أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - أين الخطأ: في الإسلام أم في المسلمين؟















المزيد.....

أين الخطأ: في الإسلام أم في المسلمين؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 15:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حواراتي المتعددة مع مسلمين وغير مسلمين يقول لي بعضهم بأن الديانات السماوية كلها جاءت لصالح البشرية وأن الأنبياء جاؤوا لهدايتها. وإن كان هناك خطأ، فليس في الديانات أو في الأنبياء ولكن في اتباع الديانات واتباع الأنبياء وفي التطبيق.

وقد كتب لي صديق مسلم عزيز، ولا داع لذكر اسمه:
"اعرف فيك الاخلاص والنزاهة واعلم بان المسلمين قد اساءوا كثيرا للإسلام وجعلوه مبغوضا حتى بين اهله. فما بالك بمسيحي يشاهد الاضطهاد ويعانيه. لا الومك سيدي ان شتمت الاسلام والمسلمين وان كنت اتمنى ان تدعموا المسالمين منهم. فالنصوص خاصة القرآن يمكن أن تقرأ قراءة ليبرالية علمانية واضحة تدعم الحريات. اما قراءتها قراءة سلفية فهذا لسوء طويلة السلفيين الذين سيطروا على العقل العربي الاسلامي. حتى لو لم تكن تؤمن بالقرآن وتصدقه لكن يمكن اخراج خطاب منه اخلاقي علماني يدعو لحرية العقيدة. وبهذا تساعد من يؤمن به أن يكون مسالما وليبرالي التوجه. وبهذا يتخلص المسيحيون من كابوس السلفية".

وكتبت لي صديقة مسلمة عزيزة، ولا داع لذكر اسمها:
"بلاش تستفز الناس وأنت بتقول كلام في مصلحتهم بانك تشتم لما في مقدساتهم. ممكن تعارضها من غير حاجات زي "إبراهيم المخبول" أو "القرآن من تأليف حاخام مسطول". ممكن توضح اللامعقول في سلوك ابراهيم وترجعه لأصله في أساطير ومعتقدات وعادات زمانه من غير ما تشتمه، وممكن توضح المصادر الإسرائيلية للقرآن من غير كلمة تأليف حاخام مسطول. مش عارفة حايعجبك رأيي ولا لأ، بس بصفتي باحثة في العلوم الاجتماعية باقول إن الطريقة دي اجدى في تغيير المجتمعات. ابدأ مع الناس بلغتهم وخذهم إلى أرض فكرك بدون استفزاز لا داعي ولا وظيفة له".

*********

لنترك الديانات السماوية على حدة ولننتقل للنظم البشرية: لنفرض إني قلت (وهناك فعلا من يقول ذلك):
- بأن الخطأ ليس في الشيوعية أو الاشتراكية بل في اتباعها وتطبيقها.
- وأن الخطأ ليس في النازية، ولكن في اتباعها وتطبيقها.
- وأن الخطأ ليس في الفاشية ولكن في اتباعها وتطبيقها.

بطبيعة الحال سوف يرفض المسلمون وغيرهم مثل هذه المقارنة. ولسان حالهم يقول: كيف تضع الشيوعية والإشتراكية والنازية والفاشية على قدم المساواة مع اليهودية والمسيحية والإسلام وتقارن بينها؟ هل انت تقارن بين ما هو سماوي من جهة وبين ما هو بشري من جهة أخرى؟ هل انت تقارن بين الأنبياء من جهة وبين ماركس وهتلر وموسوليني من جهة أخرى؟

*********

لنترك الانفعالات على حدة ولنتكلم بمنطق. فالنقاش في غياب المنطق لن يؤدي إلا إلى نتائج غير منطقية:

1) ليس هناك ما يسمى ديانات سماوية نازلة من السماء، وليس هناك انبياء مرسلين. فكل نظام اجتماعي إن كان منسوبا للسماء (زورا وبهتانا) أو لبشر، هو أولا وآخرا نظام من صنع البشر. والأنبياء مثلهم مثل ماركس وهتلر وموسوليني هم بشر. وكل ما هو بشري يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ. والقول بغير ذلك هو قمة الغباء، وكفيل بأن يقفل باب الحوار من بدايته. وإن أنت لا تقبل بهذه المقدمة، فأرجوك أن لا تقرأ الباقي.

2) لا احد ينكر أن في اليهودية والمسيحية والإسلام هناك امور إيجابية، وأن الأنبياء جاءوا بأشياء ايجابية يمكن استغلالها لخير البشرية. ولكن في نفس الوقت لا يمكن بأي حال من الأحوال القول بأن كل ما في اليهودية والمسيحية واليهودية وكتبها المقدسة (المكدسة) وكل ما قاله ممثلوها من الأنبياء هو معصوم عن الخطأ ويصلح لكل مكان وزمان. وإن اكتفينا بالنبي ابراهيم كشخصية رئيسية في اليهودية والمسيحية والإسلام، فإن فيما ينسب اليه هناك ما هو رائع كما ان هناك ما هو في قمة الغباء. واكتفي بمثال تضحية ابنه والذي ينبع عنه تضحية ملايين الخراف كل سنة من قبل مسلمين أغبياء، وختان نفسه في عمر 99 سنة وفقا للتوراة والذي ينبع عنه ختان ملايين الأطفال الأبرياء سنويا في عائلات يهودية ومسيحية ومسلمة غبية. ولو اننا طبقنا كل ما جاء في التوراة، التي هي الكتاب المقدس لدى اليهود والمسيحية والإسلام وكل ما جاء في القرآن وعلى لسان محمد، فإننا سوف نجد انفسنا امام مجتمع غاية في الهمجية ومتصادم مع حقوق الإنسان كما نعرفها اليوم.

3) من المؤكد بأن هناك يهود ومسيحيين ومسلمين في غاية الإنسانية والرقة والأخلاق. ولكن هناك ايضا يهود ومسيحيون ومسلمون في غاية الهمجية. وكل واحد منهم يلجأ لتبرير تصرفاته، إن كانت حميدة أو همجية، إلى نصوص مأخوذة من ديانته وكتبه المقدسة وأنبيائه. والتحول من الأخلاق الحميدة إلى الهمجية يتم في أسرع من لمح البصر. وأكتفي هنا بذكر ما كتبته جبهة النصرة بخط عريض على حائط: "من بدل دينه فاقتلوه، الله أكبر، حكم المرتد، جبهة النصرة" (انظر الصورة هنا http://www.blog.sami-aldeeb.com/?p=41295). وقد تحتجوا علي بأن جبهة النصرة تنتمي إلى حركة القاعدة الإرهابية في سوريا. وهذا الاحتجاج مرفوض لأننا نجد نفس هذا الحكم في القانون الجزائي الذي تبناه مجلس وزراء العدل العرب بالإجماع (المادة 163). واضيف بأن هذا القانون يسن على قطع يد السارق (المادة 153) ورجم الزاني (المادة 141). أنظر هذا القانون هنا http://carjj.org/node/237. فكل من جبهة النصرة الإرهابية ومجلس وزراء العدل العرب استقوا كلامهم من النبي محمد واعتمدوا على القرآن. يمكننا اذن ان نضع وزراء العدل العرب وجبهة النصرة في هذا الخصوص في نفس سلة المهملات.

4) استنتج مما سبق بأن القول بأن الديانات السماوية كلها جاءت لصالح البشرية وأن الأنبياء جاؤوا لهدايتها، وأن الخطأ ليس فيهم بل في أتباعهم وفي التطبيق، هو بحد ذاته كلام غبي. فنحن نجد في هذه الديانات وعند هؤلاء الأنبياء الغث والسمين، وما هو حميد وما هو همجي.

*********

ما سبق يتعلق بالمضمون. دعونا الآن ننتقل إلى الشكل. قبل بث بعض الأفلام يتم التنبيه بأن هذا الفلم للبالغين فقط لأنه يتضمن فقرات جنسية أو عنيفة يجب ابعاد الأطفال عنها. ولا اظن ان احدا يطلب من مخرجي الأفلام أن يعملوا كل افلامهم على مستوى الأطفال. لقد القيت مؤخرا درسا من اربع ساعات في جامعة لوزان امام جامعيين يهود ومسيحيين ومسلمين بالغين من جنسيات مختلفة. وقد رأيت أن من واجبي تنبيههم بأن عليهم أن يتركوا حساسياتهم الدينية خارج القاعة، ومن لا يستطيع ذلك عليه أن يترك القاعة مع حساسياته.

بطبيعة الحال إذا كان الخطاب موجه للعامة أو قد يسمعه العامة، فإنه لا بد ان يكون مراعيا لمستوى العامة. فلا يمكنك ان تقول امامهم ما قد تقوله أمام المتخصصين أو المثقفين. ولكن أرى انه من الخطأ تبني نفس الخطاب في كل الأحوال، فتجعله كالماء دون طعم ولا رائحة ولا لون، لأن هذا استهتار بعقول الناس. والمشكلة تكمن في تحديد من يقرأ أو يستمع، وإلى أي مدى يتحمل المخاطب الكلام الصريح، وإلى أي مدى يجب مراعاة شعوره. ومن المعروف أن المتدينين بصورة عامة ضيقو الصدر ولا يتحملون أي نقد لديانتهم، أو كما يقال: "لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب"، وارضاء جميع الناس، خاصة المتدينين منهم، غاية لا تدرك مهما اخذت من احتياط في خطابك. حتى وإن مشيت على أربعة فلن تعجبهم.

انا اوجه ما اكتب في الحوار المتمدن وفي كتابي حول القرآن أو كتاب الختان للبالغين، واعتبر أن من واجبي الصراحة معهم حتى وإن اختلفت معهم. وفي كثير من الأوقات للكلمات الشديدة أثر اكبر من الكلمات الملسة. فأنت لا تستطيع تعليق معطف على حيط أملس، فلا بد من مسمار لتعليقه عليه. ونفس الأمر ينطبق على الأفكار. فالخطاب الأملس قليل ما يحفظه المستمع، فلا بد من ان يكون هناك بعض العبارات التي تشد انتباه القارئ والتي يصعب نسيانها. ومن تلك العبارات التي ألجأ إليها عبارة ابراهيم رجل مخبول، والقرآن كشكول من تأليف حاخام مسطول (شارب سطل خمر). وأنا في قولي هذا لا أجافي الحقيقة. فأنا مقتنع كل الاقتناع بأن ابراهيم كما تصفه لنا التوراة أو يصفه القرآن كان رجلا مخبولا في بعض تصرفاته، وأن القرآن نص مخربط خربطة لا مثيل لها تدل مصادره على أنه من تأليف حاخام مسطول.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل أو يريد التبرع، يمكنه الاتصال بي على عنواني التالي:
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف محمد الأخير
- قاعات مشتركة للعبادة وحل مشكلة المسجد الأقصى
- حوار حول طبعتي للقرآن
- القرآن بين الفهم والبصم
- قرآن سعودي للببغاوات
- القرآن: طبعة علمية منقحة
- نكتة مؤلف القرآن رقم 3
- نكتة مؤلف القرآن رقم 2
- نكتة مؤلف القرآن
- آيات القرآن المحرفة وفقا للشيعة
- القرآن كتاب محرف
- عقوبة تحريف القرآن عند وزراء العدل العرب
- اعادة طبع القرآن
- الشيعة يهملون القرآن
- طلب رسمي لله: اريد أن اصير حمارا
- قد كانت لكم اسوة حسنة في الحمار
- جريمة الختان 157: عندما يحكمنا اغبياء مجرمون
- جريمة الختان 155: مقابلة مع حاخام بلجيكا وسامي الذيب
- جريمة الختان 154: التم الهمج على بعض
- الجامعة العربية تريد محاكم تفتيش


المزيد.....




- إسرائيل.. أوامر فورية للجيش بتجنيد 3 آلاف شخص من يهود -الحري ...
- كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - أين الخطأ: في الإسلام أم في المسلمين؟