أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالدة خليل - شهادة إبداعية ...زهير كاظم عبود مؤرخاً وباحثاً














المزيد.....

شهادة إبداعية ...زهير كاظم عبود مؤرخاً وباحثاً


خالدة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 00:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الكتابة عن الباحث الاستاذ زهير كاظم عبود تختلف في أهميتها عن الكتابة عن اي باحث اخر، كونه قاضيا، معززا بخلفية قانونية تعضد كتابته وفهمه لاهمية الاقليات التي صب اهتماما كبيرا بها لما تتعرض له من ضغوط تحولها الى مظالم كما هي الحال مع الديانة الايزيدية.

لم يكن بحث الاستاذ زهير حديثا، بل هو يمتد الى وقت كانت الانظمة السابقة فيه لا تعترف بالحقوق أو أنها تقصر كثيرا في إحقاقها، ولا غرو أن نقول إنها مدت سلطتها على هذه الاقلية حتى انها حاولت تغيير قوميتها الى قومية أخرى تمثل الغالبية في العراق لاسباب معروفة.

وفي الوقت الذي اصر فيه الاستاذ كاظم عبود على الاصول الكردية لهذه الديانة وتعدى ذلك لجعلها اصل الكرد، كما يعترف بذلك قسم من الكرد انفسهم، فإنه كان يراد من تغييب التاريخ الايزيدي في جزء منه تغييب التاريخ الكردي على مر العصور.

فاذا كان التاريخ منهاجا يقوم على تحليل الاحداث وتفسيرها على اسس علمية رصينة للوصول الى حقائق تساعد على فهم الماضي والحاضر والتنبؤ بالمستقبل ، فانها تحتاج بذلك الى ضمير حي ويقظ من اجل الموضوعية والابتعاد عن الذاتية اولا ومن ثم يحتاج الى ثقافة عالية ثانيا من اجل تتبع مجريات الاحداث من خلال حركة الزمن.

( التاريخ هو اخطر محصول انتجته كيمياء الفكر ) هكذا يصف بول فاليري التاريخ، من هنا فإن الخطورة تأتي من خلال الاعتماد على وثائق او حقائق تمثل انحيازا لمرحلة ما من مراحل التاريخ، فبعضها لا يعبر عن حقيقة ما جرى من احداث وانما كانت كتابات لمؤرخين سيطرت عليهم الايديولوجيات السياسية او الدينية السائدة في فترة كتابتها، لذا وجب لمن يشتغل بالبحث في التاريخ ان يعتمد السياق التاريخي في تأويل النصوص والتعامل مع الوثائق بحيادية تامة والبحث عن علاقة الوثيقة بصاحبها لتحقيق الموضوعية ومن ثم دراسة معطيات تلك الفترة كالايديولوجيات والسياسات التي كانت سائدة انذاك، ومن ثم الموقف السياسي لكاتب الوثيقة وعلاقته بعصره . لان الوثائق ليست تاريخا بل هي شواهد على التاريخ لذا فان امكانية تزوير الحقائق فيها وارد الى حد كبير تبعا للمصالح.

وما فعله الباحث الاستاذ زهير هو تتبع تاريخ هذه الديانة في ظل عدم وجود مدونات وكتب تنصف تاريخهم فكانت عملية البحث عملية شاقة ومضنية بما ان التراث الايزيدي في معظمه تراث شفاهي يعتمد على نصوص واقوال تداولتها الاجيال ، فكان من الطبيعي ان يتعرض الكثير منه الى النسيان والضياع.



ويرد الباحث سبب اهتمامه بهذه الديانة الى الافكار والحقائق المشوهه التي وصلته كما وصلت غيره عن هذه الديانة الا ان تعيينه قاضيا في مدينة الموصل وتحديدا عام 1991 ادى الى التعرف الى حقيقة هذه الديانة عن قرب فجعل هذا الانحراف عن الحقيقة هو من اولى مهماته في عملية التقصي والبحث عن الحقيقة ، فكان اولى كتبه لمحات عن الايزيدية في عام 1994 هو البذرة الاولى التي نبتت على اثرها كتبه الاخرى ومنها حقائق وخفايا وأساطير ثم ألحقه بكتاب عن الشيخ عدي بن مسافر مجدد الديانة الأيزيدية ثم كتابه الرابع طاؤوس ملك كبير الملائكة عند الأيزيدية ثم كتابه الخامس التنقيب في التاريخ الأيزيدي القديم ثم كتابه السادس الأيزيدية وصحف إبراهيم الأولى مساهما بذلك في كشف الحقيقة وتوثيق مفاصل حياتهم الاجتماعية وجزء من طقوسهم وحقيقة ديانتهم الإنسانية. واخيرا صدور كتابه التناص بين الديانة الايزيدية والزرادشتية .

لم يتم تغييب الايزيدية عن صفحات التاريخ باعتبارها ديانة قديمة تتمسك بها مجموعة بشرية ، بل تم تغييب الكرد بشكل عام عن حقائق كثيرة من التاريخ كما يقول الباحث في احدى مقالاته . ويستطرد ازاء التجاذب القومي أوالديني الذي يريد أن يضم الأيزيدية تحت معطفه ، أو بروز المصالح السياسية التي تتجاذب قضية الانتماء الأيزيدي وفق الظروف والمكان والزمان ، تبدو أهمية الأيزيدية واضحة في كل هذا بالرغم من كل التجاهل التاريخي أو التعتيم الذي مورس ضدهم في كتب التاريخ القديم والحديث.

بل ويدعو الباحث الى انصاف هذه الديانة من خلال البحث المستمر بحيادية ونزاهة للمساهمة والبحث عن الحلقات المفقودة من حياة هذه الشريحة العراقية ذات الديانة العريقة والتي تضرب بجذورها في قدم الحضارات في بلاد الرافدين التي عرفت التعدد والتنوع الاثني والعر قي على مدى التاريخ ، كذلك يدعو الى الانفتاح عليها كونها قبل كل شئ جزءا من المنظومة البشرية فضلا عن كونهم شعب كردستان الارض التي ناضلت وتناضل من اجل حقوقها المشروعة .


ان من يتتبع تاريخ الديانة هذه سيجد بصورة واضحة الظلم الذي وقع عليها من جانب المؤرخين والكتاب فقد ظهرت العديد من الكتب التي حرفت الحقيقة كأن كانت تنسبهم الى الخليفة الاموي يزيد بن معاوية او من يعيدهم الى المجوس وعبدة النار او من يذهب بعيدا ويغلو كثيرا حتى يعدهم من عبدة ابليس .

لم يكن البحث اذا وفق كل ذلك عملية سهلة بل انه كان يتطلب الصبر والعزيمة التي وجدناها متمثلة في شخص الاستاذ زهير كاظم عبود .

لا يسعني في هذا المقام إلا أن انحني اجلالا لجهود هذه الشخصية التي فتحت بابا ظل مقفلا طويلا بوجه الإنصاف.



#خالدة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشيد الوطني مرآة لتاريخ من معاناة أمة
- تقصّي المُكتَشَف في العادي
- كالموج يرفعني الكلام
- حزني يتأجج عليكِ
- مخاطبات البستاني تنقّح الخطيئة
- معلقة عند تخوم الحب
- عودة كاوة على إيقاع نوروز
- ثورات شعبية/ الكترونية
- زيف أحبار
- حان قطاف الخجل
- لنعيد النظر
- عطر- القارئ بين القراءة والمشاهدة البصرية
- متى يتوقف ختان المرأة في بلداننا ؟!
- لنبدأ من هنا .......
- ليكن دين الحب : شريعة بديلة
- قراءة النص دلاليا
- لِنحم ثقافتنا بالمصارحة النبيلة
- نسخة اخرى من المفتاح تنقذ الحضارة
- بين عالمية ياني ودلشاد محمد سعيد


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالدة خليل - شهادة إبداعية ...زهير كاظم عبود مؤرخاً وباحثاً