صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1219 - 2005 / 6 / 5 - 12:15
المحور:
الادب والفن
الأرضُ شهقةُ طفلٍ مبلَّلة بالخير
2
... ... .... .... ..... ...
الإنسانُ كرتونٌ غير مقوَّى
يتنطَّحُ
لمجابهةِ جبروتِ الطَّبـيعة
لكسرِ أغصانِ الطُّفولة
يتشرَّبُ بشراهةٍ
جموحَ الجسدِ
نحوَ عوالمِ الفساد
الإنسانُ دهاليزٌ سوداء
مرتَّقةٌ بحبلِ الغرائزِ
جنونٌ حتَّى النِّخاعِ
آهٍ .. صداعٌ متطاولُ الأوجاعِ
يلازمني في كلِّ حين
كأنّه محشوٌ بالأشواكِ
وجعٌ عندَ الصَّباحِ
عندَ منتصفِ الظهيرةِ
قبلَ حلولِ الظلامِ
عندَ المساءِ
وجعٌ
حتّى
بزوغِ
الشَّفقِ
أينَ المفرّ
من مضاعفاتِ الصُّداعِ؟
الأرضُ تمتصُّ أوجاعَ البشرِ
تهدِّئُ بحنانٍ
أمواجَ البحارِ
تغازلُ نجومَ اللَّيلِ
تفتحُ صدرَها بكرمٍ
لكلِّ الكائنات
الأرضُ صديقةُ الورودِ
صديقةُ الرِّيحِ واليمام
الأرضُ بستانُ محبّة
حضنُكِ يا أرض
ولا كلَّ الأحضانِ!
الإنسانُ
صديقُ الكائناتِ الشَّائكة
ينحو منحى الافتراسِ
بعيدٌ عَنْ أواصرِ المسرَّةِ
رحلةُ بكاءٍ
موشومة على صدرِ اللَّيلِ
الأرضُ شهقةُ طفلٍ
مبلَّلة بالخيرِ
مخاضُ أنثى حبلى بماءِ الحياةِ
بسمةُ وليدٍ
في صباحٍ باكر!
... ... .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟