أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - إجرام فى حق التنوير














المزيد.....

إجرام فى حق التنوير


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



مات المستشار والمفكر التنويرى العقلانى “سعيد العشماوي” فى صمت كأنه لم يعش بيننا ولم يصدر كتبا تعد علامات بارزة فى مسيرة التنوير والتقدم الفكري.

مات “العشماوي” بعد أن نجح اليمين الدينى خلال عام ونصف العام من حكم مصر فى إهدار الطاقة الثقافية والروحية للبلاد، والتى جرى استهلاكها فى إعادة فحص كل ما هو بديهى حول هويتنا وخصوصيتنا وركائز ثقافتنا ومنابع حضارتنا.

وقبل أن يحكم اليمين الدينى مصر ويجرها إلى هذا المآل المظلم الذى رفض الشعب الاستسلام له كانت سنوات الفساد والاستبداد السابقة بانحيازاتها الطبقية العمياء لرأس المال، وممارساته الطفيلية قد استخدمت الدين وتلاعبت به كأداة لمواجهة اليمين الدينى بعد أن كانت قد مهدت له الطريق عبر زيادة الفقر والبطالة ويأس الجماهير العريضة التى وجدت كل الطرق إلى المستقبل موحلة ومسدودة.

ونجح اليمين الدينى فى استقطاب جماهير عريضة بأفكاره الظلامية وأمواله الطائلة وعلاقاته بالتنظيم الدولى المرتبط عضويا وتنظيميا بأشد الدوائر رجعية فى أوساط الرأسمالية الاحتكارية العالمية وأجهزة مخابراتها التى خططت على امتداد العقود لإجهاض وتشويه بل وتدمير تطلعات الشعوب للتحرر والاستقلال والسيادة ومقاومة الاستغلال وإقامة العدالة.

جرى تهميش “محمد سعيد العشماوي” القاضى الذى أصدر أحكاما تاريخية دفاعا عن الحريات، والتعتيم على كتبه التى طرحت أعقد الإشكاليات فى تاريخنا وثقافتنا ودياناتنا بصورة مبسطة سواء عن الحجاب أو الخلافة الإسلامية وغيرها تماما مثلما حدث مع كل من “فرج فودة” الذى اغتاله اليمين الدينى بالفتوى وبالسلاح وقتله بدم بارد وأفرج الرئيس المعزول عن قاتله قبل أن يستكمل مدة حبسه مع قتلة آخرين.

ومثلما حدث مع “نصر حامد أبوزيد” أستاذ علوم القرآن الذى احتفت بدراساته وكتبه جامعات عالمية حرة بينما اختفت كتبه من مكتباتنا حتى الجامعية منها، كما اختفت كتب “العشماوي”، و”فرج فودة” رغم اتساع قاعدة النشر الحكومى والخاص، وأصبح مشروع التنوير كلمة تلوكها الألسن دون أى جهد منظم استراتيجى وطويل المدى لزرع مبادئ هذا التنوير وقيمه العليا من حرية العقل وحرية الدين والاعتقاد عامة، إلى الإعلاء من شأن المبدأ الأساسى الذى يقول إنه لا يجوز أن يكون هناك رقيب على العقل الإنسانى إلا العقل ذاته. كذلك جرى تشويه وتهميش المبدأ العلمانى الذى يفصل فصلا تاما بين الدين والسياسة وبين الدين والدولة ليصبح الدين شأنا شخصيا بين الإنسان وربه، وهو ما كانت ثورة مصر الوطنية الكبرى عام 1919 قد أعلت من شأنه بشعارها الخالد الدين لله والوطن للجميع. وها نحن نخطو فى اتجاه استكمال الربع الأول من القرن الواحد والعشرين وقد تراجع هذا الشعار إلى الخلف سنين بعد هيمنة اليمين الدينى الثقافية على المجتمع حتى أصبح الفكر التنويرى العقلانى الديمقراطى التحررى معزولا يلتزم حالة الدفاع عن النفس ويلوذ بالهوامش. ولعلنا نتفاءل خيرا حول مستقبله بعد أن أمسكت جماهير ثورة 30 يونيو بالحلقة الأساسية على طريق تطورنا الديمقراطى ورفعت شعارها العبقرى “يسقط.. يسقط حكم المرشد” رافضة الدولة الدينية، كان الإجرام المنظم فى حق التنوير عبر التلاعب بالدين وخداع الجماهير قد فعل فعله، وآن الأوان بعد ثورتين عظيمتين، انخرط فيهما شباب ماهر وعلى معرفة بما يجرى فى العالم أن نفتح ملف التنوير مجددا بدءا بنشر كتب هؤلاء المفكرين على أوسع نطاق فى مكتبة الأسرة وغيرها، حتى ننجو بأنفسنا من تجربة أكثر مرارة لحكم اليمين الدينى مرة أخري.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعم لإنقاذ السينما
- إسقاط الفوضي
- قيم إنسانية عليا
- الثقافة في الثورة
- ولا أحزاب علي أساس ديني أو مرجعية دينية
- لا مصالحة مع الإرهاب
- يا بركان الغضب
- لو خرج الفلاحون
- هشاشة المعرفة
- علمانية تركيا المتجذرة
- خوف الفاشية من الثقافة
- حتي ولو مسيحيا واحدا
- خريطة للأمل
- حرية عرفية.. ولكن
- المحروسة.. عنوان الحقيقة
- نهضة الجنوب.. دون مصر
- هوية جامعة.. متعددة
- الفشل طريق العنف
- خطر استدعاء الأزهر
- قبل السقوط


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فريدة النقاش - إجرام فى حق التنوير