شمسان دبوان سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 11:28
المحور:
كتابات ساخرة
المبني للمجهول هو ما لم يرد فيه ذكر الفاعل، أي ان الفاعل لا يذكر ويظل مجهول من قام بالفعل.
وفي الوقت الحاضر اعتقد ان المبني للمجهول أصبح الدرس الوحيد والمسيطر في مجتمعنا وواقعنا المعاصر وأصبح لغة الاصالة والمعاصرة في الاعلام والسياسة والبيت والمدرسة.
ففي البيت تسال الطفل الصغير من كسر هذا يا ولدي فيجيب " لا أدرى" ترى الأشياء تسقط من يده بأم عينيك فيأتي الطفل اليك قائلا " بابا، الكأس انكسر! ومن كسره، فيجيب هو انكسر. ببراءة الطفولة مقبول ان الكأس يكسر نفسه وإن كان من الواجب ان نرشد الطفل ونعلمه ونشجعه على قول الحقيقة.
وفي المدرسة يقضي التلاميذ اوقاتهم في اللعب وعند يسأل المدرس عن الواجبات المنزلية تنطلق الإجابة تلقائيا " كنت مريض يا أستاذ! او أي عذر اخر.
وفي معرض صنعاء الدولي للكتاب تلف كل اركان المعرض لتسأل عن كتاب محدد لتلاقي إجابة موحدة " لا والله ".
أما في السياسة وفي الصحافة والاعلام فعادة ما يقترن المبني للمجهول بـ " والله او والله العظيم واقسم بالله العظيم " تسأل الحكومة من قتل هؤلاء البشر، فيجيب الإرهابيين ومنهم الإرهابيين، الله اعلم. هل دفعك احد الى القيام بذلك؟ لا احد دفعني الى القيام بذلك اقسم بالله العظيم ،فانا لا احب ان احلف كذبا وزورا وبهتانا، انا لا احب احلف لكن اقسم بالله العظيم ............ الخ .
يناقش مجلس النواب الحكومة عن عجز واختلالات امنية وارتفاع أسعار وانهيار اقتصاد ومقومات دولة والاجابة الإرهاب. اذن نغير في الاعراب المبني للمجهول ، ارهاب مبني على الغموض مرفوع ومدفوع ومشدود بالقوي على الضعيف.
اللهم ازل الإرهاب ودمر الإرهابيين أينما حلو وارتحلوا واجعلهم عبرة لمن لا يعتبر.
#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟