أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - عائلة قايين














المزيد.....


عائلة قايين


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 17:52
المحور: كتابات ساخرة
    


يتمرّغ الطير المذبوح في دمائه، وألمه.. ثم ندّعي بشاعرية: أنه يرقص بعد أن حرّكنا وتر سكينتنا الحادة على زمارة رقبته!
المصيبة ليست في ادّعائنا برقصة الطير المذبوح، ولكن في ما نراه من رقصة الإنسان المذبوح (بعد اضفاء الشاعرية أياها) على أنغام الذابح!
وكأن لوج قد تنبأ بأحوالنا، عندما علّم قبائل الكلت، كما تقول الحكايات، أن يغنوا ويرقصوا في الأزمات، وأن النجوم في السماء ترقص على موسيقى بعيدة لا تبلغ آذاننا، واننا لن نسمعها إلا بعد أن نموت وتصعد أرواحنا!
وإلا فما علاقة الموسيقى والأغاني والأناشيد بآلام الذبح العظيم، ورهبة الموت الرهيب؟!..
لماذا كانت القبائل الوحشية، آكلة لحوم البشر، تلتف حول الضحية، وتزفه إلى الموت بالاهازيج والطبول، بينما صرخاته البشرية تقطع أجواء الدغل الواسع المظلم، وتجيبه القردة بأدعيتها المرعبة، ونعق البوم، ونقت الضفدع بأصواتها الجشاء، وانضمام طيور الليل إلى جوقة الموت؟!..
ولماذا في حريق روما، وبينما كانت النيران تتصاعد، والأجساد تحترق، وفي وسط صراخ الضحايا، كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه، وبيده آله الطرب، يغني على وقعها اشعار هوميروس، التي يصف بها حريق طروادة؟!..
ولماذا كل الجماعات الارهابية، تهلل وتكبّر، وهي تجز الرؤوس بالفؤوس، وتمطر الأجساد بالرصاص، وتطيّر الابرياء اشلاء بعبواتهم الناسفة؟!..
هل لأن الحروف الأولى من كلمة موسيقى، تصنع كلمة: موسي، تلك الشفرة التي نستخدمها في حلاقة الشعر، ويستخدمها القتلة في حلق الأجساد، والأرواح؟!..
أم لأنهم بضجيجهم وصخبهم، يحاولون ألا يسمعوا صراخ وأنين ضحاياهم؟!..
أم هي النشوى، والمتعة الحرام، وعظمة الجبروت النازي؟!..
كل هذا، وأكثر...
لأنهم ينحدرون من عائلة قايين (وبنطق آخر: قابيل)، القاتل الأول في الخليقة، فيوبال، أحد أحفاده، والذي صنع السلاح، وأبتكر الموسيقى (حتى أصبح أب كل ضارب بالعود والمزمار في الأرض) وعزفها لمدح الأعمال الشريرة، لا يزال الالهام الأول لكل الذين يغنون للشر، ويزمرون لترقص الحيّات، وينفخون في الأبواق، ويدقون على الطبول لأعلان الحروب...
كم أتمنى أن يخرج "أورافيس" آخر من عباءة اساطير الاغريق؛ ليروّض بانغامه الساحرة الوحوش البشرية، ويتغلب على الذين يخدعون الناس بالموسيقى الشيطانية التي تؤدي إلى حتفهم!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطور حمراء!
- بأمر.. وأمر..
- صور محروقة!
- نحن لا نزرع الفقر!
- فوق الخوف!
- الإنتماء الدامي
- نيران غير صديقة!
- البيت الأبيض الذي صار أسوداً!
- بين الفيه والاذن!
- فنان وفنان
- إرادة الذئاب
- هذه هي الكارثة!
- آلام ساحقة على وجه الورق!
- دعوة إلى الذاكرة!
- الثالثة ثابتة!
- لعبة الوطن!
- يا شيخ!
- الأغاني للمكفراتي!
- حافظوا على أخلاقيات اللغة العربية
- نتشابه في إيماننا حتى ولو اختلفنا!


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل عطية - عائلة قايين