أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نقطة ومن أول السطر!















المزيد.....

نقطة ومن أول السطر!


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 15:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للعالم تاريخ يطالع فيه أخباره. ومن هذه الأخبار ما تمر عليه أنظار الأجيال الأخيرة وهي تحمد الله على ما وصلت إليه البشرية بعد حياة بدائية اصطبغت بلون الصراع الوحشي للإبقاء على النوع. ويأتي في الأخبار لون آخر فيه لمعات الفكر الإنساني التي أضاءت نواحي الحياة بالعلم والكشف والاختراع ومن ورائها أفق أعلى للإشراق منه يستمد العلماء والحكماء والفلاسفة إلهاماتهم. وبفضل صفحات هذا التاريخ استطاع العالم أن يدرك حدود كل مرحلة اجتازها، ويتبين معالم كل خطوة خطاها في تطوره. فحين يستعرض حياته وكيف درجت من الغابة إلى العائلة إلى القبيلة إلى المدينة إلى الأمة، فإلى الدولة، يرى كل مرحلة من هذه المراحل اقترنت بأبطالها الذين كانوا يعملون عملاً واحداً متصلاً، ويهدفون إلى هدف واحد رغم التفاوت الذي يبدو بين عصورهم تبعاً لادراكات الناس وقابلياتهم واستعداداتهم.
على أن الصورة التي تستوقف نظر العالم أكثر هي تلك التي تريه حياته المتدرجة، وكيف أنها لم تقف عند نهاية مرحلة بالذات ! فهي لم تكد تبلغ نهاية مرحلة البداءة حتى خطت إلى العائلة، ولم تكد تبلغ نهاية مرحلة العائلة حتى خطت إلى القبيلة، وهكذاإ المدينة، فالأمة، فإلى الدولة. ثم ها هو العالم يشهد سهم التطور موجهاً إلى مرحلة أكبر، فلم تكن حياته تبلغ نهاية مرحلة الدولة ‘إلا لتخطو خطوة أمامية أخرى موسومة اليوم بمرحلة "وحدة العالم الإنساني".
ويلاحظ كذلك انه مهما بلغ من تفاوت في قوة إشعاع النجوم المتلألئة في آفاق العلم والكشف والاختراع تبعاً للزمن، فإن طبقة هؤلاء العلماء والمكتشفين والمخترعين وسائر طبقات البشر يستمدون أنوارهم من شمس واحدة تسطع بنور واحد وحقيقة واحدة انعكست في زجاجات رسل الله، إبراهيم وموسى وزردشت وبوذا والمسيح ومحمد والباب وبهاءالله. فعند طلوع شمس واحد منهم تعيد في عصره ذلك النور الواحد الذي أشرق على عصور الإنسانية المتدرجة، واستضاء منه الفكر بنور جديد واستمد منه حرارة جديدة تدخله في ربيعه المنعش المتأرج. وهكذا رأينا "أن ابيدقليس الذي اشتهر في الحكمة كان في زمن داود، وفيثاغورس في زمن سليمان بن داود وأخذ الحكمة من معدن النبوة" ، ورأينا سقراط يذهب الى أورشليم ويتلقى علم التوحيد وخلود الروح، ورأينا "جاليليو" يخترع التلسكوب ويعلن نظريته الجديدة التي تقول بسكون الشمس وحركة الأرض تأييداً لما جاء به القرآن الكريم "والشمس تجري لمستقر لها... وكل في فلك يسبحون" (يس 38-40). وهذه النظرية الجديدة هي عكس النظرية البطليموسية القديمة التي سيطرت أجيالاً طويلة واستمر علماء الإسلام يأخذون بها قرابة تسعمائة سنة رغم آيات القرآن.
فللتاريخ قلمه الذي يخط به صفحات النهضات الروحية المتوجة لمراحل الفكر والعلم والكشف والاختراع، ويثبتها في صراحة وقوة رغم الأقلام التي تتجمع من حوله وتتحرك بعنف لتحطيمه. والذين كان من حظهم أن يمسكوا بقلم التاريخ ليكتبوا الصفحات كانوا يحسون بما سوف يصيبهم من أذى وبلاء. ومع ذلك لم ترتعش أيديهم، بل مضوا يرقمون راضين لأنفسهم التعذيب والتشريد والإيذاء، بل والقتل في سبيل فكرتهم التي استقرت من بعدهم، بل اندفعت قوية آخذة مكانها في سير الحضارة.
ولم تكن شموس الحقيقة - رسل الله - لتطلع من خلف حجبات الجهل إلا لتواجه الظلام الكثيف الذي اصطنعته أوهام الناس، والموجات العاتية التي ارتفعت من بحور الاعتراضات. ولئن أفلح التعسف والجهل وعدم الإنصاف، بحسب الظاهر، في إخماد المشاعل التي أضاءت فروع العلم والكشف والاختراع، فانه لم يفلح في وقف إشعاعها. كذلك أفلحت نفس تلك القوى في تعذيب وقتل مشارق هداية الله، ومهابط وحي الله وحاملي رسالات الله، ولكنها لم تفلح قط في حجب شموسهم التي تظل تهب الحياة لعالم الإنسان، بل لكافة الكائنات، فالإنسان إذا صفت روحه صفا التراب والماء والهواء، واذا أظلمت روحه اظلم الكون وما فيه.
ويدور الزمن، وتدرك الأجيال التالية قيمة ما قدمه راقمو التاريخ وعظمة وجلال الصفحة المتوجة لكل مرحلة من مراحل التطور العام وهي التي رقمتها أصابع رسل الله.
ليس عجيبا أن تحمل هذه الحقائق عبرة التاريخ كاملة، ولكن العجيب هو أن يظل الناس سادرين في غفلتهم، ويرتكبون، كلما واجهوا نفس الظروف، ذات العمل الذي كانوا يعيبونه على غيرهم ! فعندما يحدثنا التاريخ عن نكبة الحقيقة في محاكمة سقراط التي انتهت بتجرعه السم، أو عندما يحدثنا عن النكبة الكبرى في محاكمة مظاهر أمر الله - إبراهيم وموسى والمسيح ومحمد والباب وبهاءالله - توطئة للقضاء عليهم وقتل حركتهم، يتحرك الناس فيما بعد، وينظرون إلى تلك النكبات باعتبارها الوصمة العريضة في جبين الإنسانية التي خلقت أصلاً لتعيش وتفكر في حرية، ولتعبد الله في حرية كفلتها ونظمتها رسالات الله منذ أن عرف الإنسان له تاريخاً على الأرض. هذه الحرية الكاملة الفاضلة هي التي جاء رسل الله لتثبيتها في قلب الحياة، لأنها تستمد نورها من السماء لتضيء به مسالك الأرض ".
وكم من مأساة مروعة سجلها التاريخ كلما تعارضت أهواء الناس مع الناموس الذي أبدعه الله تعالى، ففي هذه الحالة يكون الجور والظلم والجهل والوهم، ويكون الحكم للمادة وسلطانها، والأمر للنفس وشهواتها! فاذا جاء أمر الله، وظهر حامل رسالة الله الذي يدعو الناس إلى العدل والرحمة والشفقة، ورعاية المسكين، وإغاثة الملهوف وإعانة الضعيف والفقير، وإزالة الجهل من بين الناس، وإصلاح الحياة التي أفسدتها الشرور، ورسم الطريق من جديد - اذا جاء هذا البشير لأهل الأرض المعذبين، وارتفع صوته الحنون بتغردات الرحمة، تصدّت له قوى الشر والفساد والهوى المسيطرة على الناس تريد أن تمحوه وتخفت صوته وتطفئ نوره، وهو إنما أتى ليقدم لأهل العالم من حب السماء انموذجاً مثالياً لحياة جديدة يفدي في سبيله بحياته راضياً، وهو موقن بأن غطاء الوهم السميك الذي حجب أعين الناس عن مشاهدة أنوار الحق فيه وفيما أتى به سوف يكشف بإذن الله، فيعودون يشاهدون بأعينهم ويسمعون بآذانهم.
وحين تسطع صفحات رسل الله المتوجة لمراحل التطور والرقي والحضارة الإلهية، وحين تزدان أيضاً إطاراتها بدمهم الأحمر الذي رقّموا به طراز الفداء في رضاء علوي وفي حب خالص لأهل الأرض، تنادي تلك الصفحات النوراء أهل العالم بأن يتركوا قلم الله ليرقم التاريخ، وأن لا يحرموا أنفسهم من آثاره، وأن لا يغفلوا عن عبره... ويجئ هذا النداء على صورة التحذير "هم حكماء في عمل الشر، والعمل الصالح ما يفهمون. نظرت الى الأرض وهي خربة، والى السموات فلا نور لها، نظرت الى الجبال فاذا هي ترتجف" (توراة - ارميا ص 4)... "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها كم من مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها ولم تريدوا، هو ذا بيتكم يترك خراباً" – (إنجيل - متى 23)... "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون" (قرآن - البقرة 87).

"قل يا أهل الأرض، إنا أريناكم فناء ما عندكم وأسمعناكم ذكر الرحيل في كل الأحيان. ضعوا ما عندكم من الظنون والأوهام. خذوا ما أوتيتم من لدى الله مولى الأنام"...( بهاءالله - لوح نصر الله) .

فأنتصحوا يا أهل الأرض.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليم المراهقين والشباب من خلال خدمة المجتمع
- المضي قدمًا معًا للقضاء على الفقر
- دستور أخلاقي عالمي
- الهدف الأسمى هو وحدة العالم الإنساني
- الروحانية نهج للحياة
- الخطبة المباركة(لحضرة عبد البهاء) باللّغة العربيّة في تونون ...
- نقطة تحول في مسيرة الحضارة الإنسانية
- شمس الحقيقة
- الإنسان وفصول الطبيعة
- الأمم المتحدة تفحص اسباب العنف ضد المرأة والفتيات
- موازين إدراك حقائق الأشياء
- السلام أيها الإنسان في كل مكان
- نحو الاتّحاد
- لماذا تتعدد الأديان وما سبب الاختلاف بين أتباعها2-2
- لماذا تتعدد الأديان وما سبب الاختلاف بين أتباعها1-2
- تحزّب العالم تحت عباءة الدين 3-3
- تحزّب العالم تحت عباءة الدين 2-3
- تحزّب العالم تحت عباءة الدين 1-3
- الدين واحد
- الإنسانية وصراعها اليوم


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - نقطة ومن أول السطر!