طلال قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 20:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يصعد المسؤول المنصة..
يصفق الجمهور
ينظر إليهم ..
يصفق الجمهور أكثر
يتنحنح " احم، احم " كي يجرب أداء الميكرفون، ويطلب من الجمهور أن يريحوا إيديهم من التصفيق..
يتوقف الجمهور فعلاً عن التصفيق، وينصتون شاغرين افواههم بالإعجاب المبالغ..
يبدأ المسؤول بالحديث التقديمي المعتاد حتى يصل إلى قوله وبنبره حماسية : إننا سووووف..
يقاطعه الجمهور بالتصفيق بحرارة
ثم يضيف المسؤول قائلاً وبنفس النبرة الحماسية : ولكننا لن ...
يقاطعه الجمهور بالتصفيق والتصفير والكلمات الهتافية له بحماس
يتراجع المسؤول قليلاً بخطوة، ثم يوزع ابتسامته ونظرته الحنونة على الجميع، ويقول: وكما تعلمون اننا قد ...
ثم تنهمر التصفيقات بلا توقف وهتافاتهم المبعثرة هنا وهناك " نعم، نعم ، إنه قد .."
وينفخ المسؤول صدره برضى عن كل هذا التجاوب الرائع من الجمهور، ثم يشير بده اليمنى للجمهور بكل هدوء بإشارة وكأنها تقول " هدوء أيها الجمهور العزيز، لا داعي لحماسكم الجميل هذا فنحن في خدمتكم دائماً" ثم ينطق قائلاً بعد أن هدأوا: أشكركم لحماسكم هذا ونحن نعدكم أن لا نخيب ظنونكم، وسوف نستمر ونستمر ..
تضج القاعة كلها بالتصفيق والهتافات حتى لا يكاد يكون هنالك أي مساحة فارغة لأصوات أخرى أو حتى للصمت..
ينحني المسؤول وسط ذلك الهتاف والتصفيق وهو يقول : نعم نحن دائماً في خدمتكم.. شكراً لكم.. شكراً لكم.. ويهمنا توضيح كل شيء لكم..
ثم ينزل من منصته برضى الطاووس عن نفسه بعد أن تحدث بأهم المنجزات والمسؤوليات التي تحققت وسيحققها ..
في الخارج يقول أحد مرافقي المسؤول: لقد كان خطابك رائعاً ومؤثراً سيدي حتى انك لم تنسى ذكر شيء..
لا يرد المسؤول عليه بشيء، بل انه لم يسمعه حتى، فطنين التصفيق والهتاف ما يزال عالقاً في أذنيه.
#طلال_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟