أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - ألعَنْ أبو الحُبْ














المزيد.....


ألعَنْ أبو الحُبْ


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 15:36
المحور: كتابات ساخرة
    


نحتاجُ احياناً ، الى إستراحةٍ من السياسة ، بعيداً عن الطبقة الفاسدة الحاكمة ، بعيداً عن فضائح عدم الوفاء بالوعود ، بعيداً عن صخرة عبعوب ، بعيدا عن بغداد التي حّولوها الى خَرابة ، لإستذكار بغداد التي كانتْ جميلة ورائعة .
.......................
في مراهقتي قبل حوالي النصف قرن .. كنتُ معجباً ببنت الجيران ، في أحد درابين بغداد الجديدة .. حيث كان بيتنا مُلاصقاً لبيت العَم عبد "أبو طالب" . كان عندهم دكان هو الوحيد في الدربونة الطويلة . إبنتهم " سناء " كانتْ تحضر للدكان ، أحياناً كثيرة ، عندما يذهب والدها في مشوارٍ ما ، لاسيما إذا كانتْ أمها منشغلة أيضاً بأعمال المنزل ، وكانتْ سناء ، شاطرة و " سَباعية " ، تستطيع إدارة المحل بكفاءة .. كنتُ أراقب من الشباك ، وأعرف عندما تصبح وحيدة في الدكان ، فأذهب مُحاولاً التغّزُل بها .. كنتُ في الثالثة عشر وكانتْ هي في السادسة عشر .. كنتُ أجدها أجمل فتاةٍ في الدُنيا .. وكنتُ أكتب لها رسائل غرام منقولة بأغلبها من أغاني عبد الحليم حافظ .. وكانتْ سناء قد تركت الدراسة وهي في الخامس الإبتدائي .. كانتْ تتقبل مغازلتي لها " او كان يتراءى لي ذلك " لستُ مُتاكداً بعد كل هذه السنين . المُهم .. إتفقنا يوماً ، انا وسناء ، ان تصعد الى السطح ، عندما يرجع والدها الى الدكان وتكون امها مشغولة بالطبخ ، وأخويها طالب وعقيل وأختها طلبة خارح المنزل . وذهبت مُسرعاً الى البيت ، فغسلت وجهي وشعري الطويل ، وحاولتُ جاهداً أن اُخفي حب الشباب اللعين ، وإخترتُ قميصاً مُشجَراً .. واخذتُ كتابي ، مُدعياً القراءة في السطح ، سطحنا الملاصق لسطح بيت سناء . عبرتُ الى سطحهم في إنتظارها ، ولبدتُ خلفَ قن الدجاج الفارغ والذي تحّول الى ما يشبه المخزن لكل الأشياء الزائدة . سمعتُ بعد نصف ساعة ، صوت الباب وهو يُفتَح .. فدقَ قلبي بعنف ، مُمنِياً النفس ، بلقاء الحبيبة سناء ورُبما الحصول على قُبلة ! . وما ان رفعتُ رأسي ، حتى رأيتُ أمها وهي تحمل بعض الملابس لنشرها على حبل الغسيل .. لم تَرَني لأنها كانتْ في زاويةٍ معاكسة .. فإنكمشتُ على نفسي مُرتعباً من كشف أمري .. تصورتُ لو أنها قبضتْ عليّ مُتلبساً في سطحهم ، فأنها ستخبر فوراً أمي وأخواني ، وسوف تحدث مشاكل كبيرة وتتصدع الجيرة الطيبة بيننا والتي مضى عليها سنين ! . أعتقد ان نشر الملابس يحتاجُ عادةً ، لدقائق معدودة .. لكن أم سناء ، رُبما نكايةً بي ، فأنها إستغرقتْ ساعة او أكثر " هكذا خُيِلَ لي حينها " .. كنتُ خائفاً من رفع رأسي ومنزعجاً من وضعية جلوسي او إنكماشي .. وخلتُ ان الزمن توقف ، متعمداً ، لكي ينكشف أمري ! . لكن .. أخيراً وبعد أن وصلتُ الى حافة اليأس .. سمعتُ صوت إصطفاق الباب .. فنهضتُ على مهل وبِكُل حَذر .. فلم أرى أحداً .. وعلى الفور قفزتُ الى سطحنا ، ونزلتُ الدرج مُهرولاً .. لاعناً أبو الحُب ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية والتعليم أولاً
- إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -2-
- إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -1-
- إطلالة على زيارة البارزاني لدياربكر
- البارزاني في آمَد . إقترابات
- مشهورٌ ومعروف
- مُتقاعدينا ... والكلاب الأسترالية
- كُل شئ على مايرام
- النشيد الوطني الكردي .. حلالٌ أم حرام ؟
- مُ.... حامِيها .. حرامِيها
- المالكي في أمريكا .. والقضايا الأخرى
- الحُسَين وجيفارا
- المُخصصات الليلية والترفيه الرسمي
- نِفاق أحزاب الإسلام السياسي
- دَفْتَر
- أمريكا .. تتنّصَت
- الحجِية .. وصورة الزعيم
- سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
- مأزق تشكيل حكومة الأقليم
- نفطٌ .. وسوء إدارة


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - ألعَنْ أبو الحُبْ