|
صاحب المزاج المعكر ... ج1+2
أمينة فداوي
الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 09:13
المحور:
الادب والفن
صاحب المزاج المعكر ... متى يمٌكن أن يتٌحرر ؟؟.... ويكٌف عن البكاء و التذمر... مازال بينٌ أيدٌيهٌم يقٌهر و يقٌهر.... و حاله يوٌما بعد يوٌم تتدهور.... ياٌ صديقٌي اصبر ... لا تتعثر .... إلى أ نٌ المفر.. ؟.... ما بالك تفكر في الهروب من السجن و قويهٌم هنالك يسٌيطٌر.... و يأٌتمر عليكٌ... وينٌهر .....و أنت لا زلت في مصيرٌك تفكر.... ياٌ صديقٌي صاحب المزاج المعكر .... أنا معك أخمن في حالك و أتدبر.... لا يمٌكنك فعل شيءً فأنت الأصغر ... . و للسند أفقر.... و من حولك أكبر و أمكر .......... زرته في السجن يوٌما ليحٌكي لي ....قلت ما بال حكم القاضي يا صاحب المزاج المعكر؟؟.... قال كنت مع مديري... كان يأمر و يأمر.... كنت أنفذ دون أي نقاش أو تذمر.... ما لبثت برهة من الزمان حتى شتمني مديري و قال لا احتاجك الآن ... اذهب عن وجهي و حذار أن تخبر.... جرح مشاعري ....بكيتٌ خمسة عشر يوٌم أو أكثر ... صراخ ... و أهلي احتاروا في حالي ... و كنت سانتحر.... أوراق تمزقت .... و زجاج تكسر.... أمضيتٌ ليلٌة في مستشفى حينٌا ... و الطبيبٌ يسأل و يفكر ؟؟؟.... و مديري حينٌها يمرح ...... و لم يخطر بباله أن وضعي تدهور.... في الغد ذهبت إليهٌ حاملا في يدٌي خنجر .... لم أطق استفزازه لي و على نفسي لم أسيطٌر.... طعنته طعنة في القلب و أخرى في الظهر.... أفزعني ذلك المنظر..... هربت من المكان ....ومن فزعي تركت الجثة هامدة و الدم كل الشقة يغٌمر.... وما أغباني حينٌ تركت خلفي الخنجر.... جاءت الشرطة و معهم مفتش كان الاشطر.... سرعان ما كشف بصماتي ... و بدأ البحث...حينٌها كنت فوق قمة الجبل أفكر.... يدٌاي مخضبة بأثر الدماء .... لم أعي ما فعلت فقد كنت مدمر.... عقلي ما استوعب شيئٌا .... فعملي كان رزق بيتي ...زوجتي ... و ابني الأصغر... ضاع قوت عائلتي التي بنيتٌها بجهد و كنت دائما في سعادتهم أفكر... كنا نعيشٌ في حب .... رغم بساطة عيشٌنا ...و كوخنا الصغيرٌ في التل عند النهر.... و هكذا انتهى بي الحال ياٌ صديقتي .... ارتكبت الجرم ... ولا مفر.... عدت في اليوم التالي ... لم أنم ... أمضيت كل ليلي أفكر .... أيعقل أن يكون صديقي مجرما....؟؟ لا بل عصبي ... متسرع و متهور .... أيرتكب جرما كهذا ... و يدعي ببساطة أنه كان مدمر.... زرته مرة أخرى.... تظاهرت أن حالي أفضل... أحضرت له كوب شاي... ثم ناولته على عجل حبات سكر.... قلت كيف حالك اليوم.. يا صديقي صاحب المزاج المعكر... قال مازلت في حالتي أفكر..... زوجتي ؟... ابني؟ ... لم يصلني عنهم خبر ....منذ أشهر..... ناولته كوب الشاي... ارتعشت يداي ... سقط الكوب فتكسر... قلت بتردد... يا صديقي الآن لن أخبر.... أمسك يداي المرتعشتان...و عيناه بالدموع تنهمر... أصر علي .... قولي الآن...و إلا.....؟؟ قلت ماذا ستفعل؟ مرة أخرى ستقتل؟؟؟.... زوجتك قتلوها على حين غفلة قصاصا... دفعت ثمن ما فعلت أنت... أتتذكر ؟؟ قتلوها انتقاما منك لا أكثر.... لكنهم لم يتركوا لنا دليل إدانة ولا أي أثر.... مازال التحقيق قائم... و لم نجد أين هو الرأس المدبر.... أما ابنك فقد نجا منهم هربا....... لم نجد له أي أثر .... التقطه أعوان الأمن.. تحت شجرة ...ولا داعي لسرد تفاصيل المنظر.... ماذا عسانا نقول لهذا اليتيم.... أمك رحلت بعيدا... فطال بها السفر؟؟؟..... أما أبوك ففي السجن المؤبد .... ولا نظنه سيتحرر... فاضت عيناه دموعا... قلبه انفطر.... صرخت ... ليس بسفك الدماء يؤخذ الحق من ظالم متجبر.... لم أجد حينها ... إلا أن احمل حالي لأغادر... ما عدت أنا أتحمل.... فجأة ....انهار صديقي أمام عيناي .... قلبه يدق بسرعة ... عرقه يتقاطر.... أيها الحارس ....نريد طبيبا بسرعة ..لا نريد أن ننتظر .... نطق بنبرات صوت خافت.... تكاد منه حروف الكلمات تتبعثر... صديقتي سامحيني.... سأطلب منك آخر طلب ... بل رجاء لوجه الله ... فهل أقدر؟ اعتني بابني ... لا تتركيه يعاني من بعدي اليتم و القهر... بكيت و قلت....لا تودعني الآن ....لا تفعل.....أنا ما عدت أستفكر.. عهد على نفسي قطعته ... أن يعيش ابنك سعيدا طيلة الدهر.... ابتسم ...و قال أنت قلب رائع... أنت الوفاء .... أنت صديقة لن تتكرر.... سنلتقى يوما ... لأرد لك الجميل ... والآن لابد أن أرحل... ادعي لزلاتي و جرمي الذي اقترفت.... أن يغفر.... أتعبتني قصتك ياٌ صديقي.... و جعلتني في فعل الظالم أتدبر.... مظلوم أنت ياٌ صديقي... و ما كان عليكٌ أن تتهور.... سأدعو لك في صلاتي ... و دائما سأتذكر.... لابد أن يأٌت ذلك اليوٌم ......و الحق لابد أن يظٌهر.... و هكذا كانت عاقبة التهور أن يودعني صديقي صاحب المزاج المعكر
#أمينة_فداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الصداقة... بعض الهمسات.....
-
نحو فلسفة السعادة......
-
صاحب المزاج المعكر ...
المزيد.....
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|