أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى فؤاد عبيد - نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون والنقد الفني














المزيد.....


نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون والنقد الفني


مصطفى فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2)
الفنون والنقد الفني
يُعتبر النقد الفني البنّاء والمبني على أسس صحيحة، سواء من منظور التحليل المعمق والمتخصص للعناصر الفنية أو من منظور الرؤية الشاملة لكل الأركان التي تُعبر في مجموعها عن مرجعية ثقافة فنية بشكلها العام، هو المحرك الرئيسي والأهم لتطوير الأعمال الفنية ونجاحها وحتى استمرارية هذا النجاح. والنقد الفني ليس نقد من أجل النقد فقط أو نقداً سطحياً فيه الكثير من المديح المبالغ به، الذي يؤدي إلى الغرور أحياناً ومن ثم الاستهتار والفشل، ولا نقداً هداماً قد يؤدي إلى الإحباط، بل هو رؤية فنية إبداعية تهدف لكشف البؤر الحقيقية ومكامن التفوق والإبداع في الأعمال الفنية من أجل التعريف بها وتبسيطها وإظهارها لكل من الجمهور والفنانين أنفسهم حتى لو كان يتمثل بعبارة واحدة، وهو ما يساعد الفنان في الالتفات لها والحفاظ عليها وتنميتها في مسيرته الفنية، كما أنه يمكن للنقد الفني أن يُظهر نقاط الضعف والترهل في الأعمال الفنية بطريقة بنّاءة تهدف للمساعدة في التقويم والمعالجة والتطوير، وبطبيعة الحال سوف يساهم كل ذلك بشكل موازي في تثقيف الجمهور فنياً وتنمية حاسة التذوق الفني لديه، الأمر الذي يؤدي بالنهاية لتطوير وازدهار المسيرة الفنية بكل مكوناتها وأشكالها وألوانها بشكل تراكمي.

والترهل التدريجي الذي أصاب منظومة النقد الفني بدأ منذ عدة سنوات بظهور ما يسمى النقد الفني التجاري الذي أسست له دوائر وغرف صناعة الفن في الغرب وفق آلية تجارية استثمارية لتعزيز عمليات التسويق باستخدام مدراء أعمال لبعض الفنانين العالميين وظهور الكثير من أشباه النقاد الدخلاء على عالم النقد الفني الحقيقي بحيث أثر ذلك على مسألة النقد الفني برمتها وجعلها تبدو وكأنها عملية تسويق إعلاني تجاري للأعمال الفنية أكثر من أن تكون ناقدة ومقومة لها ومن ثم للمسيرة الفنية بكل تفاصيلها. كما انتشرت هذه العدوى وضمت نقاد من نوع جديد من خلال ما وفرته التكنولوجيا وعصر الإنترنت والتواصل الإليكتروني الذي سهل للكثير ممن يمكنهم توجيه ما يشبه النقد أو حتى إبداء الاستياء أو الإعجاب مباشرة بالفنانين وأعمالهم الفنية عموماً، وقد أصبح لما يمكن أن نطلق عليه "الإحصاءات الركيكة" الكثير من التأثير في تقييم العمل الفني والتسويق له لدرجة قد تكون أكبر من تأثير النقد الفني المتخصص والبنّاء، بخاصة في مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي والتي انتقل إليها السباق في إظهار أعداد المعجبين من الجمهور بالأعمال الفنية حتى وإن كان معظمهم يقومون بذلك بشكل روتيني سطحي و70% منهم لا يتجاوز سنهم خمسة عشر عاماً!!

إن تصحيح وتقويم ودعم ازدهار المسيرة الفنية هو مسؤولية الركن الأساسي لمنظومة الفنون بكافة أشكالها والمتمثل بالنقد الفني، وأي إهمال أو تهميش لهذا الركن المهم يؤدي إلى تراجع وترهل المسيرة الفنية برمتها، وهو بحاجة ملحة الآن لتفعيل آلية العمل الخاصة به وتعزيز مكانته في المسيرة الفنية ودفعه ليكون الوسيلة المثلى والمتقدمة في هيكلية المجتمع الفني ليقوم بالدور المهم والبنّاء في تقييم ودعم الفنون وإظهار بريقها وتدعيم أسس نموها وتطورها في هذا العصر. ومن أمثلة الأدوار التي يتوجب أن تُسند للنقد الفني هو ما نشاهده في برامج مسابقات المواهب والفنون في الفضائيات الأجنبية والعربية وكيف تقوم لجان التحكيم في معظم الحلقات بعمليات النقد والتقييم للمشتركين باعتبارها لجان تحكيم ونقد فني، حتى وإن كانت غير متخصصة في كل المواهب، بحيث أوقفت مسيرة بعض المشتركين الذين يستحيل اعتبارهم أصحاب مواهب فنية وأبعدتهم عن المنافسة قبل بدء عملية التصويت من قبل الجمهور، بالإضافة لما تقدمه من توجيهات وملاحظات للمشتركين الموهوبين فعلاً وإبراز مكامن إبداعاتهم بطريقة تساهم في تطوير قدراتهم من جهة وتثقيف المشاهدين وتعريفهم بطبيعة وخصائص الفنون التي يقدمونها من جهة أخرى، الأمر الذي يقود بالنهاية للتأثير الإيجابي على تذوق تلك الفنون، وهي تذكرنا بالطريقة التي كانت تقوم بها برامج تليفزيونية عريقة توقفت منذ سنوات وكانت تقدم لمحة نقدية يتم عرضها قبل بدء عرض الأفلام السينمائية، والتي بالرغم من أن مدتها كانت لبضعة دقائق فقط إلاّ أنه كان لها من التأثير ما يفوق تأثير كل ما يتم تداوله اليوم حتى لو كان لساعات طويلة وربما لأيام!!

- فيما يلي رابط لمقدمة برنامج أوسكار مدته أقل من خمس دقائق للإعلامية سناء منصور من أرشيف التلفزيون المصري
http://www.youtube.com/watch?v=f-4qfcCnjoU



#مصطفى_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (3) الاتفاقيات الإستراتيجي ...
- الحلول السحرية لمشكلات البحث العلمي(1) المنافسات المتسلسلة ا ...
- نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (1) الفنون وا ...
- نحو تأسيس نظريات العقد الاجتماعي الحديثة، نظرية الأوزان الان ...
- الحلول السحرية للصراعات المستعصية (1) إدارة التقاطعات
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (2) استثمار تضخم أ ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (3) تجديد الفكر ا ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (2) التخطيط العنق ...
- الحلول الإبداعية -الجذرية- لمشكلات التعليم (1)
- الأسرار الفنية للتوفير في الإنفاق الحكومي (1) اعتماد سلم الأ ...
- نظرية الأوزان الانتخابية الحديثة !!
- الثقافة الديناميكية العشوائية الحديثة !!
- الإستثمارات المعلوماتية.. والإحتلال المعلوماتي!!
- الإستخبارات الثقافية .. والأمن الثقافي!!
- تأملات بريئة في تجارة العلاقات الإنسانية .. الخبيثة!!
- دعوة لاستكشاف أسرار اللغة العربية !


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى فؤاد عبيد - نحو تطوير الفنون والثقافة الفنية والتذوق الفني (2) الفنون والنقد الفني