دليلكَ إلى عبقريّة الجعفري !!

عمّار المطّلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 06:11
المحور: كتابات ساخرة
    

لم أكن أدري أنّ الدكتور إبراهيم الجعفري فيلسوف حتى قرأتُ محاضرته ..
يبدأ إبراهيم الأشيقر المحاضرة بعبارة من المنطق الأرسطي:
( لكلِّ موضوع محمول ) !!!!!
ينطلق من هذه الحقيقة الأرسطيّة، ليهاجم (صموئيل هنتكون)!!!!!
الذي نادى بِ ( التقاتل بين الحضارات ) !!
هنتكون أم هنتنجتون ؟!! لا يهمّ ..
المهمّ أنّه ، و بعد أنْ يطرح الفيلسوف و الأكاديمي الأميركي الرّاحل أرضاً، يُفجّر قنبلتهُ الفكريّة التالية:
*( نحن بحاجة لأن نلتقي نموذج القبيلة التي لا تستحي أن ينتمي أفرادها إليها ) !!
هو بحاجة لأنْ يلتقي:
( قبيلة و لا تستحي أن ينتمي أفرادها إليها) !!
* ستجدها إنْ شاء الله، لكنْ ماذا عن كارل ماركس ؟!!
يقول الفيلسوف إبراهيم الجعفري:
( القبيلة حقيقة قرآنية، لا كما ذهبت إليه الماركسية حين اعتبرتها ظاهرة عبَّرت عن مرحلة البرجوازية في تاريخ البشرية ) !!
حقّاً .. حقّاً !!
يقول كارل ماركس في كتابه ( رأس المال) :
( القبيلة تعني بورجوازيّة ، و لهذه البورجوازيّة أفخاذ و رؤساء عشائر تتحكّم برأس المال و فائض القيمة) !!
* و بمناسبة ماركس، يتحدّث فيلسوفنا الأشيقر، عن صراع الطبقات، لكنْ من منظورٍ جديد:
( الانتفاضة طبقة اجتماعية مُعيَّنة تطالب بهدف مُحدَّد بزمن، مُحدَّد بجغرافية كانتفاضة الخبز، أو انتفاضة الطحين، أو انتفاضة الكنّاسين )!!!!!!!!!!!
الإنتفاضة طبقة اجتماعيّة !!!!
بالمناسبة: ماالفرق بين انتفاضة الخبز و انتفاضة الطحين ؟!!
إنتفاضة الخبز تبدأ من الأفران، أما انتفاضة الطحين ، فتبدأ من المطاحن !!!!
لكنْ: ماذا عن انتفاضة الكنّاسين ؟ أو بتعبير الدكتور الجعفريّ:
ما هي الجغرافية المحدّدة لانتفاضة الكنّاسين ؟!!!!!!
* لنترك هذا الموضوع الشائك مؤقّتاً، و لنبحر مع الدكتور الجعفري في أعماق أعماق التاريخ :
( فلماذا قتل قابيلُ هابيلُ، كان قابيل قد مثّل رُبع العالم، وكان سُكّان العالم من أربع أفراد، آدم وحواء نصف العالم في ذلك الوقت، وهابيل رُبع العالم، قتل قابيلُ رُبع العالم ) !!!!!!!!!!!!!!
سكّان العالم 4 أفراد: آدم و حوّاء و قابيل وهابيل !!!!!!!!
و البنات؟!!! أعني أخوات قابيل و هابيل ؟!! ليش ما حسبتْهَن ؟!!! مو صوچك دكتور إبراهيم صوچ التعداد السكّاني حبيبي !!!
* غلطة بسيطة، فهاهو الدكتور يُفجّر قنبلتهُ الفلسفيّة و العلميّة التالية:
( أسمِّي الظاهرة ظاهرة؛ لأنها تظهر، ثم تختفي ) !!!!!
قبل الدكتور كانت المصادر العلميّة تفسّر الظاهرة بأنّها كلّ حقيقةٍ في الطبيعة تستطيع أنْ تلحظها، فالجبال ظاهرة، و الأشجار ظاهرة، و الأنهار ظاهرة طبيعيّة ..
طبعاً المصادر العلميّة غير دقيقة، فماذا لو أغمضتَ عينَيك ؟! ألا تختفي الجبال و الأشجار و الأنهار، تماماً كما قال فيلسوف العراق الكبير ؟!!!!
* الدكتور الجعفريّ رئيس الائتلاف الوطنيّ الحاكم ، يؤمن بالقانون .. يؤمن به بشدّة، حتّى أنّه لا ينسى، و هو في معمعة التصدّي لِ (هنكتون) و ماركس، أن يؤكّد على سيادة القانون:
يقول الفيلسوف و رئيس الائتلاف الحاكم:
( مارِسْ دورك باليد، مُرْ بالمعروف، وانهَ عن المُنكَر باليد ) !!!!!
* و هو يأسى على ما حلّ بالسنّة و الشيعة .. لقد كانوا يعيشون في سلام و انسجام، حتّى هبطت مخلوقات من الفضاء، ففرضت المحاصصة، و شقّت المجتمع، و بذرت بذور العداء !!!
يقول الدكتور الجعفريّ:
( 27% من العراقيين يتصاهرون من السُنّة والشيعة، وهناك من جاء من وراء الحدود ليعبث بهذه الثنائية الرائعة ) !!!!!!!!
* الدكتور إبراهيم سيهزم تلك المخلوقات الفضائيّة، فهو مُرسَل من العناية الإلهيّة إلى الشعب العراقيّ لإنقاذه، و قد وقّع عقداً مع الله، تماماً كما كان خلفاء بني أميّة وبني العبّاس يقولون :
( نحن مع عقد لإقامة حكم الله -تبارك وتعالى- في الأرض ) !!!!!!!!
يبدو أنّ العقد لم يتضمّن إعادة الكهرباء، أو تخليص ربع سكّان العراق من الفقر، أو بناء مستشفيات أو بناء مدارس، أو بناء بيوت للناس، أو تعبيد طرق و شوارع، كذلك لم يتضمّن العقد أيّة مسؤوليّة عن اختفاء المليارات أو سرقتها، أو حماية الأبرياء من القتل و السيّارات المفخّخة !!!

#عمّار_المطّلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات