أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إيمان البستاني - لو خَيّرني ألله














المزيد.....

لو خَيّرني ألله


إيمان البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 16:54
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد خمسين سنةً , جميعهن مُضحكات مُبكيات , سأطلب من ألله أخيراً أنّ يكون طيباً كجّد , وبدل ما دلقه بحجة القضاء والقدر وثالثهما النصيب , سأطلب منه أن يترك لي أختيار أشيائي بنفسي , لم لا , أعطيته فرصة الخمسين سنة الماضية , سنة تنطح سنة , وماذا كان حصادها , للأسف مخجلاً

سأطلب أن يكون (فؤاد المهندس ) والدي , أرستقراطية مغمسة بفكاهة , أفضل من جهامة وشحة حال الماضي , سأسعد بأم كزينات صدقي , سفيهة ولكن حضورها طاغي , لا أريد حمل عناء ألبّر بأم حنونة كأمينة رزق , فراق الأهل ثقيل كصخرة سيزيف , عليه سألغي أن يكون لي أهل , هذا أفضل سيكون خفة وراحة

سأطلب من ألله أن يكون لي ( كوخ ) مزود بديك نشيط يطربني بصياحه فجراً , وجارة طيبة بتكورات وافرة , لها بقرات سمان وتصنع جبناً, ألجبن مادة جالبة للفرح , سيتّوج مائدتي ليل نهار , سيعتدل مزاجي بقرص جبن , كلما شارف على الأنتهاء , طار قرص جديد من الجارة الطيبة , سأفترض أن لديها أبن شاب أسمر ووسيم , واقع بغرام أبنتي الشقراء , أنا أحب النساء الشقراوات , أللهم أجعل كل النساء كذلك , وأحب ألحب اذا كان قريباً مني , سيخجل الله أن يعرض عليّ دور أن اكون عاشقة , هو يعرف كيف ( خاط وخربط ) في هذه القضية عندما كان زمام الأمر بيده

حسناً سيكون عندي كوخ خشبي بموقد حطب , أحب ملمس الخشب , ملمس حميمي بالثراء والدفء , سأكون ميسورة الحال , سئمت الفقر , الفقر هو شّل حال , وسأطلب من ألله أن يقيل كل الملائكة القائمين على توزيع الأرزاق , لقد ثبت باليقين عدم كفائتهم أو ربما الأمر لا يخلو من أستلامهم رشوة , وألاّ ما تفسير أن تصدق كالأبله مقولة ( من جدّ وجد ) وفي كل الاحوال لا تجد شيئاً غير الجدّ والتعب , عرفت الخلل أنه فوق في قسم توزيع الأرزاق

سأطلب بعد أنّ أطمأننت على توزيع المال والحلال على الرعية , أنّ يكون أمام داري مرج فسيح , يكفي النظر أليه لتأليف ملحمة الأوديسة , خضرة لاتنتهي على مدار ألبصر , وصوت أجراس عند مرور قطيع الخراف , الكائن الوحيد الذي أحبه , مسالم ومعطاء وأبن حمولة , القطط محظور تواجدها حتى لو كانت صورة في روزنامة , القطط غدارة , وأنا لا أحبّ الغدر , ألكوخ سيكون مشمس بشبابيك واطئة تنفع كمتكئ وتسكنها أصائص زهر ونعناع , النعناع مبارك , كما سأطلب أن يكون لي مكتبة برفوف خشب , خشب على خشب , احساس مضاعف بالسعادة , سيكون ساعي البريد صديقي , من يحمل لي الكتب , كتب لن أنتهي من تدشينها أبداً , سأشغلُ صباحاتي بالقراءة وشرب القهوة , لا أحب أحداً أن يقاطعني , سألغي اختراع التلفون بأنواعه المحمول والثابت , هذا الأختراع الجالب للأخبار السيئة فقط

سأفترض أنّ لدي صحبة جميلة تجتمع مساءاً , سأسمح لحنا مينة ضيفاً مع دمنجانة العرق , وعبدالرحمن منيف وتؤامه جبرا بغليونه , سيكون القس الطيب من صحبتنا ايضاً , نحتاج لدندنة عود , وحنجرة جبلية , فمن لديه المواصفات أعلاه ألالتحاق بنا
هل سأكون نهاية النهار سعيدة , لا أعلم , ما جرى في الخمسين سنة لا يصلحه لا العّطار ولا ألدهر ولا حتى ألجدُ

في آمان الله



#إيمان_البستاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بئر الحداثة - هكذا إرتويت منه
- ماناو توباباو - قصة لوحة
- نهى الراضي...القمر الخزفي
- نوستوس حكاية شارع في بغداد
- ديوان ريكان ابراهيم بجزئيه - هكذا وجدته


المزيد.....




- ما هو حقيقة منع عرض فيلم استنساخ بطولة سامح حسين؟.. بسبب هذا ...
- بعد عرضه في السينما بالأمس .. إيرادات فيلم استنساخ تحقق نجاح ...
- السينما والقضية الفلسطينية وتحول الشاشة لمسرح للنضال
- معرض أربيل الدولي للكتاب يرفع شعار -العالم يتكلم كردي-
- مهرجان كان السينمائي يكشف عن قائمة الأفلام المعروضة في نسخته ...
- -جن keys-.. فيلم لبناني عن جنّي يواجه مفارقات غير متوقعة
- -بطل خارق-.. كريستيانو رونالدو يقتحم عالم السينما (صورة)
- ختام الجولة الثانية من مسابقة -مثايل- 2025 بتأهل الشاعر حمد ...
- الطاهر بن جلون يعرض رسوماته في متحف محمد السادس بالرباط
- مهرجان كان السينمائي: الإعلان عن برنامج الدورة الـ 78


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إيمان البستاني - لو خَيّرني ألله