أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - وباء بطيحان الخسيس الجبان














المزيد.....

وباء بطيحان الخسيس الجبان


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 22:44
المحور: كتابات ساخرة
    


العافية درجات في المجتمعات , هي تنتعش بالمدنية لتأخذ منها و تنقلب عليها حين تسود الوحشية لتتداعى وتنهار لتولد من جديد بعد أستيعاب الدروس لتتجدد كما الليل والنهار وهذا ماتؤكده نظرية الولادة والسقوط للحضارات والتاريخ شاهد .
أكثر ما تتأثر الناس بأخلاقيات الممارسين للسلطة , سواء في الأنظمة الديمقراطية الحديثة أو الدكتاتوريات ,كلاهما عندنا في البلاد العربية وجهان لعملة واحدة ولافرق سوى في التسميات , ولكل نظام من كلا النوعين هرم سلطوي تتضائل فيه الأنسانية لتتضح الملامح الوحشية البدوية كلما نزلنا من قمة الهرم للقاع لتبرز مركبات النقص كلما توغلنا في مكنون الجزئيات (حقيقة جليّة دون تهكمات) , إن كانت الفكرة مبهمة سنحاول أن نوضحها ونستميحكم الثبات أخواني .
نأتي أولا للأنسان العربي نحن بلاد الثأر و النحر والغزوات , يولد أنسانا ليس بوحش بكل الأحوال , يبدأ ضعيفا لينمو و يكتسب الغذاء من أكل وشرب وخبرات حتى يصل الى مرحلة تمكنه من أشباع ما ينقصه من نهم تشكّله بيئته ليتراكم الجوع النفسي كتحصيل يغلب فيه التطرف والتعنصر على باقي المؤثرات ليخلق الشكل النهائي لمانسميه بـ (شخصية الأنسان) وبعد تلك الومضة لنذهب في رحلة للتطبيق من خلال ثلاثة حكايات :
- جرب أحد المعلمين أن يفوّض سلطاته لأحد تلاميذ الصف الأول الأبتدائي , أختاره كأنموذجا وسطا من بين باقي الطلاب , وجعله مراقب للصف , فأذا به وهو رمز البراءة , يتحول الى دكتاتور صغير أول ما أختار لنفسه أثنين من زملائه الوقحين كمساعدين ليذيق زملائه الويل و العذاب من خلال الوشاية و الضرب والصياح (تجربة حقيقية جرت في وقت ما) , هنا نرى مركب حب التسلّط أكتسبها خلال الست سنوات وهي عمر التلميذ قيد البحث , ربما أستعارها أعتدادا بوالده المستبد أو أخوته الكبار , حتما قد تأثر بكل ماعاشه أو رآه وللبيئة الدور الكبير في أكتساب الأفكار وهي النظرية الأرجح من نظرية الفطرة التي يرددها علماء الوراثة على إن السلوك مركب أصيل يحمله الأنسان في جسمه على شكل جينات , كلام يناقض التجارب , بل مجرد طرهات , فكم من أطفالنا ترعرعوا منذ الولادة في بلاد أخرى فلم يظهر في سلكوهم (الشعوري واللاشعوري) أي ذكرى متعلقة بالبداوة أو الصحراء .
- فوج أمني تم نقله الى البصرة في مطلع الثمانينات , يرأسه (م.م) المقرّب لرئيس البلاد , عاث فسادا فاق كل ما شهده الناس من صنوف الأستبداد , وآخر ما أقترفوه أزلامه أنهم أختطفوا رئيس الأنضباط العسكري ومعه مرافقيه وعادوا ليخطفوا كل الأنضباطية حتى خلت البصره من رائحة الزنابير الحمراء كما كان يطلق عليهم آنذاك , وحين وصل الأمر للرئيس ضحك طويلا وهو يوبخهم كما الأطفال الصغار فيما داخله يشعر بالنشوة والأفتخار :
تره مصختوها على كيفكم ندري بيكم سباع وشجعان ..
لاحاجة للتعقيب هنا فمتسلطي الدرجة الثانية يتحاربون فيما بينهم والنفوذ عندهم هاجس لا يكيّل بالباذنجان ..
- لنعرج على ضبّاط الشرطة المعاصرين ومراتبهم الأدنى كمثال , أستبدادهم يتناسب عكسيا مع رتبهم , فالضباط الصغار لديهم نهم أكبر لأمتهان الناس من الضابط القائد أو الأعوان , يشتمون و يضربون ويعذبون لأتفه الأسباب , فمستوى العوز التسلطي لا زال فارغا عندهم يطرق بحاجتة الملحّه ليملئوه بممارسات من كل صنوف الأستبداد , ولا عزاء للناس هنا الا في ضربة حظ أتت ثمارها ليخف وقع البطش مع وجود بعض الخريجين ممن أكتسبوا شهادات مدنية وألتحقوا في صفوف الشرطة مضطرّين بحثا عن وظائف , كانوا أخف وقعا وأكثر أشباعا مما ذكرناهم ..
- أنبثاق الديمقراطية العربية , رسم خطوطها أجانب على أنقاض أنظمة مثيرة للجدل بزغ معها عصر جديد وهو المحاصصات , العشيرة صار أسمها حزب أو تيار أو أي مسمى آخر , من ركض أولا فاز مؤكدا ومن تأخر فلامكان له وكل فائز تحوّل الى عرّاب لأتباعه الملتحقين به وكأننا في عهد جديد لفجر السلالات , بأمكانهم وحدهم الجلوس على المائدة , والوليمة هنا بلد كبير أختصره اللاهثين خلف السلطة الى كعكة متجددة بثرواتها , ليس غريبا أن يحدث ماحدث مع تركيبة النهم العربي - العراقي , المتراكمة على مدى أجيال , من حب السلطة والمال والشهوات وإن أرتدى دعاتها برقع المذهبية أو شتى أنواع الأطارات , يبقى الشغف في بسط النفوذ و ممارسة التسلط هو المحرك لكل الأحداث و كذب من قال أن الأمر صراع طوائف أو أغلبيات مع أقليات , هي مشكلة نفسية أجتماعية كما مقالي هذا , يمكننا أختصارها بشخصية (بطيحان) ذلك البدوي الأعور الذي ظهر في مسلسل قبل عقود ليختصر كل ما لدى الأنسان العربي من أمراض , لقي المسلسل أهتماما غير مسبوق برع فيه صانعوه , لأنه يداعب اللاشعور العربي وليس فقط العراقي , كان لايتورع عن الغدر بالجميع كي يبقى لوحده صاحب الأمر فيما الناس تعاني الفقر و القهر والويلات نراه يرتشف قهوته على يد (حامد) الأخس منه والأكثر نذالة ليوافق تقسيمنا أعلاه في التفاوت بدرجات الجوع السلطوي ,حين يبتسم الأخير أبتسامته الصفراء ويغمز بعيونه الزرقاء يحقق دلالة المفهوم الرمزي المتكامل لشخصية البدوي من الدرجة الثانية ويشير الى الدور الخطير الذي يمارسه الحاشية من أجل الحفاظ على ملك عرّابهم , وإن قتلوا المئات بالكاتم أو المفخخات أو المصائب المندلقة كما أمطار زماننا هذا ..
وللكلام بقية وعساكم سالمين أحبابي



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليالي الأنس في حي النصر
- العشاء الأخير ودهين لقمان الحكيم
- مليوصه يا حسين الصافي
- جمهوريّة التفاطين
- آهات في زمن العاهات
- بغداد عاصمة أبو الزمير
- سليمه الخبّازه وطارق أبن زياد
- إنقلاب تحت اللحاف
- هلهوله لقانون الأحوال
- حين أنقض روميو على جدر الدولمة
- تسقط تسقط گولد ستار
- 56 فقط للفقراء
- تعال أگعد ورا الباب
- يوميات أولاد البطّه السوداء
- مآثر الحجّاج في بلاد الواويّة والدجاج
- سوالف أطفال
- النت رجس من عمل الشيطان
- وعّاظ على خطى نيرون
- عراقيون أم بدون
- مكالمة هاتفية من الجنّه الهويّه


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - وباء بطيحان الخسيس الجبان