أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بكر أحمد - ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة ابو سكينة














المزيد.....


ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة ابو سكينة


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 12:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من أحدى قرى جازان تخرج فتاة من داخل بيئة منغلقة لتعلن ثورتها الإنسانية حتى تنال ابسط حقوقها الآدمية ألا وهي حق اختيار شريك الحياة الذي تريد أن تقضي معه بقية حياتها ، هذا الحق الذي تم مصادرته تحت مختلف الحجج التقليدية والإصرار على بقاءه داخل صندوق مقدس لا يفتح ولا يناقش لأنه يعتبر في نظر المجتمع تعدي فج على سلطاته الذكورية وتجاوز لشرف القبيلة وطعن بقيمها وأرثها .

كان ينبغي للفتاة السعودية هدى أن تخضع لواقعها وتقبل بالحياة الرتيبة التي وضعها لها من يتحكم بمصيرها وأن تتقبل الحياة كيفما اتفق ، وهي وان فعلت ذلك فلن تكون خارج السياق أو المعتاد، لن تكون امرأة مميزة أو حتى امرأة مطيعة، فوسط كل هذه الطاعة ، لا يعتبر الانصياع شيء مختلف، لكنها أيقنت بأن ما سيحدث لها هو قهر لكينونتها الإنسانية وكبح لمشاعرها الطبيعية المكتسبة بالفطرة ، وأنها وأن قبلت بالمخطط المعد لها سلفا، فهذا يعني موتها وهي على قيد الحياة ، وأن أي عمل آخر ومهما كانت عواقبه لن يقل سوءً عن ما أعد لها سابقا.

كان ولا شك قرار يحتاج إلى الكثير من التفكير والصلابة والعزم، وأن تقرر فتاة مغادرة بلدها منفردة إلى بلد آخر لتلتقي مع من تحب وتربط مصيرها بمصيره في أرض و مستقبل مجهول بالنسبة لها، هو قرار جريء جدا، وهدى قررت أن تغادر وتترك كل شيء خلفها علها تفتح لها حياة أخرى سعيدة .

الان هي تحاكم في صنعاء، والقضية هي دخولها البلاد بطريقة غير شرعية، وهي محاكمة نادرة جدا لأن اليمن بلاد مفتوحة وتأوي مئات الآلاف من المتسليين، لكن هنالك ثقل كبير يقف خلف قضية هدى ألتي أصبحت قضية رأي عام ومحل متابعة لكافة المنظمات الحقوقية، ولو صدر حكم قضائي بإعادتها إلى بلادها كما تطالب بذلك سفارة بلدها، فهذا يعني ولا شك القضاء عليها جسديا أو على أقل تقدير معنويا، لتقضي بقية حياتها _ أن كتبت لها الحياة _ محطمة ومهمشة.

لا يوجد مواطن يمني واحد يستطيع أن يجزم بنزاهة القضاء في اليمن، والكل يعرف أن القضاة فاسدون، وان المال هو من يسير أحكامهم، وأجزم لو أن هذه القضية سارت بهدوء، فأن عملية طبخها ستتم كما هو معهود، وسيقوم المال بالواجب وستعاد هدى إلى مصيرها الذي ينتظرها.
كما لا يمكن التصديق بالضمانات القبيلة والأسرية التي تتعهد بها أسرة هدى حتى تعيدها، فتلك أوهام ، والأمر بات في نظرهم مسألة شرف أريق أمام الناس ويجب أن تعاد صيانته من جديد، وجميعنا يعرف كيف يصان الشرف العربي.

هدى لم ترتكب جناية أخلاقية، هدى طالبت فقط بحقها بالحياة مع من تريد، وهذا حق بسيط جدا لا يستحق كل هذا الضجيج والنزاع، لذا يجب أن تلتفت المنظمات الحقوقية والمدنية لقضيتها وأن تستدعى منظمات حقوق الإنسان الدولية ومفوضية اللاجئين لمنحها حق اللجوء الإنساني كون حياتها في حال أعادتها باتت في خطر مؤكد.

كما أود أن أؤكد هنا بأنني لا أدعوا إلى أي نوع من أنواع التمرد على النظام الأسري، بقدر تأكيدي على أنه من حق كل إنسان أن يختار من يحبه وان يعيش مع من أختاره، وان اعترفت الأسر العربية بهذا الحق، فهي هنا ستنهي تلقائيا حالة الجزع على صون شرف وهمي وهش ومبالغ به، وحتى لا نتعرض لمثل هذه المواقف، لنمنح أبناؤنا الثقة في تقرير مصيرهم وتحمل مسئولياتهم ومن حقنا عليهم دعمهم وإسداء النصح والتوجيه لهم، لأنه بات من المستحيل وفي ظل الثورة المعلوماتية والتواصل العالمي هذا أن نستمر بقمع الرغبات وكبتها.

وأن كان هنالك شيء نتعلمه من قضية فتاة أبو سكينة، فهي ولا شك حق تقرير الحياة والحب وقبلها نتعلم منها الشجاعة وقوة الإرادة والإصرار.
قلوبنا معك يا هدى.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تعلم اخوان اليمن من اخوان مصر
- أما أن نحمل السلاح أو لنعد إلى منازلنا
- سلمية الثورة لا تؤدي إلى حسمها
- لا يمكن شنق لصوص الثورة بامعاء النظام السابق
- امرأة بخمسة أصابع
- الشمالي الرائع والجنوبي الإنتهازي
- الشماليون الجدد ...اسوء واسوء
- قادة الجنوب في اليمن ... صح النوم !
- دولة الخلافة تحت ظلال الزنداني
- المجلس الوطني - الجنوب أولاً
- المجلس الوطني - الجنوب ولا
- توكل كرمان في كونها ميدانية أكثر منها سياسية
- نحو فرز ليبرالي عاجل في اليمن
- لقاء بروكسل ......بداية جيدة
- اليمن في غرفة الوصاية المركزة
- ما أوسخه
- أنسنة علي صالح ...واللجوء إلى المجتمع الدولي
- الجندي ...هل هو مواطن يمني ؟
- احتلال عدن مرة ثانية
- ماذا تعلم ساركوزي من الرئيس اليمني !


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بكر أحمد - ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة ابو سكينة