|
تظاهروا والدفع نقداً
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 17:48
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
من الملاحظ وخلال الشهور الأربعة الماضية وحتى اليوم أن التظاهرات لم تعد تظاهرات مليونية يقوم بمواجهتها القوات الأمنية والقوات المسلحة، لكن أصبحت تظاهرات يتجمع فيها العشرات أو المئات من الشباب والبلطجية الذين يسمون أنفسهم أنصار المعزول فى مواجهة الأهالى الساكنين فى المدن والأحياء التى تجرى فيها تلك التظاهرات، وأقول تجرى لأنها ليست مظاهرات سلمية منظمة تسير وترفع شعاراتها وتردد هتافاتها، وإنما هى تظاهرات تجمع العشرات من الشباب العاطلين عن العمل والبلطجية الذى من الواضح على وجوههم أنهم لا يدافعون عن قضية وطنية بل يرشقون ويقذفون الحجارة ويدمرون الأرصفة لينتزعوا منها كل ما يقدرون على أنتزاعه ليقذفوه فى وجه الأهالى أو الشرطة، وهذا يجيب على تساؤلات كثيرة حول هوية هؤلاء الشباب الذين أستجابوا لدعوة السماسرة والتجار الذين يبحثون عن عمال ومرتزقة بقولهم: تظاهروا والدفع نقداً.
من يقول أنه يتظاهر ويقوم بإشعال النار فى عربتى ترام ويقوم طلبة الإخوان بالمدينة الجامعية بالأزهر بحرق الأشجار وتكسير القاعات التعليمية، وتكرار نفس السيناريو فى بقية الجامعات المصرية فالمعنى المنطقى المقصود هو إحداث حالة من الفوضى الغرض منها إبراز صورة النظام السياسى بالضعف وعدم قدرته على التحكم فى زمام الأمور، ليبدأ الشعب فى التذمر من غياب الأمن والسلام المجتمعى والذى كانوا ينتظرونه بعد ثورة 30 يونيو، ويتحولوا إلى معسكر الإخوان ويتظاهروا معهم ضد فشل الحكومة فى القضاء على المشاكل الأمنية والأقتصادية، وهذا هو تفكير الأنظمة وأجهزة المخابرات والجماعات التى تقف خلف التنظيم الإخوانى غير القانونى والذين يقومون بتمويله مالياً وسياسياً وأستراتيجياً، وخير مثال فج على ذلك هو أردوغان العثمانى الذى تأخرت الحكومة المصرية فى طرد سفيره من مصر.
لقد أصبحت تظاهرات تنظيم إخوان مرسى أختيارهم الخطير فى المواجهة والأصطدام بالإرادة الشعبية للدولة والمجتمع، لأن أى تنظيم يهدد ويتوعد كل من يعارضه ويحاول إسقاط مرسى خيال المآتة بالعنف والدم، وبعد أن سقط التنظيم وفشل فى قيادة مصر لعدم كفاءته أعلن أنه سيقود المليونيات لإجبار النظام السياسى المؤقت والقوات المسلحة على التراجع وإعادة مرسى إلى كرسيه، وبمرور الأيام أكتشف الشعب أن الإسلاميون لا يملكون القبول الشعبى حتى أنهم أضطروا إلى تأجير الشباب بالأموال للتظاهر لصالحهم، وأعتقدوا مرة أخرى لضيق أفقهم أن الأموال التى تسقط عليهم من سماء تركيا وقطر وغيرها من الأنظمة وأجهزة الأستخبارات الكارهة لأستقرار مصر، تستطيع تنظيم مليونيات لنشر الفوضى وجذب مؤيدين لأفكارهم التكفيرية المناهضة للحداثة والتقدم، لكنهم فشلوا وأيقن المجتمع العالمى أن الشعب المصرى أسترد ثورته من المغتصبين لها.
نعم لقد كان تصريح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الأخير بأن الأخوان سرقوا ثورة 25 يناير صفعة عالمية لهم، وجاء هذا التصريح بعد أربعة شهور من قيام ثورة 30 يونيو التى رفضت الإدارة الأمريكية الأعتراف بها أو إدانتها وإصرارهم على الأستمرار فى مساندة الإخوان، لقد بدأ النظام العالمى يكشف أوراق التوت التى تتساقط يوماً بعد يوم عن سلوكيات وأفكار وشرائع القتل وإزهاق الأرواح لجماعة الإخوان المحظورة، الجماعة التى أعلنت الحرب على الدولة والشعب فى وقت واحد حتى تستعيد الخلافة الإخوانية التى أجهضتها ملايين المصريين فى ثورة عالمية تعطى الدرس لمن يريد أن يتعلم ثورة العقل على الممارسات القبائلية الصحراوية التى لا مكان لها فى مجتمع الحضارة المصرية، إن عبثية العنف والفوضى والقتل الإخوانى لن يسترجع الماضى الذى فشل فى توحيد شعب مصر.
من الواضح أنها أحقاد دفينة فى نفوس من يدفعون بهؤلاء المأجورين من الشباب للأنتقام من هذا الوطن الذى رفضهم ورفض ما يخفون تحت مظاهر التدين من شراهة وطمع ونفاق وكذب والتلاعب والمتاجرة بكل ما هو دينى لتحقيق أطماعهم فى أمتلاك الدولة المصرية كبرى الدول العربية، إن قيام تنظيم الإخوان بتحويل الخلاف السياسى إلى خلاف وصراع دينى هو تحريض علنى على العنف وإراقة الدماء أعلنت عنه قيادات الإخوان أكثر من مرة، وهى جريمة كبرى فى حد ذاتها تستهدف المجتمع المصرى بأكمله.
هل لنا أن نسأل: الجنود ورجال الشرطة الذين يتم إغتيالهم، بأى ذنب تم قتلهم؟ أليسوا موظفين فى مؤسسات الدولة ينتظرون الراتب الشهرى لإعالة أسرهم، ما ذنب زوجاتهم وأولادهم فى هذا الصراع الإرهابى؟ لماذا تواجهون الأبرياء ولا تواجهون مباشرة الملايين الذين خرجوا ورفضوا وجودكم وحكمكم وطالبوا برحيلكم؟؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أستشهاد القرارات الحاسمة
-
الإعلام فى قفص الأتهام
-
الإسلام السياسى والتكفير
-
إسلام المؤمن على المحك
-
مصالح أمريكا الإرهابية
-
فصائل الخطوط الحمراء
-
تفجير مصر وضرب سوريا
-
فلسفة ديموقراطية الإرهاب
-
معقل الجماعات الإسلامية
-
الببلاوى والتصدى للجزيرة
-
السيسى القائد الوطنى لشعب مصر
-
نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض
-
حكمة الفوضى والتفويض
-
ميدان التحرير والعبور الثورى
-
أوباما رجل الجهاد والإرهاب
-
ثقافة طيور الظلام
-
إنقلاب الإرادة الشعبية
-
ديموقراطية الإرهاب الإخوانى
-
شكراً شباب التمرد
-
ديموقراطية الشباب الحضارى
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|