أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - كيف تصبح مدير عام














المزيد.....

كيف تصبح مدير عام


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 14:42
المحور: كتابات ساخرة
    


أطرق سيد علاء رأسه نحو الزولية المبللة في الغرفة التي أعمل بها وهو يخبرنا حاملا (لفّات الفلافل) بأن صاحبنا (ثائر) صار مدير عام , أقسم بأنه رآه (مترندحا) في الخانة الخلفية لسيارة بماركة أميركية مظللة تشبه دبابة برامز وهو يمر في شارع الكفاح وأمامه سيارة شرطة , نزل الخبر علينا مثل الصاعقة , معقولة قلتها بطريقة (أنا أخوك ) مع شهقة وصفقة باليدين , تقمصها معي صاحبي (سمير) وفعل نفس الشيء , وكأن الخبر أعلان لحالة وفاة , ياخسارة , ترجل فارس آخر عن جواد الغيرة والأخلاق , فنحن (بالتحديد) نعرف كيف يصبح المرء مديرا عام خصوصا هذه الأيام , ربما في أعماقنا حسد وغيرة مثل الجمرة المستديرة نتقلب معها في رغبة وشغف و أمتناع , فالزمن صعب والحياة تحتاج مزيدا من الموارد والأموال , أولاد ثائر مثل أولادنا كبروا وراتبه دون المليون دينار , ومن يرى الرقم كبير عليه أن يستعرض الكم الهائل من المتطلبات فرضها تطور الحياة , الهاتف المحمول لوحده يحتاج أكثر من خمسين ألف كمصرف شهري ولكم أن تتصوروا كم تكون تكلفه ستة هواتف محمولة في البيت الواحد موزعة على الأفراد معها أجور الأنترنت و الغاز والبنزين و الكهرباء مع غذاء بأشكال عديدة , اليومي والأسبوعي والشهري , طبعا الملابس و الطبيب والمناسبات لها أعتبارات لاتسع الكلمات لوصفها , وأمور أخرى عبارة عن حزمة من الألتزامات فنحن في العراق ولسنا في الدنمارك وأن مايحصل عليه (صويحبنا ثائر) لم يكن ليوصله الى منتصف الشهر بكل الأحوال , أستطرق سمير:
الرجل كفوء , لكننا نعلم بأنها لا تأكل في العراق , و يبقى السؤال الأهم :
- كيف أتم الصفقة و لمن باع نفسه ؟
- هل وقّع على صك بدون رصيد بمليار ؟
- أم أنه ألتزم بكمبيالة بقيمة مليون دولار؟
أجبته : الكمبيالة أفضل من الصك , فالأخير تهلكة مصيرها العبودية الأبدية أوالحبس , لاتقل أنه سيسرق تالي عمره هذا الرجل المصنوع من الشرف وطيب والاصل , بل قل كم سيسرقون بـ (رأسه) وذلك هو السؤال الصعب ..
سمير:- سيتخذ له خدامه مثل حجّي مجيد و سيكون له حماية يقفون في الباب , لن نتمكن أن نراه فهو سيضيع مابين الأجتماعات و الأيفادات , هل تتذكر يوم دعانا الحجّي وطرح علينا نفس الفكرة , أحنا مو وجوه نعمة , كانت وليمة تاريخية لم أتخيل أنها لفردين أثنين فقط , تصور أنه جلب لنا طعام قيمته 750 ألف دينار (حتى بعرس أمّك مشايف مثله), أراد أن يجعلنا مدراء عامّين , أنتَ على التخطيط وآني على الأبنية , (تالي دفرنا النعمة برجلينا على أساس شرفاء , ماعم علينا غير هالمباديء الكَشرة وتاليها نبقى للأبد فراريش مانتقدم خطوة للأمام ) كنا أصبحنا الآن وكلاء وزارات أو على الأقل سفراء ..
- على كيفك سمير , أنت تعرف الوضع قبل أربع سنوات , أحنا ناس فقره نخاف على جهالنا ومابينا حيل طلايب ولعب مع الحيتان
سمير - شغلة الولاء صارت أمر واقع , لازم نشوف الحجي ونبصم له بالعشرة , وخلّي يحط علينا كومة صكوك وكمبيالات , عمي أذا بقينا على وضعنا ما نكَدر نعيش ومراح تفيدنا المباديء , أشحصلنا منها غير العوز و الضيم , كلها كذب مالها علاقه بالواقع والمتطلبات , الله وكيلك كلها كلاوات ...
مولاي سيدّ علاء وين صار الچاي ؟
خلي نحتفل بسقوط رجل آخر من جماعتنا المبدئچية المحترمين .. نحو حضيض المحسوبيات , تاليها حط راسه ثائر بالربج وأرتاح
حين شربنا حد الثمالة الشاي الزنكَين من يد مولانا أبو النور (سيد علاء) رددنا نحن الثلاثة أهزوجة (حبوبتي) التي تستخدمها كتعويذه حين (يتعوّر) أحدنا عندما كنّا أطفال لكي ننسى الألم بتشتيت الأنتباه :
ياعكَروك شكَ الكَاع وأطلع .. مرتك عرسّت و التفكَ يركَع .. للكَاع .. للكَاع ..

سيناريو حقيقي جرى في وقت ما .. أودعناكم أخوان



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعاليك في زمن النبلاء
- وباء بطيحان الخسيس الجبان
- ليالي الأنس في حي النصر
- العشاء الأخير ودهين لقمان الحكيم
- مليوصه يا حسين الصافي
- جمهوريّة التفاطين
- آهات في زمن العاهات
- بغداد عاصمة أبو الزمير
- سليمه الخبّازه وطارق أبن زياد
- إنقلاب تحت اللحاف
- هلهوله لقانون الأحوال
- حين أنقض روميو على جدر الدولمة
- تسقط تسقط گولد ستار
- 56 فقط للفقراء
- تعال أگعد ورا الباب
- يوميات أولاد البطّه السوداء
- مآثر الحجّاج في بلاد الواويّة والدجاج
- سوالف أطفال
- النت رجس من عمل الشيطان
- وعّاظ على خطى نيرون


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - كيف تصبح مدير عام