أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - مطرٌ فوق بيوتِ الطين














المزيد.....

مطرٌ فوق بيوتِ الطين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 08:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


(مطرٌ فوق بيوت الطين، مطر للناس الحلوين، مطر ساطع، مطر راجع).
البيئةُ الصحراوية عاشتْ في سلام جميل مع المطر، بيوتُها الطينية تقدر على مقاومته بأدواتها البسيطة المُراقبة من قبل الأهالي واستاذة البناء، حيث المكاشفة والتعاون المشترك بين أصحاب البيوت والمعمارين البسطاء.
لكن الانفصال حدث بين الإدارات التي عملت بيوت الحكومة والناس، مثلما حدث بين الإدارات والحقول السياسية والاقتصادية، فالبيوت الإسكانية تأتي بتصميمات ضعيفة لا تصمد للزمن سواءً من حيث مادة البناء أو من حيث الأشكال غير الجميلة.
وتتصاعد التبيانات والهوات بين المؤسسات التعليمية والحكومية والمنشآت وبين المراقبة الدواوينية والطلابية والسياسية.
قمة غياب التعاون في قوى المواصلات ومن حيث ضعف الجسور وعدم صمودها للزمن وانكشاف بناءاتها الضعيفة مع الاستخدام المروري وظهور لافتات جديدة لمنع الشاحنات الثقيلة وغيرها من المظاهر التي تكشفها الممارسات البشرية لهذه المباني.
كذلك المجاري وضعفها وهي وسيلة مواصلات أخرى باطنية للمخلفات ومياه الأمطار، وهنا تتعقد القضايا والأعمال لبُنى إدارية صحراوية لم تكن خبرات كبيرة في مجال الإنشاءات المعقدة.
في إحدى المدن الخليجية يأتي مهندسٌ نابه من نفس البلد لمدنية صحراوية ظهرت بسرعة وحدد لها شوارع كبيرة واسعة بثلاث مسارات في كل جانب من الشارع العام، مما رفضه موظفو البلدية الصحراويون واعتبروه مبالغة شديدة ومصروفات مهدرة بلا تدقيق!
لكن كانت لديهم البساطة الشعبية لقبول الرأي الآخر وعدم إسقاطه مادام يقدم البراهين على اتساع نظره.
إن تصميماته وإنشاءاته انتصرت وبقيت قوية ومفيدة جداً منذ إنشائها حتى الآن. لقد استوعبت الحركةَ المرورية على مدى عقود من دون تغيير فيها رغم تحول المدينة الصغيرة إلى مدينة كبرى.
تزداد الانفصالات بين المشروعات والمراقبات المختلفة، حين تتضخم الإدارات البيروقراطية وتنفصل أكثر وأكثر عن المستفيدين من المشروعات، وتكره الرقابة والتدقيق، وتكتفي بخرائطها وموظفيها في عوالم من السرية.
ولهذا فإن مشروعات المجاري والأبنية العامة كانت الأكثر عرضة للاضرار، والنواقص وعدم الاكتمال. ثم امتدّ ذلك إلى مشروعات عامة كبيرة أخرى.
وحين جاءت المراقبةُ البرلمانية والصحفية والبلدية كانت أقل قدرة على المتابعات لهياكل صارت كبيرة وغدت أجساماً ضخمة في الإنشاء والإدارة والعلاقات العامة والتداخل مع الوزارات والشركات والبنوك والهيئات المختلفة والتطورات التي لا تتوقف في الإسكان والعمران.
مشروع المجاري ظل لعقود يحفر ويغطي، يشق طرقاً ويعود لردمها، ويحفر أمكنة كبيرة ثم يغيرها ويحفر لجانبها أمكنة أخرى، في أعمال تبدو سرية لا تخضع لرقابة وتحليلات راصدة، حتى تتكشف مستوياتها المحدودة أمام بساطة الطبيعة الخليجية المائية الفقيرة في الأمطار، التي تتفجر لبضعة أيام في السنة انفجار الصواعق التي تجمعت على مدى زمن طويل، ولهذا فإن البيروقراطيات البنائية الهندسية الخليجية ترقد طوال العام بعيدة عن الرقابة الطبيعية الفاضحة، فهي لم تقم بتنفيذ المواصفات الدقيقة، معتقدة غياب الرقابات وعدم مجيء الأمطار، حتى تتفاجأ بالعواصف على مستوى الطبيعة والبشر.
الرقابات البرلمانية والشعبية المختلفة التي لم تكن لها خبرات طويلة في القراءة الدقيقة للتاريخ العمراني الخليجي، ولا في التاريخ السياسي الاجتماعي، لم تكن مستعدة للمفاجآت الطبيعية والسياسية التي تظهر في بلدان صحراوية على هيئات انفجارات وفوضى في الفضاء وعلى الأرض، ولهذا فإن لجان العلماء والخبراء الاقتصاديين والسياسيين وخبراء البيئة والمهندسين المعمارين ذوي الخبرة والمحامين الكبار صاغت الدساتير وهم في ذات الوقت سياسيون وطنيون، لا نجد لهم كثافة واتساعاً في هذه البرلمانات بحيث يقاربون ضخامةَ الإنشاءات العمرانية والاقتصادية وخاصة إنجازاتها والاختلالات فيها.
فما بالك بالاقتحامات الأجنبية من عمالة مهاجرة وعلاقات بشرية متداخلة بين التخطيط والفوضى، وهي كلها تريد أبنية ومجاري وبنية تحتية قوية واسعة من شوارع وجسور؟
حين كان البحر في الزمن الرومانسي يلتقط كل المخلفات بكل بساطة يقول المغني (مطر للناس الحلوين) حيث المطر متعة وصحارى ممتلئة بالفقع للناس جميعاً، لكن المطر صار فضيحة سياسية اجتماعية أقدر على النقد والكشف من أدوات الوعي البشرية الحصيفة!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقضٌ مجهولٌ مدمرٌ
- الرمزيةُ وأهمّيتُها
- المغامرةُ السياسيةُ بين الماضي والحاضر
- مجابهةٌ خاطئةٌ بين التجارِ واليسار
- خذلانُ الثورةِ السورية
- إشكاليةُ سياسةِ الرفاه
- تحولاتُ الممكنِ والصراعُ القومي
- التياراتُ الطائفيةُ نتاجُ الاضطرابِ الاجتماعي
- تدهورُ مكانةِ النساء
- الفيضُ السكاني وسياسةُ المغامرة
- أسبابُ فشلِ العمل ضد المغامرة
- الطائفيون والإسلاميون
- لماذا يموتُ الشعرُ؟!
- جرائمُ أميل زولا
- أبطالُ(الماو ماو) يتسولون في الشوارع!
- الباديةُ تصنعُ الروايةَ
- مغامراتُ الثقافةِ الكبيرة
- أزمةٌ عربيةٌ إسلامية عامة
- الراقصُ في الرياحِ السياسيةِ
- يمينٌ متخثرٌ


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - مطرٌ فوق بيوتِ الطين