بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 18:53
المحور:
الادب والفن
حظيرة الخنازير 1969(بيير باولو بازوليني): قصة لاداعي لها وخالية من التفاصيل وحتى من الحوار
العوالم بالأساس هي عوالم متخيلة فنتازية من قبل المخرج،مقصودها اسقاط سياسي وهو في تعاون اول مع بطل الموجة الجديدة (الممثل جون بيير لود)،ويعود بازوليني الى الخلط بين زمنين مختلفين اولهما يخص العصور البدائية وابطاله جماعة من اكلة لحوم البشر بينما الآخر ابطاله جماعة من الارستقراطيين والمقصود النهائي هو سياسي طبعا... الزمن هو الزمن الألماني الحالي...
جولبان 25 عاما وايدا 17 عاما يعيدان تنظيم أفكارهما من اجل الزواج وهو يرفض الزواج منها ومن ثم يضع نفسه في غيبوبة متعمدة،وهناك اسقاط لكلمات على شاكلة الثورة وحائط برلين على مضض ومن غير اهمية تذكر بينما والده يعمل تحالفا مع راعي الحرب الألماني..
بالأساس هذا الفيلم المطول يسرد قصة لاداعي لها وخالية من التفاصيل وحتى من الحوار،ونجد انفسنا في استمتاع وثائقي وعن اناس وكأنهم يعبدون بركان وفي النهاية سوف يصلب هؤلاء حتى الموت،والأمر الذي من غير الممكن ابدا أن لا يكون صحيحا هو ان بازوليني قصد من وراء اكلة لحوم البشر هؤلاء النازيين بالاساس ومعهم الى درجة ما الفاشيين الايطاليين....
بينما القصة الثانية التي محورها جوليان-على انها لا تحسب بانها موضوع الفيلم الرئيسي- تبدو مختلطة مشوشة والتحالف المقصود به كان عبارة عن هجاء ليس الا للمؤامرة السياسية،كما ان جوليان يموت قتلا من قبل مجموعة من الخنازير في الحظيرة التي كان يتردد عليها دائما وكما يبدو فان تلك الخنازير هي حبيبته التي يرفض ان يبوح باسمها وكما قرأت عن الفيلم فهو كان يمارس فعلا فاحشا مع الخنازير...
الفيلم بشكل عام جاء متوسطا وربما اقل ولم يثر الكثير من الاشكاليات،كما اننا نلاحظ فيه اسلوب بازوليني المبالغ فيه،الذي دعي ذات مرة بالواقعية الحقيقية،لأنه من الممكن ان يستخدم اي شيء ليعبر عن مدى كرهه لتلك الزمرة ولكي يثبت مدى قبحها في نفس الوقت وهذا ما فعله في فيلمه سيء السمعة 120 يوم في سادوم
الحوار الذي دار بين الدا وجوليان مع بداية الفيلم يشبه نوعا ما اسلوب غودار بتغريبه للكلمات،كما أن الحوار الذي دار بينهما لا يمكن ابدا ان يكون تلقائي،وهو حوار شبيه بالمسرح الشكسبيري والكلمات التي كان ينظق بها جان بيير لود عندما كان ذات مرة بطلا لفيلم دعي ذات مرة ب(الأم والعاهرة) على كثرتها إلا أننا من المستحيل أن ننعتها بهذه الصفة...
بلال سمير الصدّر 2/3/2013
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟