أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - تقرير -تومسون رويترز- والمرأة الفلسطينية














المزيد.....

تقرير -تومسون رويترز- والمرأة الفلسطينية


يوسف عودة
(Yousef Odeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 09:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


نشرت وكالة الأنباء العالمية "تومسون رويترز" تقريراً يتعلق بأوضاع المرأة العربية، وقد حلت جزر القمر في المرتبة الأولى بمعاملتها للمرأة، من خلال إنصافها وإعطائها لحقوقها أسوةً بالرجل، فيما حلت في المرتبة الثانية سلطنة عُمان وتلتها الكويت في المرتبة الثالثة، هذا وقد جاءت مصر في ذيل القائمة في حين سبقتها كل من العراق والسعودية.

وأما بالنسبة لفلسطين فقد جاء ترتيبها بالمرتبة الثامنة على الدول الأسوأ في معاملة المرأة، حيث سبقتها كل من لبنان، السودان، اليمن، سوريا، السعودية، العراق، مصر. وأشار التقرير إلى أن رأي الخبراء فيما يتعلق بالمرأة الفلسطينية يقع في مجمله على القيود التي تفرضها إسرائيل والتي تشل من حرية الحركة حيث أصبح لها عواقب خطيرة على المرأة الفلسطينية، كما أشاروا إلى أنها تعاني الفقر والبطالة ومعرضة بقوة للعنف الأسري وجرائم الشرف.

وبالطبع أي دولة بالعالم يوجد بها إنتهاك نسبي للمرأة حتى في دول العالم الأول، وإلا لما رأينا تلك الجرائم والحوادث التي تملؤ حياتهم، وأما بخصوص المرأة الفلسطينية فقد كان التقرير غير دقيق نوعاً ما بحقها، وذلك لأن المرأة في فلسطين شاركت ومنذ البداية الرجل الفلسطيني كل همومه وآماله. فشاركته كافة مراحل الكفاح، وكان لها الدور البارز في هذا النضال، الذي خطت فيه بصمودها ملامح بطولية يشهد لها التاريخ. فمنذ الإنتداب البريطاني على فلسطين إلى الإحتلال الإسرائيلي المتغطرس، والذي ما زال جاثماً على صدورنا حتى يومنا هذا، كان وما زال للمرأة دورها النضالي الذي منحها حضور متميز في كافة المجالات والمواقع، مثبتةً للعالم بأنها رمز الصمود والتحدي، وقد تجلى هذا الصمود بأبهى صوره في وقوفها أمام المحتل.

ليس هذا فحسب، بل إندمجت المرأة الفلسطينية في تنمية المجتمع وبناء مؤسساته، فأصبح لدينا الوزيرة والطبيبة والقاضية والسفيرة ورئيسة البلدية والمحافظة وغيرها من المواقع والمهن التي إستطاعت المرأة تقلدها. حيث سبقت الكثير من نساء العالم في هذا المجال، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى التطور ودرجة الوعي التي وصلت إليها المرأة الفلسطينية، والمهم قوله هنا، إن فكرة مشاركة المرأة في بناء المجتمع الفلسطيني لم تكن فكرة مستوردة كما في الدول الأخرى، بل هي متأصلة بالشعب الفلسطيني كنتيجة حتمية للظروف والأوضاع التي مرت بها فلسطين.

هذا وقد أشارت وثيقة الإستقلال إلى عدم التمييز ضد المرأة في كافة المجالات، كتتويجا لجهودها البناءة في معركة النضال والتحرر، ولم يتوقف دور المرأة الفلسطينية عند هذا الحد، بل أخترقت كافة المجالات والقطاعات، فكان لها بصمات واضحة في السياسة والاقتصاد والثقافة...الخ، وبهذا إستطاعت المرأة الفلسطينية نفض غبار التقاليد والعادات البالية، ومقارعة الموروث الثقافي السائد، الذي يقلل من شأنها، ويحط من قدرها، فعُرفت بحضورها المتميز في مختلف المجالات، فإرتفعت نسبة تعليمها وتشغيلها، مما زاد من نسبة الوعي لديها بشكل ملحوظ، الأمر الذي مكنها من المشاركة الفعالة في السلطة وأحزابها السياسية. كما في الاقتصاد والثقافة والقطاعات الأخرى.

وهنا بالطبع لا نستطيع إنزال صفة الكمال على أوضاع المرأة الفلسطينية، فهي كغيرها من نساء العالم، تعاني من بعض التمييز ضدها في مجالات متعددة، كما أنه في كثير من الحالات يسلب حقها بالتعليم والعمل، ويفرض عليها أمور لا تكون راغبةً بها كالزواج وحرمانها من الميراث، وغيرها الكثير من هذه القضايا التي تحد من حقوق المرأة وتعمل على التمييز ضدها، إلا أن هذه النظرة بدأت في العقدين الأخيرين بالتحول تدريجياً، فأصبحت الجامعات الفلسطينية تعج بالإناث، وهذا بحد ذاته بدأ بفرض ثقافة مختلفة عما كان سابقاً، وكنتيجة لهذا أصبحنا نرى المرأة العاملة والتي تساهم في بناء المجتمع بكافة أطيافه.

وبهذا نستطيع القول أن التقرير بحاجة الى دراسة معمقة أكثر حول المرأة الفلسطينية، لا أن يكون مستنداً على رأي شريحة معينة، من الخبراء في مجالات معينة، لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، بل يجب دراسة وضعها عن كثب، وذلك من خلال الرجوع للقوانين والسياسات المطبقة بفلسطين، مستندين بذلك للمؤشرات والإحصائيات المتعلقة بالمرأة في جميع الجوانب، وبهذه الحالة نستطيع الحكم على وضع المرأة في فلسطين، والتي هي برأيي المتواضع في مقدمة الدول العربية.



#يوسف_عودة (هاشتاغ)       Yousef_Odeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حق تُقال
- خلل بالتركيبة
- أسئلة بحاجة لإجابات
- مرحلتنا... ماذا بعد
- قف... أمامك مفترق للمستقبل
- ثورة التحديات
- الجزيرة وجمال زقوت
- حوارات فلسطينية
- أبن فلسطين وصديقه القلم
- حرب 1956م من وجهة نظر إسرائيلية
- تعليم العرب في إسرائيل
- حركة شاس ودورها في المجتمع الإسرائيلي
- المرأة العربية في إسرائيل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف عودة - تقرير -تومسون رويترز- والمرأة الفلسطينية