توفيق العيسى
الحوار المتمدن-العدد: 1221 - 2005 / 6 / 7 - 08:39
المحور:
كتابات ساخرة
في كل يوم نكتشف بعضا من مواهب الادارة الامريكية , و التي تتجلى في ابداعات تستحق عليها جائزة نوبل للاصلاح , فمع تهافت الشعراء في العالم على ما يسمى شعر الحداثة , تبتدع امريكا ضربا جديدا من ضروب الشعر , القصائد الاصلاحية و المدائح الديمقراطية .
و تمتاز هذه القصائد بأنها لا تفهم فهما صحيحا الا من قبل مبدعيها او من قبل المشكوك في قدرتهم العقلية , و ميزة اخرى , فهي تتحدث عن واقع اجمل و عالم افضل و ديمقراطية مثالية تراها امريكا بعيني زرقاء اليمامة و لا يشعر بها المواطن العادي في أي من دول المنطقة .
و من عجائب هذا الزمان و العصر و الاوان ان هذه القصائد الاصلاحية تفصل على مقاس كل من فلسطين و العراق و افغانستان , التي دمقرطت حديثا بعد الانتداب الامريكي و بعد ما كان !!!
و كان يا ما كان ان توفي عرفات و اعتقل صدام و اندثرت طالبان فصرحت امريكا ان العالم اليوم افضل و اكثر امان للانس و الامريكان.
فلسطينيا: قضينا على الفساد و صارت لنا دولة و تهدم الجدار و عمت الديمقراطية و الامان و حقوق الانسان.
عراقيا: انتهى عهد السوط و الصولجان , و شبع العراقيون بدل (الباجة)ِِِِ( مرق وتمن) و انتشر العدل انتشار الدخان لكل الاعراق و الاديان من عرب و كرد و كلدان.
افغانيا: نصب الميزان و تحررت المرأة و طرد الفقر و القاعدة و الطالبان ووزعت الديمقراطية بالتساوي على القادة و الرعيان و اسئلوا شهود العيان.
و رغم كل ما تدعيه امريكا وتروج له يبقى السر وراء السبب المباشر لمثل هذه القصائد الديقراطية التي توزع على محور الحرمان مع كل ما نعانيه من المغرب و حتى اسوان مرورا بعبدان ؟!
فامريكا اما تستخف بعقولنا او ان قصائدها تكتب على بحر الهذيان.
#توفيق_العيسى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟