أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حدوي - نحن في حاجة الى قانون حمو رابي



نحن في حاجة الى قانون حمو رابي


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 21:44
المحور: كتابات ساخرة
    



القضاء والتسيير الاداري العقلاني وتيسير معاملات الناس عنوان حضارة كل أمة، وقد سعت الشعوب في الحضارات الماضية منذ القدم الى الاهتمام بهذه القطاعات الحيوية لما لها من دور كبير في التقدم والتطور. وربما هذا مادفع آدم سميت في عصره الى ان يقول "لاتوجد مجتمعات متطورة إقتصاديا بل هناك مجتمعات متطورة إداريـاً" .ربما لا ابالغ حين اقول أن القضاء و التعاملات الادارية في بلدنا هي رأس كل البلاء والداءبسبب الفساد والرشوة وسوء التسييروانعدام وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ..ومن منا لايعرف هذا..وهذا في نظري كلام جميل ومنطقي جدا، لكن..أين العقلاء ياقوم –ان وجدوا-حتى يسمعوا هذا الكلام ؟
كلنا، ياسادة، نعرف في التاريخ أو على الأقل نسمع بحمو رابي صاحب الشريعة المشهورة والمعروفة بشريعة حمورابي.. قبل أربعة آلاف عام كما قرأنا في كتب التاريخ القديم وضع حمورابي في بلاد ما بين النهرين شرائعه المشهورة وهي أقدم قانون مكتوب في التاريخ من بابل القديمة في العراق. لقد نأت الحضارات القديمة و المعاصرة بعد حضارة بابل القديمةعن تطبيق قانون حمو رابي لأن الكثير من بنوده، حسب اعتقاد الناس ، تتسم بالغلو.. ولهذا تم إلغاؤها حتى لا ينتجوا مجتمعا من المعوقين خاصة حين تطبق مثلا قاعدة السن بالسن والعين بالعين..ورغم ذلك هناك قوانين اخرى لو تم احياؤها اليوم في عصرنا لعاد للقانون هيبته التي افتقدها بسبب العديد من الحرامية والتماسيح الذين احدثوا فيه ثقوب واسعة كثيرة .سوف لن نستعرض هنا كل الشرائع التي سنها حمو رابي في القرن (الحادي والعشرين ق.م)، لكننا بالمقابل سنحاول ان نقدم مساهمة بسيطة للتعرف على ماقاله هذا الرجل في المقاول ونحن في القرن (الحادي والعشرين بعد الميلاد)، وهذا هو الاهم والذي من أجله ايضاصغت هذه المقالة .كان «حمورابي» اول من سن قانونا يدعو الى قطع رأس المقاول الذي لا يحسن اداء عمله وكان من بعد حمو رابي في الثقافة الاسلامية إِنَّ اللَّهُ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ "!!
بناء عليه .. جولة في بعض شوارع وطرق مدن وقرى بلدنا التي تشبه كثيرا ديموقراطيتنا السياسية المليئة بالمطبات المختلفة، ستجعلنا نطالب بإحياء بعض نصوص شريعة حمو رابي وتطبيقها حرفيا فيما يخص بعض المقاولين وبعض رجال الادارة الموكول اليهم مسؤولية رقابة المشاريع والمنشآت الخاصة والعامة..فحين نعاين مثلا طرق بلدنا نجد دائما مطبات مختلفة ،مطبات وحفرأرخت لعبث المقاولين في فترات وتواريخ مختلفة ، مطبات وحفر لاأحد يقترب منها لإصلاحها و كأن مصلحة حفظ الاثارفي البلد قد استولت عليها باعتبارها من الاثار الخالدة التي لا ينبغي إصلاحها، لتبقى كإرث تاريخي متوارث لدى الاجيال لاينبغي المساس به مهما كسرت أوأعطبت من هياكل عربات، وشاحنات ،ودرجات.. ومهما سببت في حوادث سير كثيرة مميتة تقشعر لها الابدان.. وكلنا نسمع كل يوم عن حوادث حرب الطرقات التي تحصد تقريبا نفس الاعداد من الارواح التي تحصدها الحروب والنزاعات المسلحة، فليس العامل البشري وحده هو المسؤول كما يدعي البعض الذين يسعون الى حجب الشمس بالغربال .. فحين تتجول بسيارتك مثلا على الطرقات، تجد مطبات كثيرة،مطبات لها تاريخ مجيد جعلنا نحافظ عليها ربما لجلب 10ملايين سائح لمشاهدتها، فكل مطب له تاريخه الخاص ،فهذا مطب يذكرك بالحقبة الرومانية بالمغرب وذلك واضح من شكل حفرته حين تتمعن فيها تجد أنها من اثر عربات الرومان .وهذا مطب آخر غائريؤكد منظره بوضوح انه من حقبة الاستعمار لأن فيه أثر قذيفة فرنسية، وهذا مطب يعود الى سنوات آواخر القرن الماضي لأن حصى ارضيته كثير وبإسفلت قليل لايفي بالمطلوب وبمعايير الجودة العالمية. وهذا مطب آخر حديث العهد تم انشاؤه في طريق حي شعبي بسرعةلأسباب انتخابية ،مطب آشبه ببحيرة تتجمع فيه مياه الامطاروالمياه العادمة وصار مرتعا للضفادع وشكل بيئة خصبة لجلب كل انواع الحشرات والناموس.. مطبات كثيرة وجدت لأن الكثير من المقاولين ببساطة لاضمير اخلاقي ولاديني لهم، ولأن ايضا حمو رابي مات ،وعُطلت شرائعه القديمة، وبقيت محفوظة في الألواح بمتاحف بلد مابين النهرين وفي كتب التاريخ القديم يجترها بلا فائدة طلاب التاريخ في المدارس..وحين ترى تلك المطبات بأنواعها المختلفة تتسأل ،هل تلك المطبات فعلا موجودة في الطرق أم في أذهان المقاولين الذين انشأوا تلك الطرقات؟، لا أحد يحاسب أحد ،ولاحكامة جيدة في هذا البلد،وهذا ما جعل الكثير من المقاولين اليوم يشعرون بالرضا التام والسعادة الغامرة..لو قمنا بإحياء بعض بنود شريعة حمو رابي على بلدنا اليوم خاصة فيما يتعلق بالمقاولين والادارة والطرق والتعمير ، لأصبحنا في ظرف وجيزننافس المانيا واليابان في الصرامة والدقة في العمل والمعقولية..لقد صدق من قال"من أمن العقوبة أساء الادب". ومن المفترض تعديل هذا المثال لنقول، "ان من عاش في بلدنا أمن العقوبة وأساء الادب". وكيف سنستغرب بعد كل هذا ان تحول بلدنا الى بلد ينجب التماسيح والعفاريت التي تخلق المطبات في الطرقات والاقتصاد والمال العام والسياسة والثقافة وكل شيء، عفاريت وتماسيح قوية ومفترسة ترعب حتى مسؤول من حجم رئيس حكومة البلد الذي صرح بأنه لايقوى على القضاء عليهم في بلد العجائب والغرائب الذي يشبه بلدمن بلدان الاساطير القديمة..فهل سنستغرب بعد هذامن اعداد تلك المطبات التي يخلقها العفاريت والتماسيح في الطرقات والسياسة والاقتصاد والصحة والشغل والتعليم و المال العام ..؟؟!!



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر
- حين يلتقي فساد الأشرار بصمت الاخيار
- الغرب و مواطنيه الجهاديين في سوريا
- التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها
- الخطأ والعيب فينا!
- كرة القدم والإثارة الجنسية عند الرجال


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد حدوي - نحن في حاجة الى قانون حمو رابي