|
الفساد والانكسار والثورة ، بالورد والطواحين
سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 12:46
المحور:
الادب والفن
قراءة في رواية "الورد والطواحين" للدسوقي البدحى
رواية الورد والطواحين، قطعة حية، من نسيج المجتمع المصرى، وأحداثها تقع في زمن بين زلزالين ، الزلزال الطبيعي الذي ضرب مصر في التسعينات من القرن الماضي وبين زلزال ثورة يناير. وهى تعني الكثير لقارئ يخوض أزماته الشخصية، وصراعا تقتضيه فلسفة البقاء. لكنه ليس صراعا بين الخير والشر، بل صراع الفساد ليفسد أكثر. والرواية ، رواية شخوص بامتياز، يعيشون في قرية صغيرة انتجتهم ، وفصول الرواية معنونة بأسماء أشخاص وتنتهي بفصل بعنوان " انا" وهو ما أدى بكل الشخوص ان تحضر روائيا من خلال أسمائها. ومن بين هذه الشخوص، توجد شخوص محورية، يمكن ان نمنحها صفة البطولة المفسدة، مثل مدير المدرسة أو حاكم قريته، وجابر العبد، وهناك شخوصا أخرى فسدت، تعيش في ظلال الشخصيات المحورية ، مثل " حمادة متولي " نظرا لان وظائفها غير فاعلة أو مؤثرة بشكل كبير.. فالشخصية المحورية تفعل وتتفاعل، بينما شخصيات الظلال تكون مفعول بها فقط، وفى النادر تفعل.
من بين صفحات الرواية يبرز إلى الواقع، مجتمع محمل بشتى أطياف العنف ، كسمة أصبحت ملازمة لعصرنا، وتبين مدى التأثير من خلال طريقة الكلام، أو الفعل، الفردي أو الجماعي كأدوات لترسيخ الفساد من خلال القهر. لننظر مقاطع معينة ببداية الرواية من صفحتي 7و8 منها: - البلد محتاجة لمدرسة أخرى يا ريس - فقال : هل عندكم مكان ؟ فرمقني مدير المدرسة مغتظا من تدخلي ، ولقط الكلام بصفه أمين الحزب الوطني- الحاكم – بقريتنا، وتولى الإجابة قائلا : معاليك ..." نلاحظ هنا خصائص الشخصية، التي قالت ان البلد محتاجة لمدرسة أخرى ياريس، هي شخصية تقدم مبادرة معبرة بذلك عن فردية مستقلة ، تعبر عن قيمة إيجابية.. ولا تقول " معاليك " بل تقول " ياريس " رغم أنها اقل في المرتبة الوظيفية من المدير .. لكن السلطة التي يمثلها هنا المدير تسعى لمحو اى شخصية فردية مستقلة ، بطريقة أو بأخرى، عبر التأثير سلباً، وبصورة هائلة على الفرد، حتى تتركه في خراب نفسي. وهو ما نجحت فيه السلطة الحاكمة في نهاية الأمر . لننظر مثلا في كلمات يقولها المدير للمحافظ مثل " معاليك " و" أمر معاليك " أو المقطع : " وانتفخ مزهوا بمقابلة المحافظ، ثم راح مع أتباعه يعيدون ويزيدون في سرد تفاصيل ماحدث، ليعرف الجميع في قريتنا بأنه مهم وواصل وينسب كل فضل ينزل بقريتنا له وحده" يتبين من تلك الكلمات وذلك المقطع مدى الضرر الذي تصاب به شرائح من المجتمع الواحد، وذلك بسبب الإرهاق المعنوي الذي تفرضه متجاذبات، ومحسوبيات في أجهزة السلطة والنفوذ . اصطدم " محمد عيسى الطيى"، بواقع المحسوبيات والفساد أثناء عمله كمدرس ، وطول الصفحات يقاوم ، وبعد الحادثة التي حدثت له، اشترطوا عليه توقيع أقرار الانكسار، فوافق ووقع عليه ،وبعدها اجتهد لكي يدور في دائرة طحن الورد. نعود الى المرحلة الأولى من الرواية التي تقدم بصورة صادمة فلنتأمل المقطع التالي: "الأستاذ رشدي الذي كان ماكينة قسوة وضرب وكان سببا مباشرا في هروب وتسرب العديد من أبناء القرية من التعليم وكم من تلاميذ وتلميذات تبولوا في ملابسهم أثناء حصصه من شدة الرعب وكم من تلاميذ نكل بهم وضربهم علي أرجلهم ومؤخراتهم لمجرد أنه باغتهم يلعبون في الأزقة والشوارع" من شأن هذا المقطع أن يقدم للقارئ، صورة مخيفة من عنف متأصل داخل المدرس ، جاهز للانقضاض على المجتمع وتحويله لعالم متوحش . العنف هنا ، كإحدى مسلمات شخصية الأستاذ رشدي، لكنه عنف غير مبرر، والكاتب غير معنى بتقديم علاجات لتلك الشخصية ، فقد وضعها في حيز العنف المزمن وظلت كذلك حتى موتها. ورغم ان الكاتب معني بتغيير الواقع، ويطالب بعمليه تصحيح ، ومهتما بالنظم الاجتماعية .. الا انه يقدم شخصيات غير معنية بكل ذلك ..لا تريد متغيرات سياسية ، بل تريد مجتمعا راكدا ليساعد في زيادة عفونتها. وعلى المستوى اليومي فمسار حياتها يتطابق ويساهم أيضا في صنع بحيرة مغلقة وعفنة، يتغذى منها كدود يتغذى على الجثث. هنا في " الورد والطواحين " ينسب الورد للجمال والربيع ، وتنسب للطواحين عملية السحق .. هذا هو مغزى العنوان .. وطول الصفحات نرى شخصيات منسحقة، وشخصيات فاسدة لحد النخاع ، ومخلصة لعالم الدولة العميقة الخفي .. ومندمجة فيه وكل أمالها ان تكون من طبقة سلطوية، أو محمية من طبقة سلطوية .. انه صراع يائس للبقاء .. والصراع بهذا الشكل يؤدى للعنف . هذه الحياة، المرتبطة بالفساد،لا تنصف أحدا ، ولا تفيد معها لغة عقلية، لذا اختفت عملية التأمل من الرواية ، وأفسحت المجال لكاميرا ترصد كل شيء ولغة مقتضبة ومقتصدة . ان الفساد المباح بالمجتمع ، يتيح لنفسه دخول حياه الناس، والمس بأحلامهم البريئة ، نرى ذلك أوضح مايكون في قصة حياة " حمادة متولي " الذي كون علاقة غرامية مع صافى بنت احد أغنياء القرية ولما علم والدها بذلك اتفق مع بلطجي القرية على ان يؤدبه : " حمادة بن متولي الفلاح الأجير المعدوم ويعرف مقامة ومقام أبيه ، ويذيقه مرارة لتجرؤ على بنت أسياده، وذلك بان يضربه ضربا يعجزه تماما ، وكان اجر تلك المقاولة عشاء ملوكيا والى جنيه، وبالفعل تربص خاطر بحمادة في إحدى الليالي ، وطعنه بمطواة في بطنه ووجه عده طعنات " لكن ما يزيد من قوة السرد، ليست تلك اللحظة، لحظة ربط سلطة المال بالبلطجية في مصر، ولا لحظة الطعن الغادرة في ليل مظلم مخيم على المجتمع .. بل اللحظة التي يختار فيها الكاتب قيام العامل بالمدرسة " عوض البغل " بثورته ضد حمادة متولي: " .... إياك ان تنسى نفسك أنت مدفوع ديتك ، وتزوجت منها، وعائش عليها يا معرس.. يا ابن المعرس.. ثم صفعه صفعة شديدة على وجهه، وكاد يفتك به لولا تدخلنا" لقد جعل الكاتب من هذا الحدث ، حدث الطعن وما تبعه، بؤرة تكشف عن جوانب شخصيات من الرواية ،، فالطعن تبعه محكمه، وتنازل مقابل مال دفعهم غنى القرية إبراهيم أبو صابر ، ثم نجح حمادة بشهادة الدبلوم بالغش وعومل معاملة الأوائل، وأصبح مدرسا . وفى النهاية أصبح يحتمي بمدير المدرسة حماية العبد الخانع . إن تلك الأبعاد مقصود منها إفراغ " حمادة" من قيمته، فهو شخص مجني عليه تم المس بأحلامه البريئة، أفاق من تلك الأحلام بطعنة، ليكتشف ضعفه .. وكان عليه ان يحمى نفسه بالاحتماء بالسلطة، فأصبح خاضعا لها .. متنازلا عن شخصيته مقابل تلك الحماية. فهو يشترى السمك للمدير ويعد له الفطور كل صباح .. صامت أبدا .. خانع أبدا.. مما يسمح " لجابر العبد " بمحاولة فتح حوارات ناعمة مع زوجته ومضايقتها . تكاد الرواية ان تحمل خطا واحدا في السرد يضعفها، فالشخصيات كلها فاسدة فالجبن ينتج فسادا داخل الشخصية ، فتنحني أمام السلطة الفاسدة ، أما الانتهازية والنفاق والنصب والاحتيال، فهي كلها أساليب مختلفة للفساد في العمل . لكن الكاتب تخلص من الضعف بمنح كل شخصية متشابه مع شخصية أخرى مزية مختلفة ، اى منح الرواية بعض التلوين .. لنقارن مثلا بين شخصيتين.. وهى شخصية " حسين عبد السميع " وشخصية " حمادة متولي " فحسين عبد السميع" مدرس رياضيات وفلاح خبير مهمته الأساسية تجاه المدير فلاحة ارض سيادته ويؤكد السارد " انه نموذج رائع للطاعة العمياء " بينما " حمادة متولي " يشترى السمك للمدير ويعد له الفطور كل صباح .. صامت أبدا .. خانع أبدا. الفرق بين الاثنين، أو التلوين المختلف ان حسين واشي وشخص زئبقي . وبينما يحتمي حمادة متولي بالسلطة لحماية نفسه ، يؤمن حسين بان الفلوس هي التي سيشترى بها كل شيء ، بما في ذلك احترام الناس والعزة والكرامة . الفرق الأخر ان الكاتب وضع حمادة متولي داخل قالب درامي شديد القسوة، عن ذلك الذي وضع فيه حسين عبد السميع . ناتى للشخصيات النسائية، ورغم إنهن أربع مدرسات من ستة عشر مدرس ، فوجودهن أراه جاء من قيام المؤلف بتحقيق بعض التوازن .. لا كتعويض فقط عن تهميشهن التاريخي، بل لتأكيد إن لهن دور فاعل ومؤثر في حركة المجتمع، ولكن هذا الدور في الرواية لم يتوضح بشكل جيد، وجاء ليزيد من عملية التهميش.
لننظر لشخصية عايدة رمزي ، ولم تعنون بفصل يخصها بل ذكرت في فصل حمادة متولي زوجها، انها تشتكى وتبدى اعتراضا من كثرة الحصص ومضايقات جابر العبد .. الا إنها ظلت محصورة في اعتراضها الهامس ، وبالتالي لم تتجاوز وضعها بالثورة عليه . أما سماح راضى فقد تخلصت من عالم الشقاء لتدخل عالم الصمت، وتسير بمثل أمها " أن قولة نعم تريح، وان الذي ستأخذه بالغصب أولى بها ان تأخذه بالرضي، وان من يعادى رئيسه يتعب" وهى تعبر بذلك عن قطاع معين من الناس – نساء ورجال – ممن يعملون ويتحملون بصمت حرصا على الدخل والسلام .. وقد وصفت من السارد " بحمار شغل المدرسة " لكن الفصل كله المعنون باسمها ، لا يظهرها مطلقا بخصائص أنثوية مختلفة ..واى كلام عنها بالرواية حتى الكلام عن مظهرها يمكن ان ينطبق على الرجال . على عكسها ، تحمل وجيدة عبد الملك مظاهر تميزها ، لحقت بقطار الزواج متأخرة ، تحولت حياتها لجحيم بعد الزواج ، هي قاسية وحقودة ضرت تلميذ فكسرت ذراعه ، تربصت بها بض الأمهات وضربنها علقة بالشباشب ، ارتدت بعدها النقاب .. وهى في حياتها لاتختلف عن اى رجل وفى تدرسيها لاتختلف عن اى مدرس قاس أما نهلة بندق فقد رسمت بشكل يعبر عن الجمال السطحي للأنثى، والذي يحاول استغلاله كل فاسد ومفسد .. وهى على الضد من تخصصها في الموسيقى والتربية الفنية .. فبدلا من الارتقاء بالروح ، نزلت بها لحضيض الأرض. وياتى المستر شادي قنديل، فتأتى معه الثورة .. مدرس شاب غير خانع ويصفه السارد بقوله : " شادي شاب عصري، يرتدى تى شرتات، ويحمل في كتفه اللاب توب وفى يده حقيبة أخرى بها أدواته ودفاتره ............. حاول معظم مدرسي المدرسة استهجان طريقه لبسه، وأسلوبه المختلف عنهم في كل شيء " ان ذلك الوصف وماتلاه، ينبئ بحالة تغير وهو كما لقبه " قنديل " ينير الدرب في الظلام . أن ذلك المسار الذي رسمه الكاتب لشادي أحدث توترا وصراعا بالرواية , لأن المدرسين حاولوا إخراج شادي من شخصيته الخاصة , بملامحها المتقدمة الثورية، والحاملة معها أفكار الميديا الحرة المنفتحة على العالم دون قيود، وأفكاره المختلفة التي تعبر عن كونه إنسان مختلف ومستقل، لسجنه في شخصية أخرى ضمن قالب مشابها لهم, وهو صراع أنتج التباعد , وكان يمكن أن يتوقف التوتر والصراع وينمحي ويكسب الفساد معركته، لو وافقت الشخصية على ذوبان شخصيتها الحقيقية بشخصيات أخرى مفسده , لكن شادي رفض هذا الذوبان ولم يخن نفسه وحافظ على وجوده , في عالم واقعي قد يكون مؤلما ومحزنا , لكنه يجد فيه وجوده الخاص والمستقل , أنه رفض بقوانين الخضوع المطلق للعرف السائد . وهو ما احدث الصراع الذي انفجر فعلا عندما هدده المدير بشطب اسمه فرد عليه شادي متحديا: " افعل ماتقدر عليه، وأنا سأشتكى للوزارة، وسأرسل لها جدول الحصص ومابه من مجاملات على موقعها الاكترونى، وكذلك على جميع المنتديات والمواقع الالكترونية المتخصصة في الموضوعات التعليمية، ومنها الى الجرائد " أنها لحظات شيقة ومتوترة من الرواية تبهرنا .. هاهو الفساد يتوقف عند حد معين لايتجاوزه .. فكأن الموت الذي يحتل الجسد البشرى يتوقف وينسحب.. لتستمر حياة الرواية بجمال الهواء الطلق، والحرية والثورة . ----------------------- مراجع وإحالات : الورد والطواحين – رواية الدسوقي البدحى- الطبعة الأولى 2013- دار الأدهم للنشر والتوزيع القاهرة. ------------------------
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تعزف انتصار أنشودة حب للحياة والوطن
-
رفح المصرية الضائعة فى الظلام
-
آه يا سيناء..
-
بعث الوطن في أزمنة بيضاء لغريب عسقلاني
-
العادلى والإبادة لسيناء
-
ما بعد مبارك طليقا !!!!!!
-
البرادعى، ضد حارس الديمقراطية !!
-
الاعتصام : - الجريمة والعقاب-
-
أنفاق غزة شرعية
-
المجتمع كائن اخرس
-
البعد الثوري والإنساني في رواية أمواج ورمال
-
إشراقة أمل
-
غزة تنتصر ..
-
غزة ، بلد لن يموت
-
غزة ، الخيانة والموت
-
فلسطين , الحلم والضياع
-
كثوب قديم اهترىء
-
بياض على بياض
-
-الصوامت- لصباح الانبارى
-
أنت في أول الليل وآخره
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|