مجيد الشيخ الحلي
الحوار المتمدن-العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 00:04
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في مقهى الشعب الواقعة على الحدود الفاصلة ما بين محلة الاكراد وكَاع سيد عباس/حي شبر تَعرفتُ على حامد اسماعيل الهيتي , يومها كانت مقهى المرحوم سعيد شهيد الصفار ومن بعده ماجد جودان مكاناً وفضاءاً للسياسة وبعض شخوصها وفي المقدمة منهم جيفار وتروتسكي وعزيز الحاج وجمال وعبد الناصر , وللفلسفة حيث كان النقاشُ محتدماً حول ما كتبهُ سارتر والببر كامو وما قاله الحلاج و ابن خلدون في مقدمتهِ, وكان للشعر حيزٌ نسمعه من حامد اضافة لما كان يمثلهُ حامد بتعابير اخرى تحملُ صفة العبث والتمرد وما ينتجُ عنها من قفشات, في هذا المكان و في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن المنصرم كنا نلتقي وحامد بيننا ولم يكن المرحوم عليوي ابو العنس ولا سالم بجو بعدين عن هذه التأثيرات. ومرت الايام والشهور وانتقل الكثيرون من نفس الوجوه والشخوص الى
مقهى اخر في وسط الحلة في مكان كان يتوسط محل شاكر فرانسوا لبيع المشروبات ومكتب المقاول محمود ابو خمره ,انها مقهى ام كلثوم الذي افتتحها حديثا فاضل رشيد الخياط, وهنا كان الجميع اصدقاءاً ومحبين لحامد الهيتاوي. فنانون وشعراء وأدباء وبسطاء ومسرحيون ومهمشون ووجوديون وصعاليك وسامعو طرب وسياسيون , شاكر نصيف وكريم النور وياسين برين وحميد شاكر وسامي الوجودي ومحمود العطية وعبد علي حمزة وظافر نادر وعبثية عباس ديكان وثامر الاغا.................وشاكر ابو الكعك الذي لم استطعْ اكتشاف الخيط السري الذي كان يربطه بالمخمور دوماً والمبدع دوماً والضاحك دوماً والساخرُ دوماً حامد الهيتي.
عُرفت مقهى ابو سراج في الثلث الاول من سبعينيات القرن الماضي انها مقهى للشيوعيين كما كان للبعثين مقهاهم /يوم حسد حامد ....... لأنه لا يستطيع ان يكون ........ / ؟ ......في مقهى ابو سراج كتب الهيتي حامد جزءً من شعره وبعضً من قصصهِ واعمدته ِ السريعة ..كنتُ اتخيل حامد وهو يعجنُ الفكره في رأسه ما بين خروجه من البيت حتى وصوله المقهى ليتخذ زاوية فيها ويبسط اوراقهُ ويخرج القلم ليكتب , وبينما الدخان يتصاعد متواصلا من سكائرهِ المتتالية ..ما نسمع منه إلا اكتملت ,وبخط يده الساحر الجميل
حامد الطيب العزيز ليتني اتحول دواءاً يزيلُ عنك كل الجلطات ويعيد لك الذاكرة...َوأذكركُ يوم بكيتَ عليَ حينما نهشت الذئاب الوحشية جلدي بأنيابها,, وأذكركُ يوم كنتَ معلما رسم حر لا تطلب من تلاميذك رسم نخلة أو شجرة.. اتذكر يوم جئتَ مندهشاً من ذلك الطفل الذي رسمَ حماراً مطروحا أمام بيتهم , وحين سألتهُ ما هذا أجاب...... أستاذ هذا مطينا الذي أحبهُ قد مات يوم أمس......وبكى
وأذكرك حامد الصبي, لا لكونك صبياً ولكنك هكذا كنت وأنت تفرحُ
وترقص جذلا متمايلاً بعد الربع الأول حين حدثتك عن رسالة نوفل الجنابي الثانية من الكويت التي كتبَ فيها أني مشتاق اليكم وتنقصني حضرتكم ويا ليتني كنتُ معكم والشيخ يحتسي نصف ربع العرق العصري ويأكل نصف كباب بالمعجون في نادي المعلمين ,هذه امنيتي كما اشتهي أن اسمعُ فشورة طفل من اطفال الوردية, ألا تعود لك الذاكره يا شيخ النكاتين وعميد الساخرين لنستذكر تلك الايام , ونخفف عن بعض همومننا في هذا الزمن الاغبر.
أما شقة هذا الرجل السومري المولد , البابلي الهوى والمبتلى بعشق الحلة ,الناقد عبد الرحمن حميد حسن اطيمش, فأني لا أريد الحديث عنها الان بشخوصها وأحداثها وأسرارها وجمالها, حيث كان كل شيء جميل فيها ,لكني اسجل فقط كيف كان حامد الهيتي يدخل اليها برمز سري ودقات باب متميزة ومخصوصة وذلك لأعتبارت يعرفها اكثر مني صديقي الشاعر موفق محمد .
يوم تخلصت من الذئاب وحللت في منفاي الاجباري لم أجد من أتذكر معه تلك الايام الحسنان يا حامد , فاجلسُ وحدي اتذكرها مع نفسي وأفرح, وقد تمنيتُ يوما أن قصيدة قصيرة لشاعر مبتدءِ مثلي ان اقدمها اليك لتقرأها وتعطيني رأيك فيها وكتبت.....
الحلةُ في ذاكرة الاوطانِ
لا طعم الرمان ولا خارطة الاكوان
تُطفي" ظمئي منكِ.....أو ترمني في طي النسيانِ
فأنا حيوان انسان......يحيا ويموت
ويحبُ بقلب صافِ ...ويروم العودة اليكِ
فقد مللّتُ العيش في كل مكانِ
وأملتُ نفسي ثانية ...بعد نفاذ زمن المنفى الاول ووقوعي في منفىً ثانِ أن اقرأها اليك ولكن من أين لك حبيب القلب سماعي؟
وأخيرا مكانك في القلب مضمون حامد......حامد الانسان , الفنان , المبدع و الساخر , الأليف المحبوب والمحب....اسمح لي ا ن اُذكرك يوم حدثك صديقك الراحل القريب جبر داكي حسون عن جلستنا التي لم تكن انت حاضرا فيها...والتي غنى فيها بصوته الشجي وهو يدق العزف بأصبعهِ الآدكم
بستان الحلو هب الهوى وطاب.....................وكَعدنه أنا وجليل امره والأحباب
وحنه اليطكَ الورد بينا والماي خنياب
سلمَ حامد وطاب ثرى جبر ابن جهيدة ويبقى حامد الهيتي في ذاكرة الحلة
سأحبك حامدا ما دمتُ حيا
واسألُ الرب العزيز
ضمان وجودنا على نهر الجارياتِ
وجمعنا بحسان وخضار عشبِ وميا
#مجيد_الشيخ_الحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟