أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - الموٌكّار (الموسم) في بلاد سوس وثقافة الاختلاف.














المزيد.....

الموٌكّار (الموسم) في بلاد سوس وثقافة الاختلاف.


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 00:00
المحور: كتابات ساخرة
    


لعبت الزوايا والمواسم (المٌوكّار) دورا أساسيا في تثبيت قوائم النظام المغربي القائم، حتى قيل عن المغرب بلاد "الأضرحة أو بلاد المغرب هي أرض الصالحين والأولياء". وهو ليس حكم قيمة بقدر ما هو ملاحظة ووقفة أركيولوجية تحفر في تاريخ هذا البلد. فمن بين هذه الأدوار التي قامت بها الزوايا نجد الجهاد الرمزي المتمثل في دعاء اللطيف للسلطان، والدعوة المباشرة في الجوامع إلى الجهاد ومحاربة العدو، فكانت دعواهم عبارة عن قيم وأخلاق تبث داخل الجماعات والقبائل. فظهور هذه الزوايا مرتبط أساسا بظروف سياسية وتاريخية واجتماعية خاصة، كالفراغات السياسية التي كانت تنتج عن غياب السلطة المخزنية المركزية. إضافة إلى أدوار كثيرة في المجتمعات المغربية؛ كتفقيه الناس في أمور دينهم من خلال دروس الوعظ والإرشاد، وتلقينهم مفاهيم الطريقة من حيث الأوراد والأذكار التي تميزها عن باقي الطرق الأخرى، بجانب هذه المهام الدينية كانت الزاوية تقدم دروسا في الآداب والحكمة. هذا سينعكس على ثقافة المجتمع المغربي عامة وقبائل سوس على وجه الخصوص. حاولنا في هذه المقالة أن نبين دور الموسم أو الموكار باللغة المحلية في سوس وهي اللغة الأمازيغية في ثوبها السوسي والمتمثل في نشر ثقافة الاختلاف. فالاختلاف بمعناه الفلسفي كما دعا له فلاسفة الاختلاف (جيل دولوز، مشيل فوكو، ودريدا..)، أي قبول الأخر كإنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو أصله الجغرافي أو مرجعيته الفكرية.. فقبائل سوس تنشر هذه الثقافة من خلال وجود المواسم وتعددها. فالموسم كثقافة مغربية أصيلة تدرب بجذورها في تاريخ المغرب، له أدوار متعددة ومختلفة على سبيل المثال لا الحصر، هو مناقشة القضايا والمشاكل التي تعاني منها القبائل والجماعات، ثم يكون بمثابة متنفس للعائلات المنهكة بالأشغال سواء المنزلية أو الفلاحية، فوجود نهر سوس الكبير يعطي ثروة فلاحية كبيرة إلى جانب مصادر أخرى يعتمد عليها الإنسان السوسي كالصيد البحري والصناعة التقليدية وغيرها من الحرف.
يعتبر الموسم حفلا دينيا يجمع الأشخاص الذين يأتون في بعض الأحيان من مناطق مختلفة سواء من المغرب أو خارجه، لإحياء ذكرى ذلك السيد أو الوالي (تغرمت). فالحضور شبه إجباري أي التزام أخلاقي للفرد والجماعة تجاه ذلك الوالي لما أسداه لهم من خدمة ولا زال يسدي في نظرهم من قبيل دفع البأس وتحقيق أمنياتهم. فمن خلال حضوري في هذه الأيام لموسم إحدى الشرفيات (لالة تغرمت) بمدينة أكادير وخصوصا بمنطقة التامري، نلاحظ حضوا مكثفا لمختلف الأجناس مما يعني تعدد المطالب والرغبات. فمن بين هذه التجليات يعتقد فتيات هذه المنطقة بأن الذهاب إلى هذا الموسم والتربك قد يكون فرصة للزواج أو بالأحرى التعرف على شاب، كل الفتيات حتى المثقفات منهم يرتدون اليوم أجمل اللباس ويضعون على وجوههم وعلى شفاههم أحمر شفاه ويقصدون تلك الوالية للتبرك منها يطلبوا منها تحقيق مقاصدهم. فأنا شخصيا حضرت هذا الموسم وفي نفسي غاية هي الخروج بمقالة تجسد للغائب ما يقع في بلاد سوس، وهي فكرة ليس بأنا من ابتكرها فقد سبقني للفكرة عبد الله حمودي الأنثربولوجي المغربي عندما ذهب إلى الحج وعاد ليروي للغائب الطقوس التي تتم في الحج من خلال كتاب له يحمل عنوان " حكاية حج: موسم في مكة".
ختاما، يمكن القول إن للمواسم الشعبية اليوم دورا أساسيا يتمثل في نشر ثقافة الاختلاف، وخروج المجتمع المغربي من حظيرة التقوقع والانغلاق إلى ساحة الحوار والتفاهم وقبول الأخر. هذا لن يأتي إلا من خلال الدفع بمثل هذه المبادرات، لكن في غياب نفحة إديولوجية تأطر هذه المواسم. فالتسامح والحوار اليوم يعد أحد الأسلحة الناجحة للنهوض أي دولة طامحة إلى الحرية. إذا نحن كمغاربة لدينا هاجس يحركنا هو هاجس التحديث والعصرنة وقبول الحداثة من أجل اللحاق بالأخر (الغرب) وركب قطار الحداثة.



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -السلفية والإصلاح-، لدكتور عبد الجليل بدو.
- التأصيل لمفهوم الفضاء العمومي ودوره في استنبات فكر حر وديمقر ...
- حضور الأسطورة في الكتاب المدرسي ودورها في تبليغ الدرس الفلسف ...
- جنس الإنترنيت ووهم اللذة.
- نهاية التاريخ فكرة قابلة للتكذيب.
- فكرة العدالة عند أفلاطون.
- الاهتمام بالتراث مسألة أصول أم ردة فكرية.
- رجل بدون قضيب n homme sans phallus
- في الجنس ينعدم الوعيي.
- مرض الاكتئاب وأنواعه.
- لماذا صحبة الحيوان؟؟
- التديّن اللامشروع .
- لماذا الفلسفة؟؟
- مهاجرون إلى بلاد الحرية.
- من أنا؟ حوار مع الفلاسفة.
- من مجتمع القطيع إلى مجتمع الحرية.
- فوبيا الامتحان phobie de lexamen
- الحكام العرب وفكرة الطوطمية.
- الحقيقة الغائبة عن المواطن المغربي.
- سيكولوجية الانفعال


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - الاعرج بوجمعة - الموٌكّار (الموسم) في بلاد سوس وثقافة الاختلاف.