|
مَطبّات ليليّة لا تَمَسُّ أحداً..!
يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 19:51
المحور:
الادب والفن
مَطَبَّـاتٌ ليليةٍ لا تَمَسُّ أََحَـداً .. ! مُفـرَدٌ الليلةَ أنـا ، فيما الباقـون هَجَعَـوا .. ! سأمتطي صهـوةَ خيالٍ مُشاكِسٍ ، أحتسي شَكّي ، أََستطيِِبُ جَدَلـي .. لا يقيني ، حتى يُبرهنُ العلمُ ما هو أَرقـى من الديالكتيك المادي ..! أُحاولُ أَن أَتهادَنَ مع هـذا الليل وصريرُ هدوئه يُصفِرُ في أُذُني ، أَنْ أَتعايشَ وتلك الحنفيةِ الثرثارةِ ، تُنَقِّطُ القطرَ برتابَةٍ ، تَحِزُّ الأعصاب "طق .. طق .. طق " أنا والزمن المُعَلَّق في ساعة الحائط ، أَنْ أَطوفَ بأوردتي فـوقَ نخيلٍ يحلَمُ بزهـوٍ مَحَقته الحروبُ ، لأنّني أَعجَزُ من أَنْ " أَمسَحَ الحُُزنَ عن المساكنْ " !! .......................................... لكنّني خرجتُ عن طوري ، لمّـا إنتبهتُ إلى أَنَّ المُرتَّبَ الشهري إنقصفَ عمره ، ونحنُ في منتصفِ الشهر، لَمّـا نَزَلْ !! ............................................ ............................................ هـذا الورقُ الأسمَرُ ، الذي يَشفِطُ اللَمَعـانَ ، يشرَبُ ماءَ حبـري .. عَزَمتُ ، رُغمَ سُمرته ، أَن أكتُبَ مـا لا يتَبَـدّى فـي وَعـدِ غَيمَـةٍ ... فَشَظَفُ العيشِ ، أَحياهُ ، ولا أحتاجُ إلـى عَـرّافٍ ينبؤنـي بـه ..!! * مـاذا يبقـى وراءَ الأُفُقِ ..!؟ سؤالٌ أَعيـا البشريةَ مُـذْ دَبَّتْ عليهـا .. ! فلاسفةٌ ، علمـاءُ ، منظِّرونَ ، لاهوتيونَ ، مشعوذونَ دَجّـالونَ ... إلـخ إلاّيَ .. ما وراءَ الأُفقِ واضـحٌ لـي .. بلادُ الرافدينِ غَدَتْ أرضاً كُسِرَ فيهـا إحتكارُ الآلهةِ للحياةِ والموت ، حتى صـارَ الرصاصُ والموتٌ مُشاعاً .. ! شيءٌ واحـدٌ ، سَمَّيتَهُ وَطَنـاً ، سجناً أو جحيماً ... يَتَخَثَّرُ له دَمـي ، مثلما يَجِفُّ كلَّ يَومٍٍ دَمُ " أَبنـاء الخايبـة ".. أَهرَبُ من الجحيمِ إلـى جَنَّـةِ طفـولَتيَ الأُولـى ... تَهرَبُ مِنِّـي .. آهٍ ، لَـو كانَ القتـلُ تأويـلاً ..!! أو محضَ مَجـازٍ ... لَكُنتُ أَسرَعتُ نحـوَ رصـاصةٍ ، أُقنِعُهـا كي لا تَتـوهَ عَنّـي .. فلا يُصـابَ القَنَّـاصُ بالكآبةِ ، حتى لا يكبِسَ على زرِّ المُفَخَّخَة الرجيمةِ .. !! * مُقَمَّطـاً بِعُــدَّةِ الشتاءِ ، أومأَ لـي نَهدُُهـا .. أَنْ سيأتي الصيفُ ، يُبَعثِرُ كُلَّ عَثَراتِ البردِ ، يَنثُرُ عِطرَ الزَهرِ .. يُهَيِّـجُ غوايَةَ العُريِ للمـاءِ .... يشحَذُ ما تَغضَّنَ من هديلِِ البردِ ، نحـوَ دِفيءٍ مُرتَجى ... سيندَلِقُ النهـدُ من مَشَدِّه .. حينهـا سَيَطِقُّ غيرةً وحَسَداً ، ليسَ الشتاءُ وحـده ..!! * دَقَّتْ علَّيََّ بابَ غُرفَـةِ النـومِ ، توقِظني ،" بابا ، لمـاذا أَغلَقتَ رِتـاجَ البابِ عليكَ ..؟! " كيفَ أَشرحُ لهـا ، دونَ أَنْ أُثقِلَ على مُخَيَّلَتِهـا اليانعـةِ ، .... أُديـرُ الرتـاجَ ، يا نـدى ، كَـي لا يَتَسَرَّبَ إليَّ ذات الكابوس ... فكلما غَفَوتُ يأتيني ، يجلدُني ، مثل سَجَّانٍ ، حتى الفجر .. يََرحَلُ حينما يتعَبُ ، فأكونُ ، أَنـا ، لُقمَةً سائغةً لِلغَفوِ .. مُتوجِّعاً ، مَبلولَ الشَعرِ والجَسَدِ ... * أَعشَقُ في جارتنا الآسيويةِ صدرَهـا العامِرَ ، النافِرَ .. وغَمّازتَها جنوبَ شَرقِ عينها اليُسرى ، ولَستُ أَدري لمـاذا تحضرُ صورتها كلما إشتَدَّتْ بِيَ حُمِّـى العطَشِ ... جارَةٌ أخرى ، تُُزعِجُني فيها باروكتها القميئةُ ولِسانُها السليطُ ، يذبحُ المسامعَ ، فضلاً عن كونها من اللاعجيزيات !! تُدهِشُني ، تلك الشابة الصغيرة ، إبنةُ جارٍ آخر ، تُمارِسُ الحبَّ مع صاحبها ، مُشافهةً ، فوقَ مصطبَةٍ ، عندَ شُرفَةِ غرفتي ، حيثُ أُدخِّنُ ... وعندما تُمعِنُ بالوصفِ الماجِن – كي لا أقولَ الداعِرَ - ، فلا يُطيقُ إصطبـاراً، يصيحُ بهـا : " لا بُـدَّ أَنَّكِ إبنةٌ الشيطانِ ، ولا تَدرين ..!!"
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليسَ - مِنْ مَسَدْ - !
-
وفاءً لذاكرتي ..
-
.. بَعْضِيَ والليل
-
ذاتَ وَخْمَة(1)
-
رُحماك
-
شَذَراتٌ حائرة
-
ماذا فعَلتَ ، أَيّها الإسقريوطي ..؟!
-
سعدون - والي الحَرَمْ -!
-
يا ظِلّها
-
يوغا 2
-
الذيب
-
زُخرُفْ
-
فِخاخُ الصِغار..
-
شَبَهُ المُختَلِف ..
-
فُسحَةٌ للتأمُّل (2)
-
فُسحَةٌ للتأمُّل
-
افتراضات
-
هي دورةُ الأشياء ..
-
مَقاصيرُ نُصوصٍ
-
أَحزانُ المَطَرْ
المزيد.....
-
حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
-
فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
-
بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي
...
-
فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
-
الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب
...
-
ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في
...
-
توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
-
من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال
...
-
“احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م
...
-
فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي
المزيد.....
-
خواطر الشيطان
/ عدنان رضوان
-
إتقان الذات
/ عدنان رضوان
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
المزيد.....
|