أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - صعاليك في زمن النبلاء














المزيد.....

صعاليك في زمن النبلاء


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 03:45
المحور: كتابات ساخرة
    


اليوم عرس عباس , هكذا ورد الخبر المقتضب وكأنه عيد مجاني أتى من السماء , الأستعداد بدأ مبكرا منذ أيام , كل تدبر أمره بشراء قميص من حافظ القاضي وتأجير القاط من أبو جمال لأتمام الكخشة التي تليق بنا , أحنا أهل الكرخ مشهورين بالهمبلة والنضخ , قالها قدوري وهو يتحنبط بالقاط , يجب أن نكون مميزين , مناسبة هي الأكبر حجما من كل الأعياد , حتى أتى الخميس الذي ننتظر ,والسؤال الأكثر تداولا : من سيحيي الحفلة , فرج , عبادي , مدلل عامر أم شدّة مال كلاوات , الوقت الى هناك ساعة ونصف , وهي مسافة الطريق بين علاوي الحلة و الثورة داخل , ماظل وقت , نادى كرومي من خلف الباب , بأمكان المريء أن يستعيد كل الأحداث ليصل الى الخبر المعلن أعلاه , عباس والنعم منّه أخو أخيته صديق وشقيق وكولشي وكلاشي لانعرف بالضبط متى عرفناه كأننا أخوة من زمان , في ملعب الشعب أم الباب الشرقي أم ساحة الطيران , نستغني عن كل ذلك بكلمة واحدة وهي أنه (صاحبنا) فهي تكفي لكل مانبحثه في تاريخه المليء بالحسرات , فهو يتيم الأبوين كما أغلبنا ,صورة منّا نحن صعاليك بغداد , عاش في بيت عمه , يسكن معهم لمجرد أن يكون له عنوان , ترك المدرسة مضطرا ليشتغل في الـ (العمالة) حتى دعيت مواليده ولم تمر سوى أربعة شهور على لبسه العسكريّة حتى صار معاق بعد أن بترت رجله في هجوم البسيتين , وبعدها أفتتح محلا للبايسكلات للتصليح ثم الكراء , لاننسى وقفاته معنا حين كان يفرحنا وهو يكرينا دراجاته الجديدة الملونة بأسعار أخت البلاش كلما تيّسر لنا الوقت في العبور من ذاك الصوب لننعم بأجمل فسحة نجوب بها نصف بغداد , ركبنا مرتين حتى وصلنا المكان , هناك من سبقنا والبعض أنضم ألينا فيما نحن متوجهين للعرس زاد عددنا من ثلاثة ليكون أكثر من العشرين حين اوشكنا الوصول الى الباب , الوادم تمشي ويانا ؟ حقهم يردون يكشخون , وصلنا فهتف قدوري :
عرس عباس هيل وطش بالولايه ... ردد خلفه الجميع مع حركات مختلفة بحسب ثقل فاعليها تخللتها القبلات والتربيتات و الأحضان
أشترى غرفة (الأخشاب) من الصالحية بستميت دينار, أستلم سيارة كرونا معوقين آخر موديل, يعني عريس كامل المواصفات
كان فرحا مبتهجا وحين مازحناه بأنه الأزكَن و الأوفر حظا أجاب وهو يرفع ماتبقى من ساقه المبتورة :
الناس تجيب الرزق بذراعها وآني جبت رزقي بكراعي هاي ... صلوات ردد الحضور بالأجماع
طلب منا أن نلتزم الأدب فهناك بين الحضور إقارب وأغراب وقسم منهم يقربون لأهل العروسة , مو تطلعون من طوركم و تاليها تصير عركة وتخرب الحفلة , لخاطري عوفوا الميانه الزفرة وخلوا عدكم شوية أخلاق
بدأ الحفل مع صفار الشمس , السكمليات رصفت في الزقاق والحضور في تزايد والسماعات تصدر أصوات (ألو .. ألو ) مع صريج يخدش الطبلات , وعلى حين غرّه ضج الشارع بأكمله بالهتاف والضجيج , فقد وصلت الفرقة , النساء تنظر بحياء من فوق السطوح , كل فرد يسأل صاحبه : منو ذول ؟
حتى أعتلى أحد أفرادها طاولة أعدت مسبقا وهو يحمل بيده مايكرفون و صاح :
الفرقة الشعبية , مع المطرب كاظم العراقي و عازف الأيقاع جلاوي الأسود و أسماء كثيرة أستمر في تعدادها حتى أعلن بدء الأحتفال
صوته عذب فيه بحة سومرية هذا المطرب كاظم , أذهل الحضور , عمي فرقة أصلية مو شلون مكان , وأسترسل فقال:
أيّست ماتنراد خوتنا هايه
أمفزع الشمات رافعلي رايه
ولك تعبي وياك بس خله أعلى بالك
مع أطوار رهيبة جعلت الناس تطرب حتى منتصف الليل لتنتهي الوصلات بهوسة روتينية صدح بها الجميع وكأنهم يعلنون الولاء التام للعريس ليسمعه كل أهالي المنطقة والجيران :
أحنا لكل صاحب وفّايه .. أحنا لكل صاحب وفّايه
الفرقة في حقيقتها ليست فرقة بالمعنى الدقيق بل هي (شدة) من أصدقاء يعرفهم عباس , فهو معروف في كل الطبقات , السحيقة طبعا , تلك التي يتواصل أهلها بالأرواح , بقيت في الذاكرة لم تؤثر فيها كل ماشهدنا بعدها من حفلات سواء في التلفزيون أو في الخميسات التي تجمعنا دوريا في ملهى لوكال والأجراس وحتى بار ريزان , حدثت أمور جسيمة تركت بصمات على قلوبنا , فالمطرب كاظم العراقي أستشهد في هجوم الخفاجية وحضرنا فاتحته , بعدها أنتقلنا من طبقة المسحوقين الى طبقة النبلاء , لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو أننا الثلاثة ومعنا عباس لم نزل في داخلنا صعاليك مستهترين بالحياة , شعور لذيذ يتواردنا كلما ألتقينا في محل عمل صاحبنا عباس في ساحة اللقاء نستعيد به كل مافقدنا من حولنا من طيبة ونكران و نقاء ..



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباء بطيحان الخسيس الجبان
- ليالي الأنس في حي النصر
- العشاء الأخير ودهين لقمان الحكيم
- مليوصه يا حسين الصافي
- جمهوريّة التفاطين
- آهات في زمن العاهات
- بغداد عاصمة أبو الزمير
- سليمه الخبّازه وطارق أبن زياد
- إنقلاب تحت اللحاف
- هلهوله لقانون الأحوال
- حين أنقض روميو على جدر الدولمة
- تسقط تسقط گولد ستار
- 56 فقط للفقراء
- تعال أگعد ورا الباب
- يوميات أولاد البطّه السوداء
- مآثر الحجّاج في بلاد الواويّة والدجاج
- سوالف أطفال
- النت رجس من عمل الشيطان
- وعّاظ على خطى نيرون
- عراقيون أم بدون


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - صعاليك في زمن النبلاء