أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - طريق الثورة للانتصار















المزيد.....

طريق الثورة للانتصار


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 17:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تميزت الثورة المصرية في يناير 2011 بصراع مركب و متعدد الأطراف . فمن ناحية هناك انتفاضة شعبية هائلة ضد الاستبداد و القمع و ألإفقار و النهب لنظام مبارك. و من ناحية أخري صراعا بين القوي الرأسمالية الرجعية داخل النظام نفسه بين شريحته الأكبر العسكرية البيروقراطية و بين شريحته الرجعية الدينية. و في يناير 2011 قام المجلس العسكري بالانقلاب علي مبارك لإنقاذ مجمل الطبقة و تحالف مع الرجعية الدينية في مواجهة قوي الثورة الشعبية. علي مستوي أخر وقفت الإمبريالية العالمية و خصوصا الأمريكية ضد نظام مبارك و باركت انقلاب المجلس العسكري أملا في وقف الثورة من ناحية و في مذيد من التبعية من ناحية أخري. و لا يمكن فهم تعقيدات الثورة دون فهم هذه الأطراف الأساسية الفاعلة فيها و هي شريحة البيروقراطية العسكرية المرتبطة برجال الأعمال من ناحية و الشريحة الأكثر رجعية المرتبطة بأعمال الصرافة و التي تتخذ من أيديولوجية دينية رجعية غطاء لها و الطرف الإمبريالي الذي تدين له كلتا الشريحتين بالتبعية و أن بصور مختلفة. و في مقابل كل ذلك طرف الثورة الشعبية

تميزت الثورة بالعفوية و انعدام التنظيم و أسفرت الثورة عن خلق عملية ثورية مستمرة منذ يناير و حتي الآن ترتفع حدتها أحيانا و تهبط أحيانا تدفعها أعمق التناقضات الطبقية كما أسفرت عن موجة كبيرة الاحتجاجات و بناء نقابات و جمعيات مستقلة تهدف أساسا إلي إعادة توزيع الثروة القومية لصالح الطبقات الشعبية. لكن لم تنجح القوي الثورية و الحركة الاحتجاجية حتي الآن في بناء طرف شعبي منظم بشكل كافي بحيث يشكل بديلا لشريحتي الرأسمالية و يقف بصلابة ضد التدخل الإمبريالي. غياب البديل الثالث هو معضلة الثورة المصرية منذ يناير و حتي الآن.

و عقب معركة محمد محمود المجيدة بدأ الصراع بين الطرفين الرأسماليين في الحكم المجلس العسكري و الإخوان. و أيدت الإمبريالية الإخوان في هذا الصراع لأنهم من ناحية قدموا عروضا أفضل لها و من ناحية أخري يتمتعون بقوة شعبية منظمة و خدعت الكثير من القوي الثورية و اليسارية في حقيقة الصراع و مالت للرجعية الدينية كنتيجة مباشرة لتدهور وعيها الطبقي . و تولي مرسي الرئاسة كي يمارس نفس السياسات الرجعية و المعادية للشعب التي مارسها مبارك و أن ذاد عليها بأسلمة الحكم و القرارات الاستبدادية مثل الإعلان الدستوري و أخونة الدولة. و اندلعت انتفاضات شعبية خصوصا في المحافظات ضد حكم مرسي و تصاعدت الحركة الاحتجاجية لمستويات غير مسبوقة. و شجع الجناح البيروقراطي العسكري علي أستحياء أولا ثم صراحة مواجهة نظام مرسي. و توجت هذه الحركة الثورية بحملة تمرد ثم بثورة 30 يونيو التي حملت للحكم الجناح البيروقراطي العسكري و أقصت الإخوان و أن شاركت بعض القوي الديمقراطية في الحكم أيضا. و مرة أخري يبدو غياب البديل الشعبي كعقبة أساسية أمام أنتصار الثورة.

و عقب 30 يونيو بدأت مرحلة أنتقالية رأينا توجهين توجه إخواني مدعوم قطريا و تركيا و أمريكيا لتحويل مسار الثورة للطريق السوري الليبي بالإرهاب السافر و حرق الكنائس و المذابح و طريق السلطة الجديدة بالقوة المفرطة و استعادة الدولة الأمنية . علي أن عقب 30 يونيو ظهر عنصرا جديدا في الصورة و هو محاولة إفشال الدولة. لقد كانت هزيمة يونيو 67 العسكرية هي الطريقة الإمبريالية لسحب الطبقة لمربع التبعية و اليوم الإرهاب هو الأسلوب.و يجب أن يكون واضحا أن قوي الإرهاب هي أشد أعداء اليسار فكريا و سياسيا قوي رجعية من القرون الوسطي .و إزاء هذه التطورات بات الشعب يبحث عن منقذ . عن كاريزما و قدم له الإعلام السيسي في هذه الصورة . أن المجال السياسي رجعي بشكل شبه كامل . و تسوده الرجعية الدينية و الطبقية. الدستور الجديد يقدم أفضل صورة ممكنة عن هذا المجال . دستور أفضل قليلا من الدستور الإخواني الذي كان يؤسس لدولة دينية بينما الجديد لا يصل لمستوي تأسيس جمهورية ديمقراطية مدنية حديثة.
ما هو موقف اليسار إذن من هذا المشهد المعقد ؟ أن اليسار ليس أتجاها للمعارضة السياسية اليسار مثل الثورة مشروعا للتغيير الاجتماعي و بمعني ما فأن اليسار يعارض السياسية يعارض تضليل الشعب بأن يذهب كل بضعة سنين ليختار من بين الملاك من سيحكمه لسنوات و يواصل نفس النظام الاجتماعي الذي يسحقه . و قضية اليسار الذاتية هي ضعفه و هشاشته و تشتته لكن أهم عنصر في قضية اليسار هي عزلته عن الطبقات التي يزعم التحدث باسمها و بقاؤه كنخبة مثقفة من حيث الأساس.
معضلة الثورة هي غياب البديل الاجتماعي و معضلة اليسار هي أيضا غياب البديل الاجتماعي أو غياب تواجده ضمن هذا البديل.و حل معضلة الثورة و اليسار ليست عملية فكرية سياسية يتم فيها أختراع حلا ما مقنع أو منطقي. أن حل معضلة الثورة و اليسار هي عملية ممارسة كفاحية أساسا يتم فيها أكتشاف هذا الحل نفسه عبر تحقيقه بالذات. لكن الثورة و تجارب الشعوب الأخري تقدم لنا مؤشرات مهمة و كذلك التحليل الطبقي. أن المجتمعات التي نجحت في تحقيق قدر من التقدم الاجتماعي و السياسي نهضت علي أساس تحالف متين بين ثلاث قوي رئيسية و هي اليسار المتحرر من الدوجما و الجمود العقائدي و الحركة العمالية ممثلة في النقابات و حركات التغيير الاجتماعي في المدينة و الريف.و تتجسد كتلة التغيير الاجتماعي هذه في مؤسسات شعبية متنوعة الأهداف و المقاصد تقدم توازنا لحد ما مع جهاز الدولة و تدفع في اتجاه مذيد من الثروة و السلطة للشعب.
و كما يقال .الوردة هنا فلنرقص هنا. هذه هي مهمتنا الرئيسية السعي الدؤب لبناء كتلة التغيير الاجتماعي من الفئات و الطبقات صاحبة المصلحة فيها.و هذه المهمة لن تتحقق إلا عبر بناء مؤسسات قاعدية من هذه الفئات و الطبقات بمعونة اليسار بناء نقابات و اتحادات و جمعيات أهلية و تعاونيات و أيضا تحويل مؤسسات قائمة أن أمكن مثلا في المحليات أو مراكز الشباب أو قصور الثقافة. أننا ندرك أن بناء البديل الثالث الثوري و الشعبي ليس مهمة سهلة و لن يتحقق في سنة أو اثنين و لكن هذا يشدد عزمنا علي البدء من الآن. أن دورنا كيسار ليس الانجرار وراء النخب السياسية الديمقراطية في عملية هدفها في الجوهر تثبيت نظام ديمقراطي شكلي بل علي العكس دورنا هو جر هذه النخب السياسية للمشاركة في عملية بناء البديل بدء من القواعد في كل مكان. عبر ابتداع تحالفات و جبهات متنوعة معها يكون هدفها تعزيز هذا البديل و بناء مؤسساته.أن دورنا ليس الانسياق وراء الثقافة السائدة لكن الدعوة للثورة الثقافية عبر ممارستها دورنا ليس تملق الشباب الثوري بل طرح المهمة الضرورية أمامه و دعوته للمشاركة النشطة فيها و الوقوف ضد كل مظاهر ضيق الأفق و الضجر و الإحباط. أن مهمتنا هي مهمة تاريخية يجب أن ننظر لها علي هذا الأساس و نعاملها علي هذا الأساس. و هذه المهمة بطبيعتها مهمة ديمقراطية و منفتحة تستوعب كل التيارات السياسية و الفكرية التي ترغب في المشاركة فيها بل و ستخلق تيارات فكرية و سياسية علي مقاسها عبر عملية تحققها.

أننا لكل هذا نقرر

1 – أن المهمة الرئيسية لقوي اليسار هي بناء بديل شعبي من النقابات و الجمعيات و التعاونيات و حركات التغيير الاجتماعي و هذه هي المهمة التي سنوليها عنايتنا الكبري بالتعاون مع كل القوي الديمقراطي عبر كل أشكال التحالفات و الجبهات القاعدية.
2 – أننا نعارض بقوة كل أشكال البونابرتية و الزعيم الأوحد و أستدعاء أشباح الماضي.
3 – أننا ندعو الأقباط و الحركات النسوية و أبناء النوبة و سيناء و كل مضطهد لبناء حركة شعبية و منظمة و الانخراط في النضال فلن تتحرر أي فئة إلا عبر نضالها الذاتي أولا ثم بالتضامن بين كل المضطهدين ثانيا.
4 – أننا علي المستوي السياسي سنعمل علي دفع بلادنا تجاه جمهورية ديمقراطية مدنية حديثة.
5 – أننا نري أن ما يسمي تيار الإسلام السياسي تيارا رجعيا من مخلفات الماضي لذا فهو معادي للشعب و للتقدم
6 – أن الميل الطبيعي للتشكيلة الحاكمة هو القضاء علي الثورة و مكاسبها للعودة لنظام استبدادي و سوف نعارض دائما هذا التوجه.
7 – أننا نعارض بحسم كل تدخل إمبريالي في بلدنا سواء علنيا أو مستترا و نعتبر أن الإمبريالية شريك أساسي في محاولة القضاء علي الثورة سواء مع التشكيلة القائمة أو مع تيار الإسلام السياسي.
8 – أننا نرفض و سنعارض أستغلال التشوش السياسي القائم لتمرير مشاريع تستهدف نهب الثروات الطبيعية المملوكة للشعب و نهب مؤسساته و خاصة قناة السويس. كما نرفض توجهات صندوق النقد الدولي و سياسية النيوليبرالية.
9 – أننا ندرك أن إعادة توزيع الثروة لصالح الطبقات الشعبية لن تكون ممكنة دون مشروع تنموي جبار يعيد هيكلة الاقتصاد المصري لصالح القطاعات الإنتاجية في الزراعة و الصناعة.
10 – أننا ننحاز و سنشارك في ثورة ثقافية تنويرية للتخلص من عقود الجمود و السلبية و الرجعية الفكرية.
حسن خليل
نوفمبر 2013



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة أوسع كثيرا ..
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 2 - الجيش و الشعب و الإخوان ...
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 1 -
- تعليق علي بيان سيء السمعة
- سيناريوهات الثورة
- الحياة السياسية و حملة تمرد
- الثورة شبه المتماثلة
- عن ضرورة حزب التحالف
- عيد العمال .. عيد الثورة
- كيف نفهم الوضع الراهن؟
- العمال و النقابة و اليسار
- عودة حكم العسكر
- جبهة الإنقاذ ما لها و ما عليها
- هل يمكن تجاوز الرأسمالية؟
- ما بعد المرحلة الأولي من الاستفتاء علي الدستور الفاشي
- الثورة المصرية الثالثة : ما العمل؟
- عن الربيع العربي و الثورة الإيرانية
- ما العمل مع الدستور الفاشي؟
- سيناريوهات المستقبل بعد الدستور الفاشي
- الثورة المصرية ضد الإخوان


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - طريق الثورة للانتصار