|
شو قصة الخيانة هاي ؟ تعليق على مقال الزميلة سناء بدري ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4281 - 2013 / 11 / 20 - 12:13
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
شو قصة الخيانة هاي ؟؟تعليق على مقال الزميلة سناء البدري يتفق الجميع ، مؤمنون وملحدون ، يمينيون ويساريون ، متدينون وعلمانيون ، فلاسفة ورجال دين ، بل تتفق كل الأديان على تقديس الرابط الزوجي( بين زوجة وزوج أوبين طرف وأخر يأخذ شكلا معنويا ) ، تمجيد الإخلاص والتغني به ، وذم الخيانة ، نبذها بل وتصنيفها من بين ارذل السلوكيات الانسانية ، أن لم تكن ارذلها على الاطلاق ، هو القاسم المُشترك بين من ذكرناهم اعلاه . والخيانة في جوهرها هي خروج على الاجماع المُجتمعي العام ، وتخطي حواجز المنع (الممنوعات ) التي وضعها المجتمع أو الناطقين باسمه ، وهُم النُخب ،( فلاسفة الاخلاق ورجال الدين ) بهدف الحفاظ على النظام الاجتماعي السائد (والنظام يشمل ، النُظم السياسية ، المُعتقدات الدينية ، والبُنى الاقتصادية ) . أذن ، وخاصة اذا كانت الخيانة مذمومة ، يخرج "فاعلها من الملة " ، لماذا يغامر البعض بارتكابها مُخاطرين بذلك بمكانتهم الاجتماعية ، ولربما يتعرضون للنبذ المُجتمعي ، أو تعرضهم للطرد من بيئتهم الاجتماعية ، وحرمانهم من "حقوق وامتيازات " في مجتمعاتهم . ولكي أكون واضحا ، فأقصد بالخيانة ، هي ارتكاب أي فعل يعتبره المُجتمع خروجا على العُرف السائد ، وللتدليل فأن "التعاون مع العدو " هو خيانة عُظمى لأن الضرر الذي يتسبب به هذا التعاون يلحق بالوطن والأهل ، وكذلك " خيانة المبادئ " تحتل مرتبة متقدمة في تدريج الخيانات المذمومة وقد تصل تبعات أحداها أو اغلبها الاعدام لمرتكبها ، كالارتداد عن دين الاباء مثلا . ولكي نفهم الخيانة بشكل أعمق ، علينا فهم الوجه الأخر للعملة ، وهو الاخلاص !! والانسان ذكرا كان أم انثى مُطالب بالإخلاص لمجموعة كبيرة من القيم ، المبادئ ، السلوكيات والمعايير الاجتماعية ، فحياة الانسان هي مراوحة بين الرغبات الذاتية والمعايير الاجتماعية . وللتأكيد فليس كل ما "يفرضه " المُجتمع هو مُقدس وله مصداقية . لذا نجد بأن العظماء الذين تم تخليدهم في سجل التاريخ هم اولئك الذين شقوا عصا الطاعة وأطاحوا بالمُقدسات لمجتمع ما في لحظة تاريخية ما ، وكان فعلهم هذا ، هو خيانة عُظمى لقيم مجتمعهم ومقدساته. وعودة الى الخيانة الزوجية وتعريفها السائد مُجتمعيا ، ألا وهي الخيانة الجنسية . وكنتُ قد كتبت مقالا بشكل تداعيات على مقال العزيزة مكارم ابراهيم حول الجنس هل هو غريزة أم شعور ، واردفته بمقال عن الحب من وجهة نظر العُلماء (علماء الفيزيولوجيا والبيو-كيمياء ) ، وقد اثبتت ابحاثهم بأن الأمر كله كيمياء في كيمياء !! وقد سبق لباحثين أخرين أن قرروا بأن أقصى عمر للحب لا يتجاوز الخمس سنوات (يصبح بعدها شيخا مُسنا ). بغياب الحب عند طرفي العلاقة ، يبدأ البحث عن اثارة ، والتي قد يجدونها عند طرف جديد أخر ، هكذا كان وهكذا سيكون شئنا أم أبينا !! ليست هذه دعوة للإباحية ، بل هي دعوة لفهم الاسباب والبحث عن حلول ، وسائل وطُرق تُجدد "الاثارة " في الحياة الزوجية وتجعل كل لقاء وكأنه أول لقاء ..بترقبه ولهفته .. المسؤولية تقع على الطرفين ، فالرجل مُطالب بتكريس الوقت والجُهد والمال لكي تستطيع الزوجة الام ، تكريس الوقت للارتقاء بذاتها ، وكذا المرأة مُطالبة بالمثل .. وعلى كليهما أن "يُجددا " حبهما الواحد للأخرى وأن يُنميا ويطورا علاقة مؤسسة على الثقة المُتبادلة والاحترام ،على التقدير ، الدعم والمُساندة ، لأنهما "يخلقان " شيئا جديدا بشراكتهما ، هذه وغيرها تضمن أن يُخلص أحدهما للأخر ، حتى لو تعرض أحدهم لمرض يمنعه من ممارسة الجنس لفترة أو للأبد !! أذن المُبررات لارتكاب الخيانة الجنسية كثيرة ، وأهمها الكيمياء ، لكن الدواعي لعدم ارتكابها أكثر وأهمها احترام الكيان الانساني !! لكن .. وتحديدا في مُجتمعنا المُتزمت بأغلبيته والذي يعتبر الشرف في الحفاظ على غشاء البكارة ، والذي يعترض على ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج ، يُصبح الجنس هدفا من الزواج وليس نتيجة متوقعة من الزواج ، وهكذا حينما تتوقف مؤسسة الزواج عن اشباع الغريزة الجنسية (لأسباب كثيرة )، يُصبح الحل في تعدد الزوجات أو الخيانة الحسية أو المعنوية (الالكترونية ) . والخيانة هي هي في كل العصور والأزمان ، لكن تتنوع وتختلف الوسائل المُساعدة على تنفيذها ، وهذا هو حال التكنولوجيا التي تُسهل اللقاء وتفتح قنوات مُتعددة ! ولعل الوجه الأخر لارتفاع مُعدلات الطلاق ، هو ازدياد الوعي لدى المرأة في المجتمع العربي ، ففي الايام الخوالي ، لم تجرؤ النساء على سؤال أزواجهن عما يفعلون !! وثلاثية نجيب محفوظ خير توثيق لذلك . وهمسة في أذن الزميلة العزيزة سناء ، "لو أنك تنتبهي للأغلاط الاملائية وللصياغة " ، لك تقديري .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أرض الأحلام ...
-
رأي في الحب ..
-
بوستات عضو -الهيئة -...
-
الجنس :ميكانيكي (غريزي ) أم شُعوري ؟؟!!
-
ليالي الكريستال الاوكرانية..
-
طوفان الزبالة
-
ليلة الكريستال وقوانين نيرنبيرغ
-
The ntouchables وصلاة الاستخارة..!!
-
المُشترك بين دعاة الاعجاز والنافين له ..تعليق على مقال الاست
...
-
رب البُسطاء وتثوير الخطاب الديني
-
سونيا ابراهيم وثياب الامبراطور الجديدة ..!!
-
الحصار - قصيرة قصيرة
-
دمعة حرى وابتسامة متشفية ..!!
-
حيطان ، أذان وانا غضبان ..!!
-
وداعا جميلة
-
جزيء بوغز والديالكتيك ...!!
-
شمعة لا تنطفئ ..!!!
-
المجد للشهداء ..؟؟!!
-
لماذا نكتب ؟؟ رد على مقالة الاستاذ سائس ابراهيم
-
مؤتمر -تعدد الزوجات والزواج المبكر في المجتمع العربي -اسباب
...
المزيد.....
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|