بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 19:28
المحور:
الادب والفن
حكايات كانتربري 1972(بيير باولو بازوليني): قصص لاتستدعي ابدا أن يشاهدها المرء مرة اخرى
يستكمل المخرج بازوليني بما سوف يدعى لاحقا بثلاثية الحياة،حيث سينضم لاحقا اليها (ليلة عربية) مع هذا الفيلم والفيلم الذي سبقه (ديكاميرون) والفيلم من كتابة واخرج بازوليني وحصل على جائزة الدب الذهبي في برلين....
الخط العام للفيلم يشبه الفيلم الذي سبقه...قصص كثيرة ومختلطة مع جنس وتعري مبالغ فيه،فنحن نقول بأن بازوليني يمارس التنويع من دون أن يقدم أو يقول شيئا جديدا كما انه يستخدم نفس العشيرة السينمائية في ديكاميرون تقريبا...
ابعاد كل التابوهات هي عن الجنس باعتباره حقيقة مأولفة طبيعية مقبولة،وهو يروي قصص بشيء من السخرية والتهكم بقصد اضفاء مسحة كوميدية على قصص اكبر وأفضل وصف لها سوف يكون (شعبيا) والقصة الشعبية احيانا تكون ملتزمة بالدعارة والزنا مع اننا نرى اضاءات قليلة عن هموم بازوليني بين فترة واخرى...
هذه السلسلة عن بهجة الحياة...عن المعاناة في ظل الفبول والبهجة...عن الحب السطحي المعبر عن الجنس والخيانات الزوجية...عن الحب الطائش في مضمونه ومقصوده الجنسي والنهايات السعيدة التي تقول لنا بأننا علينا قبول كل ذلك
الشخصيات تتميز بالتفاهة والكوميديا والسذاجة غير المصدقة ولكن هكذا يكون الحال عندما تستمع أو ترى قصة شعبية،والفيلم لا يمكن الحكم عليه بالسيء ولكنه سيء في سينما كنا نريدها من رجل يدعى بازوليني...
الميزة هنا أن القصص تتميز بالطول أكثر من القصص التي يتخللها ديكاميرون ولكنها تقف على نفس السوية في المستوى،حيث انها كقصص خالية بشدة من المعنى وحتى حبكتها غير مقنعة واحيانا يجب أن تروى على سبيل النكتة التي يكون فيها التسلسل غير منطقي ابدا والهدف من كل ذلك هو الوصول إلى الضحكة والابتسامة فقط،والنكتة على الغالب هي نكتة جنسية.
إذا لا مفر من القول أن بازوليني يقدم فيلم ذا فكر اباحي مطلق،كما أنه-أي المخرج-لا يقدم نظريات ابدا،بل يقدم قصص متخيلة من واقع الحياة ومن واقع زمان غابر هو القرن الرابع عشر...
هو لا يفلسف الأمور ولكنه يقدم امور يدعو هو اليها،وكأنه يقدم حكايات عن دعارة اجتماعية منظمة،من اللواط وحتى الاستمناء والجنس يقبع بينهما وهو ليس الا عبارة عن مغامرة ولا بد أن يحين دور الغائط ايضا حيث يخفي الشيطان في الجحيم الرهبان في مكان خروج الغائط...هل علينا القبول بهذا؟!
هذه القصص لاتستدعي ابدا أن يشاهدها المرء مرة اخرى...
بلال سمير الصدّر 12/3/2013
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟