|
علماني يُؤمن بالخزعبلات ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 16:25
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
أجد نفسي أحيانا مدافعا "شرسا " عن مُعتقدات وسلوكيات حاربت ضدها طيلة عمري ، بل وكتبت ، حاضرت ، علمت وأرشدت ايضا زملائي الذين عملوا معي وتحت ادارتي ، وطلبت منهم محاربتها في نفوسهم أولا والقيام بعمل تنويري في مجتمعهم القريب . ومن ضمن المُعتقدات التي "حاربتها " سابقا وأجدني متقبلا لها في الحاضر ، هي قدرة البعض على تسخير الجان للإضرار بفلان أو أن تركب العفاريت علانا . وكمن عمل في مجال تأهيل المصابين بأمراض نفسية ، وتنتشر في أوساط عائلاتهم مثل هذه المعتقدات ، فقد رأيت من واجبي دائما ، أن أحث الاهل على ، استشارة أهل العلم وخصوصا الأطباء النفسيين لمعالجة أعزاءهم ، ولطالما القيت محاضرات تنويرية علمية حول الأمراض النفسية ، طرق علاجها وانجع الوسائل لتأهيل المُصابين بها . لكنني ، ولأول مرة ، أجد نفسي مُتماهيا مع سلوك "خزعبلاتي " لأحدى العائلات ، والذي حدثني عنه ابني . والقصة تدور حول اكتشاف أحد الأزواج بأن زوجته أم اولاده ، تخونه مع قريب لهما . وساعة اكتشافه ألصادم ، يحمل سلاحا ناريا ويتوجه الى بيت " الخائن " لينتقم منه لشرفه ألمثلوم !! ولحُسن حظهما ، فقد فر القريب الى مكان مجهول ، وهكذا نجا "بجلده " ، ونجا الزوج من سجن مؤبد . رغم المه الشديد ، فقد أوصل الزوج زوجته الى بيت أهلها ، ولم يمسس شعرة من شعراتها ، فهي في النهاية أُم اولاده ، وعلى هذا السلوك يستحق الثناء . بعد أن هدأت النفوس ،تجري مُحاولات للملمة الطابق ، وعودة الزوجة الى بيت الزوجية لتُربي اولادها وتعيش في كنفهم بدل أن يتم وصمها بوصمة عار ليس لها منها فكاك . توصل الوسطاء الى حل يعتمد على الموروث الثقافي ، والذي بموجبه تم اعتبار سلوك الزوجة ، كسلوك قسري ، بفعل "عفريت " سلطه عليها "الأعداء " (طبعا غير المعروفين ) لتحطيم زواجها وابعادها عن اولادها ولربما يتسبب بقتلها ، وهكذا تم التوجه الى "شيخ " ليفك السحر ويحرر الزوجة من "اسارها " .. وهكذا كان .. دافعت عن هذا الحل ، رغم أنني لم ولن أُؤمن بهذه الترهات والخزعبلات !! لكن ، هل كان البديل الذي يضمن (وبشكل مؤكد ) القتل والطلاق وتشريد الاولاد أفضل من هذه الخزعبلات ؟؟ اليس الحفاظ على الارواح ، وسمعة العائلة والاولاد ، خير من البدائل والتي هي من الموروث الثقافي ايضا ؟؟ ولطالما ، أبديت اعجابي سابقا ، رغم علمي بأنني سأتعرض لانتقاد لاذع ، وسأُبديه هنا ، فأنا مُعجب بوصية النبي محمد لمن يعود الى بيته ليلا بعد غياب طويل ، يوصيه النبي أن يتريث حتى ساعات الصباح لئلا تكون زوجته في وضع مُحرج !! أعلم بأن مجموعة كبيرة من الكُتاب والقراء يعتبرون هذه "الوصية " كنوع من اباحة الخيانة الزوجية . لكن "بحياتكم " أجيبوني بصدق ، ألا تعتبر هذه النصيحة ، المرأة انسانا له غرائز ورغبات ..؟؟ الا تعتبر هذه النصيحة ، المرأة انسانا ، يحق لها أن تقوم بمغامرة عاطفية ؟؟ ألا تعتبر هذه النصيحة ، المرأة بأنها أنسان ، ليس من المفروض أن تصبر الى ما لا نهاية على غياب زوجها ؟؟ أو أن عليها الصبر على الحرمان الجنسي لفترة طويلة دون مراعاة لمشاعرها ورغباتها ؟؟ ثم أليس من الأفضل للرجل العائد بعد غيبة طويلة ، أن يطرق باب زوجته وهو مُطمئن بأن لا أحد ينام في حضنها ؟؟ بدل أن يأتيها ليلا ، مُخاطرا بأن يُمسك بها مُتلبسة بالجرم المشهود ، فيقتل أو يُقتل ؟؟!! ولعلني أجد نفسي مدافعا عن أصعب تناقض مع العلم ، وأخالني كمن يضع عقله وعلمه في الفريزر ، حينما لا أعترض بشدة ، وهو الامر الطبيعي ، كما يعترض كل من تعلم قليلا ، أعترض على الحُكم الشرعي والذي يضع حدا أعلى للحمل وهو 4 سنوات ..!! حقا ..أنه حُكم مناف للعقل والعلم ، لكن ألم تسألوا أنفسكم ، لماذا لجأ من لجأ الى هذا الحُكم ؟؟ ألم يكن الهدف هو الستر على امرأة أرملة أو طالق ، وضعت "حملها " بعد وفاة زوجها أو بعد طلاقها بسنين ؟؟ لو لم يكن هذا المخرج ، ماذا كان سيكون مصير هذه المرأة ومثيلاتها ؟؟ ألن يتحمس الكثيرون لتنفيذ حد الشرع عليها ؟؟ ومن ثم قتلها ووليدها أو جنينها ؟؟ أو بالمُقابل ألن يتحمس اقرباؤها لغسل "العار" والدفاع عن "الشرف "؟؟ رأيي والى أن تملك المرأة جسدها وتفعل به ما تشاء وقتما تشاء ، والى أن تُصبح ظاهرة الأم "الوحيدة " ظاهرة مقبولة اجتماعيا ، فلا أعترض على اعتبار الحد الأقصى للحمل عشر سنوات ، أذا كان فيه انقاذ للأرواح ؟؟ هذه الأحكام ملائمة للعقليات وللثقافة السائدة ، وحين تتغير العقلية ، يُمكن أن يكون العلم هو الفيصل والحكم !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار وأمراض الشيخوخة ...
-
من هو الوالد السعيد ؟؟رامان أم خليل .؟!
-
شو قصة الخيانة هاي ؟ تعليق على مقال الزميلة سناء بدري ..
-
أرض الأحلام ...
-
رأي في الحب ..
-
بوستات عضو -الهيئة -...
-
الجنس :ميكانيكي (غريزي ) أم شُعوري ؟؟!!
-
ليالي الكريستال الاوكرانية..
-
طوفان الزبالة
-
ليلة الكريستال وقوانين نيرنبيرغ
-
The ntouchables وصلاة الاستخارة..!!
-
المُشترك بين دعاة الاعجاز والنافين له ..تعليق على مقال الاست
...
-
رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني
-
سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!
-
الحصار - قصيرة قصيرة
-
دمعة حرى وابتسامة متشفية ..!!
-
حيطان ، أذان وانا غضبان ..!!
-
وداعا جميلة
-
جزيء بوغز والديالكتيك ...!!
-
شمعة لا تنطفئ ..!!!
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|