محمد حميدة
الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 14:39
المحور:
الادب والفن
مقهى
و وطن مصلوب خارج المقهى
و فتاة تعبر الطريق تحمل بيدها ورده
تريد أن تضعها على ضريح أخيها
تقف أمام زجاج المقهى
تحدِّق بعيني و أنا أنظر
لِ حمامة بيضاء تحمل غصن زيتون
تطير بعيدا و تعود لتقترب من الزجاج
الذي يفصل بيني و بينها
و تختلس النظر للحمامة و لغصن الزيتون
الذي يكاد أن يسقط أرضا
مقهى
و طفل يركض حافي القدمين
بعد أن ضرب بحذائه جنديا على
حاجز قريب من المقهى و ذهب ...
مبتعدا ليس خوفا و إنما..لِ يُخبر
الأطفال الذين بعمره بما فعل
مقهى
و صحيفة يزداد أسماء الوفيات
بين ثنايا صفحاتها
و قصيدة هجاء على الصفحة
الأولى لست أتذكر أو على
آخر صفحة من صفحاتها
و رسمة كاريكاتير خُيّل لي
أنها رُسمت بقلم ناجي
و بين سطور الكلام المنشور
في الصحيفة
لا شيء يوحي بأن نائما
من سباته استيقظ
في ذاك الصباح
مقهى
و كأسَا قهوة أمامي
أحدهما انتهيت من شربه
و الثاني خُيّل لي أنه انتهى
أطلب من النادلة كأسا
تُجيب و ابتسامة مُبهمة
على وجهها..
لِمَ لَمْ ترَ غير الكأس الفارغ..!!
و عيون الفتاة تراقبني بصمت
محمد حميدة
الأراضي المُحتلة
#محمد_حميدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟