وجه عماد ؟
في لقاء مع الشاعر تم بتاريخ 15 / 6 / 1994 م ، سألته : تقول ان (جذوة) الجنس عندك قد خبت منذ سنوات ، ولكنك ما زلت تكتب عن الحب والجنس ، ووصف جسد المرأة ، كيف تعلل ذلك ؟
اجاب : (( نعم ... انطفأة جذوة الجنس ، وانتهى ما كان بيني وبينها من وشائج ، غير ان الحنين لفردوس المرأة هو مبعث الرغبة للكتابة عن الجمال الذي يتجسد بأحلى مظاهره في المرأة ، ولعل عقدة الحرمان هي السبب المقبول منطقيا للحنين للمرأة روحا وجسدا )) .
قلت له : ذكرت لي ان المتنبي في المسلسل التلفزيوني الذي كتبه مالك المطلبي صرخ قائلا : لماذا تموت النساء ؟ ما هو رأيك في ذلك ؟
اجاب : (( هذا ما شاهدته وسمعته خلال مشاهدتي للمسلسل التلفزيوني عن المتنبي ... ولا ادري هل هذه الصرخة كانت من المتنبي عند سماعه بموت خولة الحمداني ، ام انها من عنديات المؤلف ؟ وعلى كل حال ، فلا يسعني الا ان اضم صوتي الى هذه الصرخة :(لماذا تموت النساء؟) ، اكانت من المتنبي ، او انها من المؤلف )) .
***
الهوامش:
8 - موذح : مسرع 0
9 - عتكت : عتقت ، اصبحت قديمة 0
10 - مسودن : مجنون 0
11 - كضت : انتهت 0
12 - سواديني : جنوني 0
13 - وضعت كلمة تمازتي بين قوسين لانها حلقة الانتقال من الهجة العامية الى اللغة الفصيحة 0
14 - جزء من قصيدة (بعد ان غاب القمر ) نقلتها عن مسودة للقصيدة التي كتبها الشاعر بتاريخ 25 / 2 / 1994 0
15 – (غير الله) تلفظ كما تلفظها العامة 0
16 - ظواهر معنوية في شعر رشيد مجيد – المرأة بين عذرية الحب وحسية الخطاب الشعري – جريدة بابل – 20 / 11 / 1993



#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات مع رشيد مجيد
- - عاشوراء - الذكرى والتأسي
- رسالة حب الى المثقفين والادباء والفنانين
- رحلة في الذاكرة - ما الأدب ؟ - شهادة ابداعية-
- عيد بأية حال عدت يا عيد (المتنبي ومصيبة العراقيين)
- الاحزاب الدينية والحريات
- حرية الرأي - ج 1
- حرية الرأي - ج 2 - المناهج الحديثة في دراسة وتحليل ونقد النص


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود سلمان الشويلي - ذكريات مع الشاعر رشيد مجيد - 2