|
مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-3
منصور الريكان
الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 16:45
المحور:
الادب والفن
هكذا رقص الغجر
مسرحية شعرية
الفصل الثالث
المشهد الأول :
( بيت الشيخ خيمتان ، خيمة للبيت فيها امرأتان امرأة بنت الشيخ ممددة وامرأة هي زوجة الشيخ ، وخيمة للمضيف يجلس فيها الشيخ وبعض الرجال، الإنارة باتجاه خيمة الشيخ ) الشيخ : مرَّ شهران على تلك الفجيعةْ وحبيبتي روحي ابنتي كانت وديعةْ مصابة بالضيمْ ونحن قد جلبنا من مدينة الأشباح صورة الحكيمْ من يا ترى ينقذها ؟ ونحن نربض أعمق الصحراءْ مشارف الخيام لم تساءْ أعمالنا توقفت ننتظر الصدقاتْ تجارة لا مربحةْ خارتْ على من باع أو من إشترى ( يصمت الشيخ قليلا ويشرب قليلا من الماء وبعدها يتابع بالكلامْ ) فلتذهبوا للمدن الأخرى إعملوا عتالينْ بيعوا سراويل وما بداخل أحلامكمْ بيعوا من الأفيون ما شئتمْ ودوخوا الساسة من خموركمْ أنصحكم أن تقلعوا خصيانكمْ إستجدوا من أفواه لم تمتْ البسوا ما بدا لكم من أقنعةْ عيشوا على الأرض لجلب الرزقْ وانتبهوا لبعضكمْ وذاك الأبكمْ (مشيرا بيده باتجاه رجل لا يتكلم) سيكون أول واحد متسولْ إشتغلوا .......... حاولوا أن تعلموا مكان الخيم لزبائن نعرفهمْ أواه نحن هاهنا بحاجة للخمر والطبول والدفوفْ بحاجة البنادق تحمينا من صراع هذا الخوفْ ( يتوقف قليلا وينظر إلى رجاله ثم يستمر بكلام طبيعي ) كان الأجرب أبو الأنذالْ القاتل والقوّالْ حامينا ............. مص جميع عذارانا تركنا بومضة عينْ وصرنا في لحظة مرة بين احتلالينْ يا أخوتي وكل من في حالتيْ إجلبوا أمريكيينْ .......... بولونيينْ إجلبوا هندوسا بلا أرقام بوذيينْ إجلبوا بعض عمائمَ تمائمَ ........ إجلبوا أنفار من الساسة مرموقينْ وأنت يا إبني يا جساسْ (باتجاه شخص جالس على يمين الشيخ وهو الأبن الأكبر) حاول أن تجمع كل الناسْ أصحاب كل الجاه والأحساسْ أوصيهم بوصيتي هذهْ وليسمع الآتينْ جساس: أعرف ذلك أبتيْ ستنام مقرور العينْ أطلب منك ان ترخصني بجلب طبيب من أطراف المدن التعبى فلعل عليه شفاء الأختْ وهو البختْ .... الشيخ : اذهب ابني (يخرج جساس يظهر صوت خارجي، الرجال ينصتون بتعب والأبكم بحركة هستيرية يقهقه) صوت خارجي: ماذا تفعل يا شيخ قبيلة أمواتْ فوصيتك هذه ملعونةْ أو مسكونةْ وعليها زناة وقساةْ فيها صورة منبوذينْ ضد الشعبْ فقبيلتك ليس زمانْ ضيعت الحدوة بدون حصان أنت تريد تعيش النزوةْ وحب الشهوةْ لا تتعب ابنتك تلعب فيكْ وانت تماطلْ حاولْ ... حاولْ أن لا تتخاذلْ يا متكاسلْ الرجل 1: ما هذا الصوتْ أهو الموتْ ؟ نريد القوتْ من ينقذنا نحن نعيش بزرائبنا ونحن حفاة متعوسينْ هوس جاءْ غير تاريخ قبيلتنا من يعرفنا ؟ نحن نموتْ رجل 2 : لا تتعجب سنطوف على المدن الأخرى كلٌّ منا... لجلب زبائنْ اطلوا الزوجات صباياكم بالحناءْ اجلبوا داءْ ولنعمل بوصية شيخ قاد قبيلةْ من أيام المقتدر والسلطانْ وباع الشرف للعربانْ الشيخ : نحن عراةْ نحن حفاةْ والكل في زمني همْ فلنروضهمْ أو نرضيهمْ (يدور بوجهه إلى جهة اليسار إلى ابنه دساس وهو أصغر من جساس ) وأنت يا دساس ماذا تقول؟ دساس : ولك القولُ ولك الفعلُ ولنا العملُ فلأذهب للناس جميعا وأقول بالحرف الواحد كل منا يأخذ رزقهْ بالقتل والتدمير أو بالرقهْ نحن أُهنّا نحن قُتلنا أصوات ملائكة الله لا تجدينا لا تستمعوا ما قال الصوتْ فهو الموتْ وعلينا البحث عن الدودةْ المشدودةْ رجل 3 : دساس الصوت له الفعلْ نعمل بكلام الشيخ المعقولْ وله العقلْ ألا فانتبهوا هذا الصوت غريب عنا نسمعه لا يدخل كل الأبوابْ إلا من فينا من تابْ رجل 4 : ساترك مهنتي الأولى أعمل شرطيا أو بوابْ وأعيش بالشرف الآنْ لا أرغب منكم إحسانْ ( ينهض رجل 4 ويخرج من مضيف الشيخ ولكن أحد الجالسين حاول أن ينهض لكن الشيخ لم يسمح له ويسمعه ) الشيخ : لا تتهورْ يا أبا زعترْ دعه ليرى عملهْ وهذا أملهْ فهو وحيد قبيلتنا لم يزنيْ والصوت قد جاء اليهْ وإنني بتيهْ هل تعرفون كان من فضيلة القبيلة أبوهْ لم يترك الأبناء والأحفادْ هل تعلم زعترْ كنت صغيرا تلعب وكان هذا الرجل يحمل في كفيه دفترْ ( الرجل المقصود الرجل 4 ) زعتر : الصوت جاء فجأة وغير الإحساسْ ونحن في أحوالنا لا بأسْ وكنا من زمانْ لم نحفظ المكانْ رحالة ونروي اللذة للغبرْ ونلبس الحريرْ وليلنا من ضوءه يطيرْ قلائد الصغار من ذهبْ نسائنا من أجمل النساءْ رجالنا يعيشون في الإغفاءْ وأنت يا مطربنا أرجوك أن تسكرْ ( موجها كلامه إلى احد الأشخاص الجالسين في المضيفْ وهو عنبر ) الشيخ : يا خالنا عنبرْ إطربنا ....... فالناي والعود هنا وهذه الربابةْ إعطيها له وقبل أن يفتقد صوابهْ سنجلب زمرد لترقص وننسى جوع الأهلْ هل عندنا حلْ ؟؟ أحتاج خمراً عرقاً ولبناً أذوقه ورائباً أحتاج طبلاً ناقراً يذهب لليافوخْ لنجمع العصفور والناقة والمسلوخْ يا عنبر غني لنا غناءك يوقظنا ( بداخل المضيف تبدأ حركات الرجال أحدهم يجلب ثلاث قناني من الخمرة وأحدهم يمسك عودا والآخر ناي والثالث معه طبلة ويبدأ المغني عنبر بالتهيأ للغناء وتدخل شابة جميلة جدا وهي زمرد لكي ترقص ويبدأون كل له دوره ) المغني عنبر : ( بصوت رخيم رغم كبر سنه ) يا حالنا لا قهقهات عواد نما بحضرة السلطانْ لا عز في ديارنا ننام كالجرذانْ لا عزف لا ربابة تصدح في البيوتْ ونحن مشدوهون مثل الدودْ غرباء في بلدتنا ونحن قد نموتْ آهاتنا الوطنْ حيرنا الزمنْ ( يبدأ الشيخ بنشيج عالي ويبكي وبعض الرجال يبكون وتتوقف الراقصة زمرد عن الرقص والمطرب يتوقف قليلا ثم يعاود الغناء وتتم الراقصة زمرد رقصتها) من يحمل الدفوف والطبول والأبواقْ العراق يا بلادنا العراقْ في الوطن من يحمل الأشواقْ نحن نُبذنا ها هنا حبيبتي فإبلنا تسكعت بداخل الأسواقْ لا طل عند ناقتيْ قد بال في زريبتيْ البعير والحمار والسمسارْ وحضرة الوزيرْ الباعنا للغيرْ وكلنا بحضرة الشيوخ كالسمّارْ لنشرب بحضرة الأخيارْ ( يبدأون بالشرب وكذلك عنبر يأخذ كأسا وأحدهم يعطي للراقصة زمرد كأسا ويعاود الغناء ولكن بصوت يطرب وآخر ) دقوا الدفوف الآنْ والكل ثمل الآنْ لترقص الغجرية المتعبة الزاهية الذهبيهْ ألم تروها ترقص كالأمواج في سلاسة وعنقها ياقوتة مخفيهْ عانت من الاظلافْ وهذه الأعرافْ لكل منا جاهه المشكورْ أجلبوا من خيامكم بخورْ وامسكوا القدورْ لترتووا من سحنة الوجيه ابن الشيخْ وصحبتة تنابزوا وصاروا كالخلانْ أين ملوك الجانْ ؟؟ يا حسرتي ما بالنا يا حالنا ....... نحن الغجر ......... لسنا بشرْ يا صوتنا يا موتنا (الشيخ بدا بالبكاء بعد أن شرب كاسين وبعض الرجال يتحركون باتجاهه للمواساة ) أحوالنا تبدلت ونام في قلوبنا المسمارْ من قتل المسيح يا شيوخنا قالوا الغجرْ ونحن من حجرْ واللعنة أتتْ ... وصوتنا سكتْ من يحمل التاريخْ ؟؟ بناتنا عانن من التفريخْ سنهربُ ...... ونشربُ نثور في الشوارع وندورْ الليالي كالناعورْ يا شيخنا المبجل الجليلْ بكائك أرقني تحتاج للتقبيلْ (يتحرك باتجاه الشيخ ويقبل يده ويسكت عن الغناء والعازفون والراقصة زمرد تخرج من الضيف ) الشيخ : أريد من شبابكم في الليلْ يحمون هذا الويلْ فهل لديكم أسلحةْ والغازي لم نسامحهْ كونوا على الأطرافْ كعصبة الأظلافْ رجل 1: لا نملك السلاحْ لا نملك القوت نسد الرمق لعائلات أصابهن كساحْ رجل 2: كل يدبر حاله ويحمي الأرواحْ مصيرنا مصيركم والنجمة تبكي من الأتراحْ رجل 3: لا تنبذوا المهرجون العورْ والأبكم المقهورْ وصاحب الوصية الطرطورْ وشيخنا مأمورْ إن جاءنا الزبائن ستحلو أيام السهرْ ونغتنيْ ونعتنيْ بأحلى ما يجودْ صاحبنا المهدودْ ويظهر مقهقهاً على الخيام السودْ بضوءه القمر رجل 1 : ما هذه العبر ؟ نحن هنا قبيلة معزولة لا ماء لا أضواءْ نساءنا من ضجر يلطمن بالاثداءْ هل هذه عيشتنا ؟ نحن مصير غمة تزولْ أريد أن أبولْ (يخرج الرجل 1 خارج المضيف ) يدخل جساس وشخص يحمل حقيبة وهو الطبيب ويسلمون على الشيخ والرجال الآخرين ) الشيخ: يا حضرة الطبيبْ مذ غزونا أبنتي العزيزة الجميلة المزدانة الحبيبةْ تعاني من أورام في معدتها ركلها القساةْ وهجرونا عنوة وهذه ماساةْ يا حضرة الطبيبْ أريد أن تشفي لنا ابنتنا نعطيك ما تريدْ هل نشرب الخمورْ؟ هل تبغي منا امراة لمحتها تخورْ نحن هنا نعيش في القبورْ الطبيب: ( يشرب كأسا على عجل ) شكرا انا ألتذ بالقليلْ احتاج أن أعاشر امرأةْ مكتنزة مكورةْ ردفاها بارزتانْ ناهدة شيقة الجمالْ لا أبتغي النقودْ (يشير إلى احد الرجال الجالسين) الشيخ: أعطيه يا سدخان إبنتكْ سدخان: سأفعل وأجلب الإبنة للطبيبْ إن كان في دواءه مصيبْ وإن فشلْ فاللعنة عليه قد تحلْ (يخرج سدخان من المضيف) الشيخ: (يقهقه ويقطب حاجبيه ويتكلم) إن لم يجلب إبنته فلدينا عرائسْ إختار كرادسْ إشفيها يا ولدي إشفيها خذ هذا الكأس ومزمزْ وستصبح بردا في النارْ هاك وكرزْ (يعطيه الكأس ويشربه وبعض اللبن والكرزات) أنت صريحْ وابنتي الأنثى التي قد تعجبكْ إذهب للخيمة عالجها إبنتي آنسة في العشرين لم تتزوجْ وأنا على حالتي المهزوزة أعرجْ يا للمنظرْ ( ههههههه ) الطبيب: فلنذهب ونكمل بعد الجلسة هذا الخمرْ (يخرج الطبيب مع جساس للخيمة الثانية الإنارة تخفت عن خيمة الشيخ وتتحول الانارة الى الخيمة التي فيها الامراتان يدخلان في الخيمة) الطبيب: مساء الخير على الأحباب زوجة الشيخ: مساء النور أهلا أهلا بالأصحابْ الطبيب: أين مريضي ؟؟؟ (زوجة الشيخ تشير إلى الشابة الممدة) (يتملى في منظر الفتاة الممدة الجميلة ذات الشعر الاسود الفاحم والعيون الواسعة والنهود البارزة يسألها ) الطبيب: ( يخرج السماعة وأداة الضغط من حقيبته ويضع السماعة على صدر ابنة الشيخ ويسألها ) من ماذا يا وردة تشكين ؟؟ أين الورم المحسوس والآلامْ هل في الظهر أم في البطنْ ابنة الشيخ: هل تسمعني إني أئنْ في الظهر وتحت الثدي الأيسرْ وعلى صدري بعض الكدماتْ أتألم لا أأكل إلا سوائلْ وصرت على أهلي كاهلْ اعذرني يا دكتورْ جاء الحكماء ولم أُشفى كل يتفلسف في رأسيْ وأنا أخفي ما لا يُخفى أريد حديثا معك الآنْ في العزلة تحت الإيوانْ أطلب من أمي أن تخرج وكذا الأخْ لأني محرجة مقهورةْ وعندي ثورةْ ( يشير إليهم بالخروج ، يخرجوا من الخيمة باتجاه الخارج وبعد أن اطمأنت ) الطبيب : الآن وحيدان كلانا ما في الأمر دعيني ادقق في عينيكْ لأرى ألمك في نهديكْ ( بحركات ايمائية تتحرك يد الطبيب على الفتاة يخرج السماعة ويحركها على جسدها البض ويخرج بعض الادوية والدهون يدلك الشابة تسترخي يحركات ايمائية كمن يخلع ثيابها وكأنه عرف العلة ويمسكها من قدميها ويغازلها والفتاة تتحرك ببطء نحوه تقبله يمسكها من وسطها يعانقها ) ابنة الشيخ : هلاّ عرفت العلةْ ؟ أحتاج لحبيبي بجنونْ نحن هنا مقطوعينْ نحن وحيدان ولم ندريْ كل في حاله قد يجريْ أريدك أن تجلب حبيبي الهالكْ من آهاتكْ ......... ( الطبيب يناولها برشامة وكاس ماء لتشربها ثم بحركات إيمائية يحرك جسده فوق جسدها الأنوار تطفا وتشتعل) بنت الشيخ : اطلب منك أن تشبعني وتروينيْ في داخلي فورة من جسديْ وغشاوة حزن في عينيْ هذا حدّيْ علمني الأبكم ما الحبْ مارس طقوسهْ بممارسة لا مدروسةْ فض بكارة من منحوسةْ غازل أضلاعي بالجرْ أو بالعرْ دمّرنيْ والأهل لا تدري بحاليْ الطبيب : أراك كالزهرة حين أينعتْ ومسّها القطافْ بهذه العصارة عالجي ورمكْ وهذه الإبرة في الوريدْ أغرزها ........ ( يخرج إبرة من حقيبته ويغرزها في يد الفتاة ويتكلم الطبيب ) اعتذر مارست همس الجنسْ وإنني من زمن شبت مشاعري بالحسْ لماذا لا تتكلمي؟ قولي لي الحقيقةْ ( ابنة الشيخ تصمت ثم تتكلم) بنت الشيخ : هل تعرف بأنني حامل من أبكمنا وإنني تائهةٌ وضائعةْ والعار قد لاحقنا وأنت تدري إنني ابنة شيخ العارْ معقول أن أضاجع الحفارْ الأبكم يحفر في القبورْ يوزع البخورْ لكنه وسيمْ أرجوك أن تحدث أبيْ عما جرى ودار بيْ أرجوك في هدوءْ وأنت كالحكيمْ الطبيب : حاضر يا فتاتي الرائعة الصغيرةْ جدائلك مفتولة الضفيرةْ أزورك بعد غد نكمل المشوارْ ديارنا قريبة من حيّكمْ باركك الإلهْ بنت الشيخ : أحس بالخجلْ وإنني في صحة رائعةْ قد عاد يا حبيبي الطبيب في مفاصلي الأملْ فهل تكون الستر ؟ تقول من حادثة اغتصابْ والرب قد يبارككْ حتى ولو كذابْ الطبيب: صار لك ما طابْ لتفتحي الأبوابْ ( تفتح باب الخيمة ويدخل الشيخ و زوجة الشيخ وجساس ابن الشيخ ويتفاجئون إذ يرون الفتاة واقفة وكأنها لا تعاني من أي مرض ) الطبيب : الفتاة ها هي جميلة مدللةْ علاجها عرفتهُ ورزتهُ وها هي كثورة الحصانْ أريدك يا شيخ بانفرادْ (يتحرك الشيخ والطبيب خارج الخيمة باتجاه يسار المسرح والإنارة تتحرك باتجاهما قرب خيمة المضيف وتضاء خيمة الشيخ وتطفأ أنوار الخيمة الأخرى ) الشيخ : عالجتها وأشكركْ إبنة سدخان هنا تنتظر الجوابْ من خلف هذا البابْ الطبيب : فلتنتظرْ ........ أريد أن أحدثكْ عن ابنتكْ الشيخ : ماذا بها ؟ الطبيب : ابنتك مغتصبةْ من يدّعون إنهم ثوارْ وحامل لا تعرف أباهْ أعطيتها أدوية مهدئةْ غرزت في وريدها الدواءْ بعد غدٍ أكون في حضرتكمْ كي أعرف الجديدْ أريد أن تصطبروا و زوجوها رجلا يشبهكمْ أريد كأس عرق ومزة وماءْ ( الشيخ بحركة منفعلة وصوت مضطرب إيقاع ناي حزين الإنارة تخفت قليلا وبعدها تصبح الإنارة واضحة على الرجلين ) الشيخ : ماذا فعلتم أيها الأوغادْ ؟ كنّا لكم خدامْ من عوزنا نهارنا منامْ والليل فيه الطربْ ياتي الينا الوجهاء من عربْ ( لحظة صمت ويصفق الشيخ بيديه ويتابع الحديث ) يغتصبون ابنتي كيف حدثْ ؟ يا أشرف البناتْ تعالجين في شهية الجروح والقروحْ تريدها ........ ترغبها خذها معكْ الطبيب : أنا أشكركْ إن كنت لا تريد هذا الطفلْ هناك ألف حلْ ساسقطهْ أو دعه قد ينفعكْ في المعتقلْ ( مشيرا إلى الخيام الجالسين فيها ) إبنتك مظلومة وليست ساقطهْ قرر فذنبها على الذي فعلْ الشيخ : أرجوك لا تبعث هذا السرْ الطفل نحن بحاجة إليهْ يفيدنا........... تعال داخل المضيفْ ( يدخلان في خيمة المضيف ثمان رجال جالسين ويبدأون بالسلام عليهم وهناك بطل من العرق وصينية فيها أكل ولبن وكرزات يملأ كاس الطبيب ويبدأون بإيماءات السكر والنشوة إلى أن يسكر الشيخ يصيح بأعلى صوته ) الشيخ : سدخان يا سدخانْ عالجها و تمشي كالحصانْ سدخان : نعم ... نعم يا شيخْ الشيخ : أريد من إبنتك أن ترقص تدغدغ الطبيبْ سدخان : حاضر يا حبيبْ ........... ( يخرج سدخان ليجلب إبنته لترقص ) الشيخ : اجلبوا لي الربابة النايات والدفْ والكل قد يصفق بالكفْ سيحدث الزواجْ بين المصونة إبنتي وابن أخي خلفْ أرجوكم اجلبوهْ واجلبوا أبوهْ (يخرج رجل خارج الخيمة لجلب خلف وأبوه مهرولا والشيخ يسترسل بالكلام ) مَن مِن رجالنا يغنّيْ يطربنا ........ ولم أر مطربنا عنبرْ وذلك الألثغْ القالب الحروفْ إجلبوا لي احدهم فهم هناك خلف تلة المخيم يسكرونْ من عرق الهبهب و المغشوش يلثغونْ مكانهم عروشْ وإجلبوا ( عرموشْ ) ( يخرج رجل آخر لجلب المطربين وعرموش بسرعة خارج المسرح ) رجل 1 :الليلة يا شيخنا مرتاحْ ماذا جرى في الساحْ أهل هناك زفة لعروس أوعريسْ لنأكل الهريسْ ونلعق أصابع الرئيسْ الشيخ : الليلة تكون زفة إبنتي لابن أخي شدهانْ والليلة الطبيب في حضرتنا مصانْ والليلة سنرقص نوزع الخمور بالمجانْ وصاحب القدور هل تعبانْ رجل3 : سيجلب العم معهْ حلاوته والمطربون العور تلحس أصبعهْ ستأتي الخمورْ ( يدخل سدخان وبيده الربابة ومعه أبنته تقف على الباب وهي ذات ملامح وجمال خلاب رشيقة القوام والشيخ يتكلم معها ) الشيخ : تعالي يا رقيقة الملامح الجذابةْ نحتاجك للرقصْ وبعدها بحضن طبيبنا المقرفصْ طيب من شهادتهْ والعشق فوق هامتهْ نريدك بصوتك الحنونْ تعاشرينه الجنونْ ( إبنة سدخان تدخل وتجلس قرب الطبيب باستحياء . يدخل ثلاثة رجال وفي أياديهم قناني مملوءة بالخمر وطبلة ودف وناي . الجميع يجلسون وبعدها يأتي ابن أخ الشيخ خلف وأبوه شدهان ويسلمون على بعضهم ) الشيخ : إكتملت لمّتكمْ يا أيها الرجالْ أقولها يا خلف الشدهانْ هل ترغب الزواج من حبيبتيْ إبنتيْ تعال يا خلفْ أجلس بقربي عندي كلامْ لا نرغب بذكره فعندنا أقزامْ ( يقوم الشاب خلف ويجلس قرب عمه الشيخ والشيخ يهمس بأذن خلف وعلى ما يبدو تتغير ملامح الشاب ويزم شفتيه ولكنه يقول ) خلف : يا شيخنا الكبيرْ موافق والرأي يا كبيرنا للأبْ شدهان : تأمر يا شيخ نقولها بلى الشيخ : ( يشير بيده إلى أبنه دساس ) قل للنساء يزغردنْ ويفرحن ويرقصنْ ويأخذنْ رأي العروسة الصغيرةْ أعرفها بِحيرةْ ( يتحرك دساس بسرعة إلى الخيمة المجاورة ليخبرهم وبعدها يأتي دساس مع أمه وأخته العروس هنالك في صدر المضيف يجلس رجل ذو لحية كثة وهو عرموش) عرموش : من رخصة الشيخ ومن حضراتكمْ يا ابنتي نزوجكْ ( مشيرا إلى العروس ) لأبننا خلفْ نعم السلفْ موافقةْ ........... ( تسكت وتصوب نظرها للطبيبْ ) سكوتك موافقةْ لتزغرد النساءْ لنرفع الكفوفْ ونطرق الدفوفْ نيابة عن شيخنا السكيرْ سأشرب العرقْ ومزّتي ( مرقْ ) ( الشيخ والرجال الجالسون يضحكون من عرموش وأخباره وتخرج زوجة الشيخ وابنتها وتبدأ الزغاريد والأناشيد ويدخلن راقصتان إضافة إلى زوجة سدخان ويبدأ المطرب عنبر بالغناء والرجال الثلاثة المرافقون للمطرب وهم صاحب الناي وصاحب الطبلة وسدخان صاحب الربابة ) عنبر : الليلة ينتابنا الفرحْ والكل ينسى جرحه وينشرحْ العروس بنت الشيخْ والشيخ يبقى كبيرنا وتاجنا ......... ولهجته مرحْ يحب في تعجب أمانهْ جوقة الرجال : الكبير في مكانهْ وسيد زمانهْ لا نخلف له الرأيْ فأمره لا يبتغي نهيْ عنبر : يا وردة تزهر في الصحراءْ ناهدة رمانة تزدان بالأبناءْ جميلة القبيلة حوريةْ تبعث عطر الشمسْ عفيفة عذراء من شرنقةْ عطر شذاها عبقةْ تحسها بالهمسْ تزدان بالحريرْ ( الراقصة إبنة سدخان ترقص بإيماءات وحركات بهلوانية وفي كل لحظة تقترب من الطبيب . وسدخان يعزف بربابته وكأنه غير آبه لما تفعله والراقصتان الاخريات توزعن بالتساوي على رجال المضبف والكل يشرب الخمور حتى عرموش الذي يلبس طاقية ويقولون عنه يلبس أحيانا العمامة ويعتبر بالنسبة لهذه القبيلة الشيخ الروحي ) جوقة الرجال : يا شيخنا الكبير ( مشيرين الى الشيخ والى عرموش ) يا إبننا الصغيرْ ( مشيرين الى خلف ابن اخ الشيخْ ) قبل يد الشيوخْ فأنهم شموخْ ( ينهض خلف ويقبل يد الشيخ وبعدها يقبل يد عرموش ويستمر عنبر بالغناء ) عنبر : عروسنا الجميلة المزهرة المدللةْ فيروزة تسبح في الفضاءْ وتنهض الأثداءْ وتكبر بداخل الأسماءْ نحن الغجرْ من لعنة البشرْ جوقة الرجال : اللعنة على عيون الشرْ الحاسدون نعمة التأريخْ قد هجرونا عنوة قالوا لنا مكانكم مريخْ ونحن ننتظرْ ( ينهض الشيخ والطبيب بمراقصة بعضهم مع الراقصة إبنة سدخان وهم يترنحون وقد بان أثر السكر عليهم . ويتوقف الغناء ) الشيخ : سدخان يا سدخانْ سدخان : نعم نعم يا حضرة السلطانْ الشيخ : تبقى هنا في بيتنا إبنتك الفاتنة المصونهْ تدغدغ الطبيبْ الطبيب : لا بد ان اغادر المكانْ الشيخ : إبنة سدخان معكْ وخيمتي فارغة ولكْ ( يسكت الطبيب وتظهر العروس والعريس في مسيرة صغيرة يذهبون بها الى خارج المسرح بيت خلف والهلاهل والرقص أمامهم وخلفهم . جميع الرجال يخرجون من المضيف واغلبهم سكارى ويبقى الشيخ بنصف وعي مع الطبيب وإبنة سدخان ) صوت خارجي : الرجال يخرجونْ سكارى فاقدونْ سدخان قد سكرْ الطبيب قد سكرْ والشيخ نصف وعيه وابنته يزفها والآن قد تناقص العزف وبانت العيونْ والنسوة بلا رجال عانساتْ إبنة سدخان هنا مطروحة تنوحْ ضاجعها الطبيب في تمرد وفقأ الجروحْ القبيلة عاهرة وزانيةْ هاجرها المجنونْ هاجرها المسكونْ هاجرها الملعونْ هاجرها الصعلوك والضيطر والمأمونْ لأجل ان يسكنوا ببيوتهمْ بحجة الزنا والغجر يا أخوتي بشرْ منحرفون في الوجاهة وشاةْ وصاروا كالحجرْ ( ظلام في الخيمتين وينسدل الستار )
يتبع ........................
#منصور_الريكان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-2
-
مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-1
-
ليل طويل
-
هذا ما دونة الشافيْ
-
إرهاصات
-
الكرسي
-
مملكة الخراب
-
وجع وإرهاب
-
يا لدموعها ........
-
حوار معي
-
آه ما أحلى الليالي
-
حكاية الوطن المخملي -38
-
حكاية الوطن المخملي -37
-
حكاية الوطن المخملي -36
-
زقوم الطوائف
-
صور واهنة
-
إنفجار
-
مسامير الهواء
-
يالدفء عينيك
-
آهات للبوح
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|