أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - واحدة من النساء تكفي














المزيد.....

واحدة من النساء تكفي


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 09:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حاولت أمى تعليمى تقميع البامية وطبخ الملوخية بالطريقة التى يحبها أبى، وكان أبى لا يأكل البامية أو الملوخية الا بطريقة أمه الريفية، يدفن وجهه فى الطبق متشمما رائحه امه او طفولته، فإن لم يجدها أصابه الضيق.
أمى ابنة المدينة تنتمى لأسرة مثقفة دخلت مدرسة فرنسية، وكان حلم حياتها اكتشاف دواء جديد مثل مدام كيوري. عشت بين طبقتى أبى وأمى المتناقضتين، الى جانب التناقض الأكبر الموروث منذ الاف السنين، أعنى التناقض المفروض بين عقل المرأة وجسدها أكبر ادباء الغرب والشرق كتبوا ان عقل المرأة يفقدها انوثتها، وأكبر أدباء مصر توفيق الحكيم اشتهر بانه عدو المرأة، لكنه اعترف أنه يحب المرأة الجميلة فقط بدون عقلها، وقال أن المرأة تصبح قبيحة حين تمارس السياسة أو الفلسفة أو الكتابة، وأن الرجل الغبى هو من يتزوج امرأة ذكية مأساة لا يمكن انكارها تعيشها الكتابة أو أى امرأة لها عقل يفكر فى أمور غير البامية والملوخية!
كاتبات العالم عشن مآسى مختلفة تؤدى أحيانا الى الموت أو الانتحار، كما حدث لفرجينيا وولف الانجليزية وسيلفيا بلاث الامريكية وأروى صالح المصرية. لهذا تتظاهر الكاتبة بالغباء للحفاظ على عملها وزواجها، تتفادى الكتابة عن قضايا المرأة لتنال رضا الرؤساء وأصحاب النفوذ، خاصة فى العهود التى تتصاعد فيها قوة الاخوان المسلمين والاحزاب السلفية. إحدى صديقاتى كاتبة موهوبة، نشرت سيرتها الذاتية منذ عامين، لم تتعرض فيها للقهر الذى عاشته فى ظل سلطة أبيها المطلقه، أو الاستبداد الذى مارسه زوجها عليها وبناتها الثلاثه، تخلى عنها وعنهن ليتزوج إمرأة أنجبت له ولدا ذكرا يحمل اسمه وعائلته تحدثت الكاتبه فى سيرتها الذاتيه عن ذوات الاخرين، لم تذكر حرفآ عن ذاتها، أشاد بها نقاد الادب الرجال، تحدثت عن المباديء الثورية الانسانية العليا:
عيش، حرية، عدالة، كرامة انتقدت النخب المصرية الذين يتحولون بسرعه من عهد الى عهد وسيل الكتابات السلة غير العميقة، والصراع ضد الفساد والاستبداد، حكت عن طفولتها السعيدة على شاطيء البحر، والجوائز الادبية التى قدمتها لها الدولة، وميدان التحرير الذى نزف فيه الثوار الدماء، والشهيد الذى مات وهو يهتف تحيا مصر وفلسطين والعراق وتحدثت عن أبيها البطل الذى قاتل فى حرب فلسطين، بلغ كتابتها 350 صفحة لم تكتب فيه حرفآ عن أمها التى ماتت وحيدة فى غرفة معتمة بالسيدة زينب وكاتبة مصرية أخرى بارزة على المسرح السياسى الثورى، سافرت لمؤتمر أدبى فى فرنسا يناقش مشكلات الكاتبات فى ظل النظام الأبوى، بعد عودتها نشرت مقالا طويلا لم تذكر فيه كلمة واحدة عن موضوع المؤتمر، بل راحت تعبر عن لوعة الحنين للاسرة والوطن، رغم أنها لم تغب عن مصر الا أسبوعا واحدا، كانت تمشى فى شارع الشانزليزيه الواسع النظيف المظلل بالأشجار فتشعر بالحنين الى الحارة فى بولاق، التى مشى فيها أخوها فى المظاهرة قبل أن يسقط بالرصاصة الحية، والدم فوق الأسفلت، وروائح القمامة وأصوات الميكروفونات من فوق المنارات تعانق أجراس الكنائس، الأبخرة المتصاعدة من الكباب المشوى، بخور الحاج متولى يطوف به فى سيدنا الحسين، وعوادم السيارات والميكروباصات والتوك توك، وابتهالات الشحاتين، والجرافيتى على الحيطان يقول الثورة الثورة كل هذا جميل لكن لم تكتب كلمة واحدة عن موضوع المؤتمر الذى سافرت اليه، حيث نوقشت مشاكل النساء الكاتبات فى ظل الانظمه الابوية، وهى نفسها تعرضت للقمع الأبوى حين رفضت الزواج من الرجل الذى اختاره أبوها لها ثم أحبت زميلها فى المؤسسة، الذى اكتشف بعد الزواج أنها لا تطبخ البامية والملوخية بطريقة أمه، وأنها تفضل الكتابة عن الطبيخ، رمى عليها يمين الطلاق، كما يفعل الرجال فى بولاق التقيت بها صدفة فى الطريق، قالت أنها تأكدت من صدق كلمات توفيق الحكيم، سألتها لماذا لم تكتبى عن مؤتمر الكاتبات؟ قالت الا تعرفى عقلية رئيس رئيس الحزب الذى نا فيه؟ وعقلية رئيس التحرير الذى أكتب عنده؟ هل أعرض نفسى لما تعرضت أنت له يا صديقتى؟ يكفى واحدة تعاقب بالنيابة عنا.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيضحكون على دقون النساء؟
- القمة والحضيض.. عودة الوعى وغيابه!
- فقط لأنها ليست ولداً؟
- لماذا أصبحت المعرفة خطيئة؟
- الأسئلة البديهية الطفولية
- هل نتعلم مما يحدث فى أمريكا؟
- الشيوعية. والإسلام. وجدتى
- الطفلة والشيخ العجوز
- قانون العيب المزدوج
- اقتلاع جذور التفرقة
- لجنة الخمسين والسقف المحرم!
- الجمال والإبداع والنرويج
- ذكرى ثورات كانت ولا تكون
- مكياج الوجوه القديمة
- إقناع أنفسنا قبل إقناع الآخرين
- بناء عقل مصر فى دستور جديد
- الثورة والحسم وسقوط الكذب
- هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟
- الصوت الباقى فى الوجدان
- ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - واحدة من النساء تكفي