أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - جنيف 2... تعا.. ولا تجي...














المزيد.....

جنيف 2... تعا.. ولا تجي...


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 16:44
المحور: كتابات ساخرة
    


يغني السوريون، إن بقيت بعد فسحة للغناء، لجنيف 2 سراً وعلانية كما غنت فيروز يوماً لحبيبها البعيد: تعا... ولا تجي...واكذب عليي.. إلى آخر كلمات الأغنية. ذلك لأن هذا (الجنيف) وبأي رقم جاء، فقد أجمع المجتمع الدولي بأنه الوصفة الوحيدة الناجعة للحالة السورية. مع العلم أن المجتمع الدولي إياه لم يقم بأي جهد حقيقي وفعّال للبحث عن طريق آخر غير هذا الجنيف الذي كما يبدو لم يعد طريقاً يمكن سلوكه بيسر، وإنما ممراً إجبارياً للجميع وفي نهايته، إذا سلمنا جدلاً بأن له نهاية ما، لن يكون من الحكمة أن يركن السوريون إلى أحلام وردية وانبساط مروج خضراء واعدة. لأن (المكتوب من عنوانه بينقرا). ولأن عنوان هذا المكتوب واضح جداً. فهل يلام السوريون إذا ترددوا في التوجه صوب جنيف الفاقد لكل مضمون باستثناء هذا العنوان الملتبس والمغلف بألف إشكال وإشكال.
نعود إلى كلمات الأغنية التي تتابع: (واكذب عليي... الكذبة مش خطيي... وعدني إنو رح تجي.. وتعا... ولا تجي..).
هذه ليست أحجية يطيب للشعراء أن يتلاعبوا بالألفاظ ليظهروا براعتهم اللغوية... ولا هي درس في الحب لمن يرغب في تعلمه على كبر. إنما هي توصيف أقرب مايكون إلى واقع الثورة السورية والحال الذي وجدت نفسها فيه بعد كل هذه التضحيات بالغالي والنفيس من أجل بناء وطن لايشبه الحاضر بشيء.
لقد وثق السوريون بمن وضعوا أنفسهم في صف الأصدقاء، وتقبلوا منهم الدعم والنصيحة للانتقال بأقل الخسائر إلى الضفة الأخرى لحلمهم الوطني. وركنوا إلى قيم الأخلاق ومبادئ الحق والعدالة والضمائر الحية في المجتمع الإنساني لإنصاف الشعب السوري بما هو حق مشروع له. لكن الخذلان الكبير جاء من الأصدقاء قبل الأعداء. ومن أدعياء المبادئ والقيم والأخلاق قبل غيرهم ممن أشهر عداءه الصريح لكل هذه القيم والمبادئ قبل أن يشهره ضد الشعب السوري وإرادته الحرة. وهكذا يأتي طرح مؤتمر جنيف 2 في هذا الإطار من الكذب والنفاق والدجل الصريح لإيصال الثورة السورية إلى حالة من الإحباط واليأس العميق بحيث لايمكنها التقدم إلى الأمام، كما لن يجرؤ أحد بعد كل هذه التضحيات بالتصريح ولو تلميحاً بالعودة إلى الوراء والتنازل لهذا النظام الذي انتهك كل المحرمات، وهو ماضٍ بإجرامه غير المسبوق بحق الشعب والوطن. وهذا أسوأ وضع يمكن أن تجد ثورة نفسها فيه. في الوقت الذي يتصاعد الحديث على كل المستويات عن جنيف 2 وكأنه سيعقد غداً. لكنك حين تتأمل في معطيات هذا المؤتمر والعوامل الضرورية والشروط الموضوعية لنجاحه، ستجد نفسك مدفوعاً للاقتناع بأنه لن يأتي أبداً. وما هذا التأجيل المتواصل لكل موعد يحدد له إلا تخديراً موضعياً للجرح النازف في غياب أية معالجة حقيقية وفعالة للقضية برمتها. أو ربما غياب الإرادة الحقيقية لتلك المعالجة. على الأقل لدى تلك الأطراف التي تستطيع إذا أرادت أن تجد مايسكّن الألم ويطبب المرض في الآن ذاته.
لقد بات مؤتمر جنيف محور كل نشاط ومستقطباً لكل حديث. لكن هذا الموعود بالقدوم ليست له بعد أية ملامح تنم عن شخصيته، على الأقل في نظر السوريين. فرغم إعلان الأمريكان والروس عن (اكتشاف العصر) باتفاقهم على عقد جنيف 2. لكنهم ظلوا مختلفين على كل ماعدا ذلك العنوان العريض الملغم. فلا الموعد كان محدداً وثابتاً. ولا الأسس التي سيقوم عليها ولا الإطار الذي يمكن أن تجري المفاوضات ضمنه معلومة وواضحة، أقله في العلن أو للمعارضة السورية. ولا سقف زمني لكل ذلك. وهنا الخشية أن تستمر المراوحة سياسياً وميدانياً على أمل انتظار غودو الغارق في المجهول. ليحصل للسوريين كما يحصل الآن للفلسطينيين بعد اتفاق أوسلو. أو في أحسن الأحوال ماهو حاصل في لبنان من كانتونات شبه مستقلة ومتصارعة في كل حي وقرية لبنانية.
السياسة في النهاية تقررها مصالح الدول لا جمال الحبيبة أو الحبيب سواء جاء أم لم يأتِ.أما المصلحة الكبرى فهي للسوريين في إيقاف هذا العبث الجنوني من قتل وتدمير وتهجير للملايين. وإنهاء هذا الفصل الأسود من تاريخ حكم بغيض. ولكن السؤال الأهم هو: متى ستلتقي مصلحة السوريين هذه مع مصالح كل من قطر والسعودية وتركيا والإمارات وإيران وروسيا والاتحاد الأوربي وأمريكا وكل قريب وبعيد. وخلف أو وفوق كل هؤلاء إسرائيل، لإيقاف هذا الجنون الذي طال أكثر بكثير مما يحتمله بلد وشعب؟
لم يساورني الشك يوماً في قدرة الثورة السورية على الانتصار. ولكن تكاثر الأيدي القابضة على مقود هذه الثورة ضيَّع وسيضيّع علينا الكثير من الوقت الثمين الذي يدفع السوري اليوم ثمنه بالدم الغالي والتدمير لبلد أغلى. وحتى ذلك الحين سنغني مراعاة لمشاعر بعض الأصدقاء: تعا ولا تجي.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقالة قدري جميل.. عقوبة في الشكل ومكافأة في المضمون
- نظرية المقاومة
- مؤتمر الإنقاذ، وإنقاذ مالايُنقَذ
- خطاب بشار الخامس: خمسة بعيون الشيطان
- قصة الثورة والحذاء وخطة أنان
- عقد إتمام البيع
- الرئيس يختار الشعب الذي يريد !!!
- بشار الأسد: مغفل أم متغافل
- النظام السوري سيرة وانفتحت
- مشعل التمو وشرف الشهادة
- معارضة ... ومؤتمرات ... وشيء آخر
- عفواً سيدي الرئيس.... أنت تكذب
- حكم السلاح بين الإسقاط والإصلاح
- وظائف شاغرة للعاطلين حصراً
- المسيحيون والنظام السوري... من يحمي من؟
- توبة الحاج رامي مخلوف
- حبل الشبَّيحة القصير
- سراويل الأنظمة المحلولة
- القذافي يحكي والنظام السوري يسمع
- ناقة الصمود، وجمل الديمقراطية


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد لحدو - جنيف 2... تعا.. ولا تجي...